وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والعشي : من العصر إلى الغروب . وتقدم في قوله ( بالغداة والعشي ) في سورة الأنعام . وذلك وقت افتقاد الخيل والماشية بعد روحها من مراعيها ومراتعها . وذكر العشي هنا ليس لمجرد التوقيت بل ليبنى عليه قوله ( حتى توارت بالحجاب ) فليس ذكر العشي في وقع هذه الآية كوقعه في قوله عمرو بن كلثوم : .
ملوك من بني جشم بن بكر ... يساقون العشية يقتلونا والصافنات : وصف لموصوف محذوف استغنى عن ذكره لدلالة الصفة عليه لأن الصافن لا يكون إلا من الخيل والأفراس وهو الذي يقف على ثلاث قوائم وطرف حافر القائمة الرابعة لا يمكن القائمة الرابعة من الأرض وتلك من علامات خفته الدالة على كرم أصل الفرس وحسن خلاله يقال : صفن الفرس صفونا وأنشده ابن الأعرابي والزجاج في صفة الفرس : .
ألف الصفون فلا يزال كأنه ... مما يقوم على الثلاث كسيرا الجياد : جمع جواد بفتح الواو وهو الفرس ذو الجودة أي النفاسة وكان سليمان مولعا بالإكثار من الخيل والفرسان فكانت خليه تعد بالآلاف .
وأصل تركيب ( أحببت حب الخير ) أحببت الخير حبا فحول التركيب إلى ( أحببت حب الخير ) فصار ( حب الخير ) تمييزا لإسناد نسبة المحبة إلى نفسه لغرض الإجمال ثم التفصيل كما قوله تعالى ( وفجرنا الأرض عيونا ) وقول كعب بن زهير : .
" أكرم بها خلة وقولهم : لله دره فارسا وضمن ( أحببت ) معنى عوضت فعدي ب ( عن ) في قوله ( عن ذكر ربي ) فصار المعنى : أحببت الخير حبا فجاوزت ذكر ربي .
والمراد بذكر الرب الصلاة فلعلها صلاة كان رتبها لنفسه لأن وقت العشي ليست فيه صلاة مفروضة في شريعة موسى إلا المغرب .
والخير : المال النفيس كما في قوله تعالى ( إن ترك خيرا ) . والخيل من المال النفيس . وقال الفراء : الخير بالراء من أسماء الخيل . والعرب تعاقبت بين اللام والراء كما يقولون : انهملت العين وانهمرت . وختل وختر إذا خدع .
وقلت : إن العرب من عادتهم التفاؤل ولهم بالخيل عناية عظيمة حتى وصفوا شياتها وزعموا دلالتها على بخت أو نحس فلعلهم سموها الخير تفاؤلا لتتمحض للسعد والبخت .
وضمير ( توارت ) للشمس بقرينة ذكر العشي وحرف الغاية ولفظ الحجاب على أن الإضمار للشمس في ذكر الأوقات كثير في كلامهم . كما قال لبيد : .
حتى إذا ألقت يدا في كافر ... وأجن عورات الثغور ظلامها أي ألقت الشمس يدها في الظلمة أي ألقت نفسها فهو من التعبير عن الذات ببعض أعضائها .
A E والتواري : الاختفاء والحجاب : الستر في البيت الذي تحتجب وراءه المرأة وغيرها ومنه قول أنس بن مالك " فأنزل الله آية الحجاب " .
والكلام تمثيل لحالة غروب الشمس بتواري المرأة وراء الحجاب وكل من أجزاء هذه التمثيلية مستعار ؛ فللشمس استعيرت المرأة على طريقة المكنية ولاختفائها عن الأنظار استعير التواري ولأفق غروب الشمس استعير الحجاب .
والمعنى : عرضت عليه خليه الصافنات الجياد فاشتغل بأحوالها حبا فيها حتى غربت الشمس ففاتته صلاة كان يصليها في المساء قبل الغروب فقال عقب عرض الخيل وقد انصرفت : إني أحببت الخيل فغفلت عن صلاتي لله .
وكلامه هذا خبر مستعمل في التحسر كقول أم مريم ( رب إني وضعتها أنثى ) .
والخطاب في قوله ( ردوها علي ) لسواس خيله . والضمير المنصوب عائد إلى الخيل بالقرينة أي أرجعوا الخيل إلي وقيل : هو عائد إلى الشمس والخطاب للملائكة وهذا في غاية البعد ولولا كثرة ذكره في كتب المفسرين لكان الأولى بنا عدم العرض له . وأحسن منه على هذا الاعتبار في معاد ضمير الغيبة أن يكون الأمر مستعملا في التعجيز أي هل تستطيعون أن تردوا الشمس بعد غروبه كقول مهلهل : .
" يا لبكر انشروا لي كليبا وقول الحارث الضبي أحد أصحاب الجمل : .
" ردوا علينا شيخنا ثم بجل يريد : عثمان بن عفان Bه فلا استبعاد في هذا المحمل .
والفاء في قوله ( فطفق ) تعقيبية وطفق من أفعال الشروع أي فشرع .
و ( مسحا ) مصدر أقيم مقام الفعل أي طفق يمسح مسحا . وحرف التعريف في ( بالسوق والأعناق ) عوض عن المضاف إليه أي بسوقها وأعناقها كقوله تعالى ( فإن الجنة هي المأوى )