وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و ( آخرين ) عطف على ( كل بناء وغواص ) فهو من جملة بدل البعض . وجمع آخر بمعنى مغاير فيجوز أن تكون المغايرة في النوع من غير نوع الجن ويجوز أن تكون المغايرة في الصفة أي غير ينائين وغواصين . وقد كان يجلب من الممالك المجاورة له والداخلة تحت ظل سلطانه ما يحتاج غليه في بناء القصور والحصون والمدن وكانت مملكته عظيمة وكل الملوك يخشون بأسه ويصانعونه .
والمقرن : اسم مفعول من قرنه مبالغة في قرنه أي جعله قرينا لغيره لا ينفك أحدهما عن الآخر .
والأصفاد : جمع صفد بفتحتين وهو القيد . يقال : صفده إذا قيده .
وهذا صنف ممن عبر عنهم بالشياطين شديد الشكيمة يخشى تفلته ويرام أن يستمر يعمل أعمالا لا يجيدها غيره فيصفد في القيود ليعمل تحت حراسة الحراس . وقد كان أهل الرأي من الملوك يجعلون أصحاب الخصائص في الصناعات محبوسين حيث لا يتصلون بأحد لكيلا يستهويهم جواسيس ملوك آخرين يستصنعونهم ليتخصص أهل تلك المملكة بخصائص تلك الصناعات فلا تشاركها فيها مملكة أخرى وبخاصة في صنع آلات الحرب من سيوف ونبال وقسي ودرق ومجان وخوذ وبيضات ودروع فيجوز أن يكون معنى ( مقرنين في الأصفاد ) حقيقته ويجوز أن يكون تمثيلا لمنع الشياطين من التفلت .
وقد كان ملك سليمان مشتهرا بصنع الدروع السابغات المتقنة . يقال : دروع سليمانية . قال النابغة : .
وكل صموت نثلة تبعية ... ونسج سليم كل قمصاء ذائل أراد نسج سليمان أي نسج صناعه .
( هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب [ 39 ] ) والإشارة إلى التسخير المستفاد من ( سخرنا له الريح ) إلى قوله تعاى ( والشياطين ) أي هذا التسخير عطاؤنا .
والإضافة لتعظيم شأن المضاف لانتسابه إلى المضاف إليه فكأنه قيل : هذا عطاء عظيم أعطيناكه . والعطاء مصدر بمعنى المعطى مثل الخلق بمعنى المخلوق .
و ( امنن ) أمر مستعمل في الإذن والإباحة وهو مشتق من المن المكنى به عن الإنعام أي فأنعم على من شئت بالإطلاق أو أمسك في الخدمة من شئت .
فالمن : كناية عن الإطلاق بلازم اللازم كقوله تعالى ( فإما منا بعد وإما فداء ) .
وجملتا ( فامنن أو أمسك ) معترضتان بين قوله ( عطاؤنا ) وقوله ( بغير حساب ) وهو تفريع مقدم من تأخير .
والتقديم لتعجيل المسرة بالنعمة ونظيره قوله تعالى من بعد ( هذا فليذوقوه حميم وغساق ) وقول عنترة : .
ولقد نزلت فلا تظني غيره ... مني بمنزلة المحب المكرم وقول بشارة : .
كقائلة إن الحمار فنحه ... عن القت أهل السمسم المتهذب A E مجازا وكناية في التحديد والتقدير أي هذا عطاؤنا غير محدد ولا مقتر فيه أي عطاؤنا واسعا وافيا لا تضييق فيه عليك .
ويجوز أن يكون ( بغير حساب ) حالا من ضمير ( امنن أو أمسك ) . ويكون الحساب بمعنى المحاسبة المكنى بها عن المؤاخذة . والمعنى : امنن أو أمسك لا مؤاخذة عليك فيمن مننت عليه بالإطلاق إن كان مفسدا ولا فيمن أمسكته في الخدمة إن كان صالحا .
( وإن له عندنا لزلفى وحسن مئاب [ 40 ] ) تقدم نظيره آنفا في قصة داود وبيان نكتة التأكيد بحرف ( إن ) .
( واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب [ 41 ] اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب [ 42 ] ) هذا مثل ثان ذكر به النبي A إسوة به في الصبر على أذى قومه والالتجاء إلى الله في كشف الضر وهو معطوف على ( واذكر عبدنا داود ذا الأيد ) ولكونه مقصودا بالمثل أعيد معه فعل ( اذكر ) كما نبهنا عليه في قوله ( واذكر عبدنا داود ) وقد تقدم الكلام على نظير صدر هذه الآية في سورة الأنبياء .
وترجمة أيوب عليه السلام تقدمت في سورة الأنعام .
وإذ كانت تعدية فعل ( اذكر ) إلى اسم أيوب على تقدير مضاف لأن المقصود تذكر الحالة الخاصة به كان قوله ( إذ نادى ربه ) بدل اشتمال من أيوب لأن زمن ندائه ربه مما تشتمل عليه أحوال أيوب . وخص هذا الحال بالذكر من بين أحواله لأنه مظهر توكله على الله واستجابة الله دعاءه بكشف الضر عنه .
والنداء : نداء دعاء لأن الدعاء يفتتح ب : يا رب ونحوه