وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والإتيان باسم العلم لإحضار المسمى في الأذهان باسم مختص زيادة في البيان لأن حال المخاطبين نزل منزلة حال من لم يعلم أن فاعل تلك الأفعال العظيمة هو الله تعالى .
A E واسم الجلالة خبر عن اسم الإشارة . وقوله ( ربكم ) صفة لاسم الجلالة .
ووصفه بالربوبية تذكير لهم بنعمة الإيجاد والإمداد وهو معنى الربوبية وتوطئة للتسجيل عليهم بكفران نعمته الآتي في قوله ( إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر ) .
وجملة ( له الملك ) خبر ثان عن اسم الإشارة .
والملك : أصله مصدر ملك وهو مثلث الميم إلا أن مضمون الميم خصه الاستعمال بملك البلاد ورعاية الناس وفيه جاء قوله تعالى ( تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء ) وصاحبه : ملك بفتح الميم وكسر اللام وجمعه : ملوك .
وتقديم المجرور لإفادة الحصر الادعائي أي الملك لله لا لغيره وأما ملك الملوك فهو لنقصه وتعرضه للزوال بمنزلة العدم كما تقدم في قوله تعالى ( الحمد لله ) وفي حديث القيامة : ( ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض ) فالإلهية هي الملك الحق ولذلك كان ادعاؤهم شركاء للإله الحق خطأ فكان الحصر الادعائي لإبطال ادعاء المشركين .
وجملة ( لا أله إلا هو ) بيان لجملة الحصر في قوله ( له الملك ) .
وفرع عليه استفهام إنكاري عن انصرافهم عن توحيد الله تعالى ولما كان الانصراف حالة استفهم عنها بكلمة ( أنى ) التي هي بمعنى ( كيف ) كقوله تعالى ( أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة ) .
والصرف : الإبعاد عن شيء والمصروف عنه هنا محذوف تقديره : عن توحيده بقرينة قوله ( لا إله إلا هو ) .
وجعلهم مصروفين عن التوحيد ولم يذكر لهم صارفا فجاء في ذلك بالفعل المبني للمجهول ولم يقل لهم : فأنى تنصرفون نعيا عليهم بأنهم كالمقودين إلى الكفر غير المستقلين بأمورهم يصرفهم الصارفون يعني أئمة الكفر أو الشياطين الموسوسين لهم . وذلك إلهاب لأنفسهم ليكفوا عن امتثال أيمتهم الذين يقولون لهم ( لا تسمعوا لهذا القرآن ) عسى أن ينظروا بأنفسهم في دلائل الوحدانية المذكورة لهم .
والمعنى : فكيف يصرفكم صارف عن توحيده بعدما علمتم من الدلائل الآنفة .
والمضارع هنا مراد منه زمن الاستقبال بقرينة تفريعه على ما قبله من الدلائل .
( إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ) أتبع إنكار انصرافهم عن توحيد الله بعد ما ظهر على ثبوته من الأدلة بأن أعلموا بأن كفرهم إن أصروا عليه لا يضر الله وإنما يضر أنفسهم .
وهذا شروع في الإنذار والتهديد للكافرين ومقابلته بالترغيب والبشارة للمؤمنين فالجملة مستأنفة واقعة موقع النتيجة لما سبق من إثبات توحيد الله بالإلهية .
فجملة ( إن تكفروا ) مبينة لإنكار انصرافهم عن التوحيد أي إن كفرتم بعد هذا الزمن فاعلموا أن الله غني عنكم . ومعناه : غني عن إقراركم له بالوحدانية أي غير مفتقر له . وهذا كناية عن كون طلب التوحيد منهم لنفعهم ودفع الضر عنهم لا لنفع الله وتذكيرهم بهذا ليقبلوا على النظر من أدلة التوحيد . والخبر مستعمل كناية في تنبيه المخاطب على الخطأ من فعله .
وقوله ( ولا يرضى لعباده الكفر ) اعتراض بين الشرطين لقصد الاحتراس من أن يتوهم السامعون أن الله لا يكترث بكفرهم ولا يعبأ به فيتوهموا أنه والشكر سواء عنده ليتأكد بذلك معنى استعمال الخبر في تنبيه المخاطب على الخطأ .
وبهذا تعين أن يكون المراد من قوله ( لعباده ) العباد الذين وجه الخطاب إليهم في قوله ( إن تكفروا فإن الله غني عنكم ) وذلك جري على أصل استعمال اللغة لفظ العباد كقوله ( ويوم نحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم أضلوا السبيل ) . الآية وإن كان الغالب في القرآن في لفظ العباد المضاف إلى السم الله تعالى أو ضميره أن يطلق على خصوص المؤمنين والمقربين وقرينة السياق ظاهرة هنا ظهورا دون ظهورها في قوله ( أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء ) .
والرضى حقيقته : حالة نفسانية تعقب حصول ملائم مع ابتهاج به وهو على التحقيق فيه معنى ليس في معنى الإرادة لما فيه من الاستحسان والابتهاج ويعبر عنه بترك الاعتراض ولهذا يقابل الرضى بالسخط وتقابل الإرادة بالإكراه والرضى آئل إلى معنى المحبة .
A E