وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والتعبير بصيغة المضارع لإفادة تجدد الخلق وتكرره مع استحضار صورة هذا التطور العجيب استحضارا بالوجه والإجمال الحاصل للأذهان على حسب اختلاف مراتب إدراكها ويعلم تفصيله علماء الطب والعلوم الطبيعية وقد بينه الحديث عن النبي A " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح " .
وقوله ( خلقا من بعد خلق ) أي طورا من الخلق بعد طور آخر يخالفه وهذه الأطوار عشرة : الأول : طور النطفة وهي جسم مخاطي مستدير أبيض خال من الأعضاء يشبه دودة طوله نحو خمسة مليمتر .
الثاني : طور العلقة وهي تتكون بعد ثلاثة وثلاثين يوما من وقت استقرار النطفة في الرحم وهي في حجم النملة الكبيرة طولها نحو ثلاثة عشر مليمترا يلوح فيها الرأس وتخطيطات من صور الأعضاء . الثالث : طور المضغة وهي قطعة حمراء في حجم النحلة .
الرابع : عند استكمال شهرين يصير طوله ثلاثة سنتيمتر وحجم رأسه بمقدار نصف بقيته ولا يتميز عنقه ولا وجهه ويستمر احمراره .
الخامس : في الشهر الثالث يكون طوله خمسة عشر سنتيمترا ووزنه مائة غرام ويبدو رسم جبهته وأنفه وحواجبه وأظافره ويستمر احمرار جلده .
السادس : في الشهر الرابع يصير طوله عشرين سنتيمترا ووزنه 240 غرامات ويظهر في الرأس زغب وتزيد أعضاؤه البطنية على أعضائه الصدرية وتتضح أظافره في أواخر ذلك الشهر .
السابع : في الشهر السادس يصير طوله نحو ثلاثين سنتيمترا ووزنه خمسمائة غرام ويظهر فيه مطبقا وتتصلب أظافره .
الثامن : في الشهر السابع يصير طوله ثمانية وثلاثين سنتيمترا ويقل احمرارا جلده ويتكاثف جلده وتظهر على الجلد مادة دهنية دسمة ملتصقة ويطول شعر رأسه ويميل إلى الشقرة وتتقبب جمجمته من الوسط .
التاسع : في الشهر الثامن يزيد غلظه أكثر من ازدياد طوله ويكون طوله نحو أربعين سنتيمترا ووزنه نحو أربعة أرطال أو تزيد وتقوى حركته .
العاشر : في الشهر التاسع يصير طوله من خمسين إلى ستين سنتيمترا ووزنه من ستة إلى ثمانية أرطال . ويتم عظمه ويتضخم رأسه ويكثف شعره وتبتدئ فيه وظائف الحياة في الجهاز والرئة والقلب ويصير نماؤه بالغذاء وتظهر دورة الدم فيه المعروفة بالدورة الجنينية .
و ( الظلمات ) : ظلمة بطن الأم وظلمة الرحم وظلمة المشيمة وهي غشاء من جلد يخلق مع الجنين محيطا به ليقيه وليكون به استقلاله مما ينجر إليه من الأغذية من دورته الدموية الخاصة به دون أمه .
وفي ذكر هذه الظلمات تنبيه على إحاطة علم الله تعالى بالأشياء ونفوذ قدرته إليها في أشد ما تكون فيه من الخفاء .
وانتصب ( خلقا ) على المفعولية المطلقة المبينة للنوعية باعتبار وصفه بأنه ( من بعد خلق ) ويتعلق قوله ( في الظلمات ثلاث ) ب ( يخلقكم ) .
وقرأ الجمهور ( أمهاتكم ) بضم الهمزة وفتح الميم في حالي الوصل والوقف . وقرأه حمزة في حال الوصل بكسر الهمزة إتباعا لكسرة نون ( بطون ) وبكسر الميم إتباعا لكسر الهمزة . وقرأه الكسائي بكسر الميم في حال الوصل مع فتح الهمزة .
( ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون [ 6 ] ) بعد أن أجري على اسم الله تعالى من الأخبار والصفات القاضية بأنه المتصرف في الأكوان كلها : جواهرها وأعراضها ظاهرها وخفيها ابتداء من قوله ( خلق السماوات والأرض بالحق ) ما يرشد العاقل إلى أنه المنفرد بالتصرف المستحق العبادة المنفردة بالإلهية أعقب ذلك باسم الإشارة للتنبيه على أنه حقيق بما يرد بعده من أجل تلك التصرفات والصفات .
والجملة فذلكة ونتيجة أنتجتها الأدلة السابقة ولذلك فصلت .
واسم الإشارة لتمييز صاحب تلك الصفات عن غيره تمييزا يفضي إلى ما يرد بعد اسم الإشارة على نحو ما قرر في قوله تعالى ( أولئك على هدى من ربهم ) في سورة البقرة .
والمعنى : ذلكم الذي خلق وسخر وأنشأ الناس والأنعام وخلق الإنسان أطوارا هو الله فلا تشركوا معه غيره إذ لم تبق شبهة تعذر أهل الشرك بشركهم أي ليس شأنه بمشابه حال غيره من آلهتكم قال تعالى ( أم جعل لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم )