وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وأسند الانتظار إليهم في حين أنهم غافلون عن ذلك ومكذبون بظاهره إسناد مجازي على طريقة المجاز العقلي فإنهم ينتظر بهم ذلك المسلمون الموعودون بالنصر أو ينتظر بهم الملائكة الموكلون بحشرهم عند النفخة فلما كانوا متعلق الانتظار أسند إلى فعل ( ينظر ) إليهم لملابسة المفعولية على نحو ( في عيشة راضية ) .
والفواق بفتح الفاء وضمها : اسم لما بين حلبتي حالب الناقة ورضعتي فصيلها فإن الحالب يحلب الناقة ثم يتركها ساعة ليرضعها فصيلها ليدر اللبن في الضرع ثم يعودون فيحلبونها فالمدة التي بين الحلبتين تسمى فواقا . وهي ساعة قليلة وهم قبل ابتداء الحلب يتركون الفصيل يرضعها لتدر بالبن . وجمهور أهل اللغة على أن الفتح والضم فيه سواء وذهب أبو عبيدة والفراء إلى أن بين المفتوح والمضموم فرقا فقالا : المفتوح بمعنى الراحة مثل الجواب من الإجابة والمضموم اسم للمدة .
واللبن المجتمع في تلك الحصة يسمى : الفيقة بكسر الفاء وجمعها أفاويق .
ومعنى ( مالها من فواق ) ليس بعدها إمهال بقدر الفواق وهذا كقوله تعالى ( ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون فلا يستطيعون توصية ) .
وقرأ الجمهور ( فواق ) بفتح الفاء . وقرأه حمزة والكسائي بضم الفاء .
( وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب [ 16 ] ) حكاية حالة استخفافهم بالبعث والجزاء وتكذيبهم ذلك وتكذيبهم بوعيد القرآن إياهم فلما هددهم القرآن بعذاب الله قالوا : ربنا عجل لنا نصيبنا من العذاب في الدنيا قبل يوم الحساب إظهار لعدم اكتراثهم بالوعيد وتكذيبه لئلا يظن المسلمون أن استخفافهم بالوعيد لأنهم لا يؤمنون بالبعث فأبانوا لهم أنهم لا يصدقون النبي A في كل وعيد حتى الوعيد بعذاب الدنيا الذي يعتقدون أنه في تصرف الله .
A E فالقول هذا قالوه على وجه الاستهزاء وحكي عنهم هنا إظهار لرقاعتهم وتصلبهم في الكفر .
وهذا الأصل الثالث من أصول كفرهم المتقدم ذكرها وهو إنكار البعث والجزاء فهو عطف على ( وقال الكافرون هذا ساحر كذاب ) فذكر قولهم ( أجعل الآلهة إلها واحدا ) ثم ذكر قولهم ( أأنزل عليه الذكر من بيننا ) وما عقبه من عواقب مثل ذلك القول أفضى القول إلى أصلهم الثالث . قيل : قائل ذلك النضر ابن الحارث وقيل : أبو جهل والقوم حاضرون راضون فأسند القول إلى الجميع .
والقط : هو القسط من الشيء ويطلق على قطعة من الورق أو الرق أو الثوب التي يكتب فيها العطاء لأحد ولذلك يفسر بالصك وقد قال المتلمس في صحيفة عمرو بن هند التي أعطاه إياها إلى عامله بالبحرين يوهمه أنه أمر بالعطاء وإنما هي أمر بقتله وعرف المتلمس ما يحتوي عليه فألقاها في النهر وقال في صحيفة المضروب بها المثل : .
وألقيتها بالثني من جنب كافر ... كذلك يلقى كل قط مضلل فالقط يطلق على ما يكتب فيه عطاء أو عقاب والأكثر أنه ورقة العطاء قال الأعمشى : .
ولا الملك النعمان يوما لقيته ... بأمته يعطي القطوط ويأفق ولهذا قال الحسن : إنما عنوا عجل لنا النعيم الذي وعدتنا به الإيمان حتى نراه الآن فنوقن .
وعلى تسليم اختصاص القط بصك العطاء لا يكون ذلك مانعا من قصدهم تعجيل العقاب بأن يكونوا سموا الحظ من العقاب قطا على طريق التهكم كما قال تعالى عمرو بن كلثوم إذ جعل القتال قرى : .
قريناكم فعجلنا قراكم ... قبيل الصبح مرداة طحونا فيكونون قد أدمجوا تهكما في تهكم إغراقا في التهكم .
وتسميتهم ( يوم الحساب ) أيضا من التهكم لأنهم لا يؤمنون بالحساب .
( اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب [ 17 ] إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق [ 18 ] والطير محشورة كل له أواب [ 19 ] وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب [ 20 ] )