وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والتمتع : الانتفاع الموقت وقد تقدم عند قوله تعالى ( ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين ) في سورة الأعراف .
A E والباء في ( بكفرك ) ظرفية أو للملابسة وليست لتعدية فعل التمتع . ومتعلق التمتع محذوف دل عليه سياق التهديد . والتقدير : تمتع بالسلامة من العذاب في زمن كفرك أو متكسبا بكفرك تمتعا قليلا فأنت آئل إلى العذاب لأنك من أصحاب النار .
ووصف التمتع بالقليل لأن مدة الحياة الدنيا قليل بالنسبة إلى العذاب في الآخرة وهذا كقوله تعالى ( فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل ) .
وصيغة الأمر في قوله ( تمتع ) مستعملة في الإمهال المراد منه الإنذار والوعيد .
وجملة ( إنك من أصحاب النار ) بيان للمقصود من جملة ( تمتع بكفرك قليلا ) وهو الإنذار بالمصير إلى النار بعد مدة الحياة .
و ( من ) للتبعيض لأن المشركين بعض الأمم والطوائف المحكوم عليها بالخلود في النار .
وأصحاب النار : هم الذين لا يفارقونها فإن الصحبة تشعر بالملازمة فأصحاب النار : المخلدون فيها .
( أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه ) قرأ نافع وابن كثير وحمزة وحدهم ( أمن ) بتخفيف الميم على أن الهمزة دخلت على ( من ) الموصولة فيجوز أن تكون الهمزة همزة استفهام و ( من ) مبتدأ والخبر محذوف دل عليه الكلام قبله من ذكر الكافر في قوله ( وجعل لله أندادا ) إلى قوله ( من أصحاب النار ) . والاستفهام إنكاري والقرينة على إرادة الإنكار تعقيبه بقوله ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) لظهور أن ( هل ) فيه للاستفهام الإنكاري وبقرينة صلة الموصول . تقديره : أمن هو قانت أفضل أم من هو كافر ؟ والاستفهام حينئذ تقريري ويقدر له معادل محذوف دل عليه قوله عقبه ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) .
وجعل الفراء الهمزة للنداء و ( من هو قانت ) : النبي A ناداه الله بالأوصاف العظيمة الأربعة لأنها أوصاف له ونداء لمن هم من أصحاب هذه الأوصاف يعني المؤمنين أن يقولوا : هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون وعليه فإفراد ( قل ) مراعاة للفظ ( من ) المنادى .
وقرأ الجمهور ( أمن هو قانت ) بتشديد ميم ( من ) على أنه لفظ مركب من كلمتين ( أم ) و ( من ) فأدغمت ميم ( أم ) في ميم ( من ) . وفي معناه وجهان : أحدهما : أن تكون ( أم ) معادلة لهمزة استفهام محذوفة مع جملتها دلت عليها ( أم ) لاقتضائها معادلا . ودل عليها تعقيبه ب ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) لأن التسوية لا تكون إلا بين شيئين . فالتقدير : أهذا الجاعل لله أندادا الكافر خير أمن هو قانت والاستفهام حقيقي والمقصود لازمه وهو التنبيه على الخطأ عند التأمل .
والوجه الثاني : أن تكون ( أم ) منقطعة لمجرد الإضراب الانتقالي . و ( أم ) تقتضي استفهاما مقدرا بعدها . ومعنى الكلام : دع تهديدهم بعذاب النار وانتقل بهم إلى هذا السؤال : الذي هو قانت وقائم ويحذر الله ويرجو رحمته . والمعنى : أذلك الإنسان الذي جعل لله أندادا هو قانت الخ والاستفهام مستعمل في التهكم لظهور أنه لا تتلاقى تلك الصفات الأربع مع صفة جعله لله أندادا .
والقانت : العابد . وقد تقدم عند قوله تعالى ( وقوموا لله قانتين ) في سورة البقرة .
والآناء : جمع أنى مثل أمعاء ومعى وأقفاء وقفى والأنى : الساعة ويقال أيضا : إنى بكسر الهمزة كما تقدم في قوله ( غير ناظرين إناه ) في سورة الأحزاب .
وانتصب ( آناء ) على الظرف ل ( قانت ) وتخصيص الليل بقنوتهم لأن العبادة بالليل أعون على تمحض القلب لذكر الله وأبعد على مداخلة الرياء وأدل على إيثار عبادة الله على حظ النفس من الراحة والنوم فإن الليل أدعى إلى طلب الراحة فإذا آثر المرء العبادة فيه استنار قلبه بحب التقريب إلى الله تعالى ( إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا ) فلا جرم كان تخصيص الليل بالذكر دالا على أن هذا القانت لا يخلو من السجود والقيام آناء النهار بدلالة فحوى الخطاب قال تعالى ( إن لك في النهار سبحا ) وبذلك يتم انطباق هذه الصلة على حال النبي A