وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والإشراق : وقت ظهور ضوء الشمس واضحا على الأرض وهو وقت الضحى يقال : أشرقت الأرض ولا يقال : أشرقت الشمس وإنما يقال : شرقت الشمس وهو من باب قد ولذلك كان قياس المكان منه المشرق بفتح الراء ولكنه لم يجيء إلا بكسر الراء . ووقت طلوع الشمس هو المشرق ووقت الإشراق الضحى يقال : شرقت الشمس ولما تشرق ويقال : كلما ذر شارق أي كلما طلعت الشمس .
والباء في ب ( بالعشي ) للظرفية فتعين أن المراد بالإشراق وقت الإشراق .
والمحشورة : المجتمعة حوله عند قراءته الزبور . وانتصب ( محشورة ) على كل الحال من ( الطير ) . ولم يؤت في صفة الطير بالحشر بالمضارع كما جيء به في ( يسبحن ) إذ الحشر يكون دفعة فلا يقتضي المقام دلالة على تجدد ولا على استحضاره الصورة .
وتنوين ( كل له أواب ) عوض عن المضاف إليه . والتقدير : كل المحشورة له أواب أي كثير الرجوع إليه أي يأتيه من مكان بعيد . وهذه معجزة له لأن شأن الطير النفور من الإنس . وكلمة ( كل ) على أصل معناها من الشمول .
و ( أواب ) هذا غير ( أواب ) في قوله ( إنه أواب ) فلم تكرر الفاصلة .
واللام في ( له أواب ) لام التقوية وتقديم المجرور على متعلقه للاهتمام بالضمير المجرور .
والشد : الإمساك وتمكن اليد مما تمسكه فيكون لقصد النفع كما هنا ويكون لقصد الضر كقوله ( واشدد على قلوبهم ) في سورة الأعراف .
فشد الملك هو تقوية ملكه وسلامته من أضرار ثورة لديه ومن غلبه أعدائه عليه في حروبه . وقد ملك داود أربعين سنة ومات وعمره سبعون سنة في ظل ملك ثابت .
والحكمة : النبوة .
والحكمة في الأعم : العلم بالأشياء كما هي والعمل بالأمور على ما ينبغي وقد اشتمل كتاب الزبور على حكم جمة .
وفصل الخطاب : بلاغه الكلام وجمعه للمعنى المقصود بحيث لا يحتاج سامعه إلى زيادة تبيان ووصف القول ب ( الفصل ) وصف المصدر أي فاصل .
والفاصل : الفارق بين شيئين وهو ضد الواصل ويطلق مجازا على ما يميز شيئا عن الاشتباه بضده .
وعطفه هنا على الحكمة قرينة على استعمل في معناه المجازي كما في قوله تعالى ( إن يوم الفصل كان ميقاتا ) .
والمعنى : أن داود أوتي من أصالة الرأي وفصاحة القول ما إذا تكلم جاء بكلام فاصل بين الحق والباطل شأن كلام الأنبياء والحكماء وحسبك بكتابة الزبور المسمى عند اليهود بالمزامير فهو مثل في بلاغة القول في لغتهم .
A E وعن أبي الأسود الدؤلي : فصل الخطاب هو قوله في خطبه ( أما بعد ) قال : وداود أول من قال ذلك ول أحسب هذا صحيحا لأنها كلمة عربية ولا يعرف في كتاب داود أنه قال ما هو بمعناها في اللغة العبرية وسميت تلك الكلمة فصل الخطاب عند العرب لأنها تقع بين مقدمة المقصود وبين المقصود . فالفصل فيه على المعنى الحقيقي وهو من الوصف بالمصدر والإضافة حقيقة . وأول من قال " أما بعد " هو سحبان وائل خطيب العرب وقيل : فصل الخطاب القضاء بين الخصوم وهذا بعيد إذ لا وجه لإضافة إلى الخطاب .
واعلم أن محمد A قد أعطي من كل ما أعطي داود فكان أوابا وهو القائل " إني ليغان على قلبي فأستغفر الله في اليوم سبعين مرة " وسخر له جبل حراء على صعوبة مسالكه فكان يتحنث فيه إلى أن نزل عليه الوحي وهو في غار ذلك الجبل وعرضت عليه جبال مكة أن تصير له ذهبا فأبى واختار العبودية وسخرت له من الطير الحمام فبنت وكرها على غار ثور مدة اختفائه به مع الصديق في مسيرهما في الهجرة . وشد الله ملك الإسلام له وكفاه عدوه من قرابته مثل أبي لهب وابنه عتبة ومن أعدائه مثل أبي جهل وآتاه الحكمة وآتاه فصل الخطاب قال " أوتيت جوامع الك ؟ لم واختصر لي الكلام اختصارا " بله ما أوتيه الكتاب المعجز بلغاء العرب عن معارضته قال تعالى في وصف القرآن ( إنه لقول فصل وما هو بالهزل )