وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فجعل ما هو في الظاهر جواب ( لو ) مفيدا معنى الاستدراك الذي يعقب المقدم والتالي غالبا فلذلك فسره بمرادفه وهو الاستثناء الذي هو من تأكيد الشيء بما يشبه ضده .
وللتفتزاني بحث يقتضي عدم استقامة تقرير الكشاف لدليل شرط ( لو ) وجوابه واستظهر أن ( لو ) صهيبية تبعا لتقرير ذكره صاحب الكشف . وبعد فإن كلام صاحب الكشاف يجعل هذه الآية منقطعة عن الآيات التي قبلها فيجعلها بمنزلة غرض مستأنف مع أن نظم الآية نظم الاحتجاج لا نظم الإفادة فكان محمل الكشاف فيها بعيدا . ومع قطع النظر عن هذا فإن في تقرير الملازمة في الاستدلال خفاء وتعسفا كما أشار إليه الشقار في كتابه التقريب مختصر الكشاف .
وقال ابن عطية " معنى اتخاذ الولد اتخاذ التشريف والتبني وعلى هذا يستقيم قوله ( لاصطفى ) وأما الاتخاذ المعهود في الشاهد " يعني اتخاذ النسل " فمستحيل أن يتوهم في جهة الله ولا يستقيم عليه قوله ( لاصطفى ) . ومما يدل على أن معنى أن يتخذ الاصطفاء والتبني قوله ( مما يخلق ) أي من محادثاته " اه وتبعه عليه الفخر .
وبنى عليه صاحب التقريب فقال عقب تعقب كلام الكشاف " والأولى ما قيل : لو أراد أن يتخذ ولدا كما زعمتم لاختار الأفضل " أي الذكور " لا الأنقص و هن الإناث " . وقال التفتزاني في شرح الكشاف : هذا معنى الآية بحسب الظاهر وذكر أن صاحب الكشاف لم يسلكه للوجه الذي ذكره التفتزاني هناك .
والذي سلكه ابن عطية وإن كان أقرب وأوضح من مسلك الكشاف في تقرير الدليل لكنه يشاركه في أنه لا يصل الآية بالآيات التي قبلها وينبغي أن لا تقطع بينها الأواصر وكم ترك الأول للآخر .
وجملة ( سبحانه ) تنزيه له عما نسبوه إليه من الشركاء بعد أن أبطله بالدليل الامتناعي عودا إلى خطاب النبي A والمسلمين الذي فارقه من قوله ( فاعبد الله مخلصا له الدين ) .
وجملة ( هو الله الواحد القهار ) دليل للتنزيه المستفاد من ( سبحانه ) . فجملة ( هو الله ) تمهيد للوصفين وذكر اسمه العلم لإحضاره في الأذهان بالاسم المختص به فلذلك لم يقل : هو الواحد القهار كما قال بعد ( ألا هو العزيز الغفار ) .
وإثبات الوحدانية له يبطل الشريك في الإلهية على تفاوت مراتبه وإثبات ( القهار ) يبطل ما زعموه من أن أولياءهم تقربهم إلى الله زلفى وتشفع لهم .
والقهر : الغلبة أي هو شديد الغلبة لكل شيء لا يغلبه شيء ولا يصرفه عن إرادته .
( خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ) هذه الجملة بيان لجملة ( هو الله الواحد القهار ) فإن خلق هذه العوالم والتصرف فيها على شدتها وعظمتها يبين معنى الوحدانية ومعنى القهارية فتكون جملة ( هو الله الواحد القهار ) ذات إتصالين : اتصال بجملة ( لو أراد الله أن يتخذ ولدا ) كاتصال التذييل واتصال بجملة ( خلق السماوات والأرض بالحق ) اتصال التمهيد .
وقد انتقل من الاستدلال باقتضاء حقيقة الإلهية نفي الشريك إلى الاستدلال بخلق السماوات والأرض على أنه المنفرد بالخلق إذ لا يستطيع شركاؤهم خلق العوالم .
والباء في ( بالحق ) للملابسة أي خلقها خلقا ملابسا للحق وهو هنا ضد العبث أي خلقهما خلقا ملابسا للحكمة والصواب والنفع لا يشوب خلقهما عبث ولا اختلال قال تعالى ( وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما إلا بالحق ) .
وجملة ( يكور الليل ) بيان ثان وهو كتعداد الجمل في مقام الاستدلال أو الامتنان . وأوثر المضارع في هذه الجملة للدلالة على تجدد ذلك وتكرره أو لاستحضار حالة التكوير تبعا لاستحضار آثارها فإن حالة تكوير الله على النهار غير مشاهدة وإنما المشاهد أثرها وتجدد الأثر يدل على تجدد التأثير .
والتكوير حقيقته : اللف واللي يقال : كور العمامة على رأسه إذا لواها ولفها ومثلت به هنا هيئة غشيان الليل على النهار في جزء من سطح الأرض وعكس ذلك على التعاقب بهيئة كور العمامة إذ تغشى اللية اللية التي قبلها .
A E