وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

( وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب [ 21 ] إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط [ 22 ] إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب [ 23 ] قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم ) جملة ( وهل أتاك نبأ الخصم ) إلى آخرها معطوفة على جملة ( إنا سخرنا الجبال معه ) . والإنشاء هنا في معنى الخبر فإن هذه الجملة قصت شأنا من شأن داود مع ربه تعالى فهي نظير ما قبلها .
والاستفهام مستعمل في التعجيب أو في البحث على العلم فإن كانت القصة معلومة للنبي A كان الاستفهام مستعملا في التعجيب وإن كان هذا أول عهده بعلمها كان الاستفهام للحث مثل ( هل أتاك حديث الغاشية ) .
والخطاب يجوز أن يكون لكل سامع والوجهان الأولان قائمان .
والنبأ : الخبر .
والتعريف في ( الخصم ) للعهد الذهني أي عهد فرد غير معين من جنسه أي نبأ خصم معين هذا خبره وهذا مثل التعريف في : ادخل السوق .
والخصام والاختصام : المجادلة والتداعي وتقدم في قوله ( هذان خصمان ) في سورة الحج .
والخصم : اسم يطلق على الواحد واكثر وأريد به هنا خصمان لقوله بعده ( خصمان ) . وتسميتها بالخصم مجاز بعلاقة الصورة وهي من علاقة المشابهة في الذات ر في صفة من صفات الذات وعادة علماء البيان أن يمثلونها بقول القائل إذا رأى صورة أسد : هذا أسد .
وضمير الجميع مراد به المثنى والمعنى : إذ تسورا المحراب والعرب يعدلون عن صيغة التثنية إلى صيغة الجمع إذا كانت هناك قرينة لأن في صيغة التثنية ثقلا لندرة استعمالها قال تعالى ( فقد صغت قلوبكما ) أي قلباكما .
و ( إذ تسوروا ) إذا جعلت ( إذ ) ظرفا للزمن الماضي فهو متعلق بمحذوف دل عليه الخصم والتقدير : تحاكم الخصم حين تسوروا المحراب لداود .
ولا يستقيم تعلقه بفعل ( أتاك ) ولا ب ( نبأ ) لأن النبأ الموقت بزمن تسور الخصم محراب داود لا يأتي النبي A .
ولك أن تجعل ( إذ ) اسما للزمن الماضي مجردا عن الظرفية وتجعله اشتمال من الخصم لما في قوله تعالى ( واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها ) فالخصم مشتمل على زمن تسورهم المحراب وخروج ( إذ ) عن الظرفية لا يختص بوقوعها مفعولا به بل المراد أنه يتصرف فيكون ظرفا وغير ظرف .
A E والتسور : تفعل مشتق من السور وهو الجدار المحيط بمكان أو بلد . يقال : تسور إذا اعتلى على السور ونظير قولهم : تسنم جمله إذا علا سنامه وتذرأه إذا علا ذروته وقريب منه في الاشتقاق قولهم : صاهى إذا ركب صهوة فرسه .
والمعنى : أن البيت عبادة داود عليه السلام كان محوطا بسور لئلا يدخله أحد إلا بأذن من حارس السور .
والمحراب : البيت المتخذ للعبادة وتقدم عند قوله تعالى ( يعلمون له ما يشاء من محاريب ) في سورة سبأ .
و ( إذ دخلوا ) بدل من ( إذ تسورا ) لأنهم تسورا المحراب للدخول على داود .
والفزع : الذعر وهو انفعال يظهر منه اضطراب على صاحبه من توقع شدة أو مفاجأة وتقدم في قوله ( لا يحزنهم الفزع الأكبر ) في سورة الأنبياء . قال ابن العربي في كتاب أحكام القرآن : إن قيل : لم فزع داود وقد قويت نفسه بالنبوة ؟ . وأجاب بأن الله لم يضمن له العصمة ولا الأمن من القتل وكان يخاف منهما وقد قال الله موسى ( لا تخف ) وقبله قيل للوط . فهم مؤمنون من خوف ما لم يكن قيل لهم أنكم منه معصومون اه .
وحاصل جوابه : أن ذلك قد عرض للأنبياء إذ لم يكونوا معصومين من إصابة الضر حتى يؤمن الله أحدهم فيطمئن والله لم يؤمن داود فلذلك فزع . وهو جواب غير تام الإقناع لأن السؤال تضمن قول السائل وقد قويت نفسه بالنبوة فجعل السائل انتفاء تطرق الخوف إلى نفوس الأنبياء أصلا بنى عليه سؤاله وهو أجاب بانتفاء التأمين فلم يطابق سؤال السائل .
وكان الوجه ينفي في الجواب سلامة الأنبياء من تطرق الخوف إليهم .
والأحسن أن نجيب :