وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والتعريف في ( الأحزاب ) استغراق ادعائي وهو المسمى بالدلالة على معنى الكمال مثل : هم القوم وأنت الرجل .
والحصر المستفاد من تعريف المسند والمسند إليه حصر ادعائي قصرت صفة الأحزاب على المشار إليهم ب ( أولئك ) بادعاء الأمم وأن غيرهم لما يبلغون مبلغ أن يعدوا من الأحزاب فظاهر القصر ولام الكمال لتأكيد معنى الكمال كقول الأشهب بن رميلة : .
وإن الذي حانت بفلج دماؤهم ... هم القوم كل القوم يا أم خالد والمعنى : أولئك المذكورون هم الأمم لا تضاهيهم أمم في القوة والشدة . وهذا تعريض بتخويف مشركي العرب من أن ينزل بهم ما نزل بأولئك على حد قوله تعالى ( أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة آثارا في الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم الله إنه قوي شديد العقاب ) في سورة غافر .
وجملة ( إن كل إلا كذب الرسل ) مؤكد لجملة ( كذبت قبلهم قوم نوح ) إلى قوم ( وأصحاب الأيكة ) أخبر أولا عنهم بأنهم كذبوا وأكد ذلك بالإخبار عنهم بأنهم ليسوا إلا مكذبين على وجه الحصر كأنهم لا صفة لهم إلا تكذيب الرسل لتوغلهم فيها وكونها هجيراهم .
و ( إن ) نافية ( كل ) تنوين عوض والتقدير : أن كلهم .
وجيء بالمسند فعلا في قوله ( كذب الرسل ) ليفيد تقديم المسند إليه عليه تخصيص المسند إليه بالمسند الفعلي فحصل بهذا النظم أكيد الحصر .
وتعدية الكذب ( كذب ) إلى ( الرسل ) بصيغة الجمع مع أن كل أمة إنما كذبت رسولها مقصود منه تفظيع التكذيب لأن الأمة إنما كذبت رسولها مستندة لحجة سفسطائية هي استحالة أن يكون واحد من البشر رسولا من الله فهذه السفسطة تقتضي أنهم يكذبون جميع الرسل .
A E وقد حصل تسجيل التكذيب عليهم بفنون من تقوية ذلك التسجيل وهي إبهام مفعول ( كذبت ) في قوله ( كذبت قبلهم ) ثم تفصيله بقوله ( إلا كذب الرسل ) وما في قوله ( إن كل إلا كذب الرسل ) من الحصر وما في تأكيده بالمسند الفعلي في قوله ( إلا كذب ) وما في جعل المكذب به جميع الرسل فأنتج ذلك التسجيل استحقاقهم عذاب الله في قوله ( فحق عقاب ) أي عقابي فحدفت ياء المتكلم للرعاية على الفاصلة وأبقيت الكسرة في حالة الوصل .
وحق : تحقق أي كان حقا لأنه اقتضاه عظيم جرمهم . والعقاب : هو ما حل بكل أمة منهم من العذاب وهو الغرق والتمزيق بالريح والغرق أيضا والصيحة والخسف وعذاب يوم الظلة .
وفي هذا تعريض بالتهديد لمشركي قريش بعذاب مثل عذاب أولئك لا تحادهم في موجبه .
( وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق [ 15 ] ) لما أشعر قوله ( فحق عقاب ) بتهديد مشركي قريش بعذاب ينتظرهم جريا على سنة الله في جزاء المكذبين رسله عطف على جملة الإخبار عن حلول العذاب بالأحزاب السابقين جملة توعد بعذاب الذين ما تلوهم في التكذيب .
و ( هؤلاء ) إشارة إلى كفار قريش لأن تجدد دعوتهم ووعيدهم وتكذيبهم يوما فيوما جعلهم كالحاضرين فكانت الإشارة مفهوما منها إليهم وقد تتبعت اصطلاح القرآن فوجدته إذا استعمل ( هؤلاء ) ولم يكن معه مشار إليه مذكور : أنه يريد به المشركين من أهل مكة كما نبهت عليه فيما مضى غير مرة .
و ( ينظر ) مشتق من النظر بمعنى الانتظار قال تعالى ( هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أي ما ينتظر المشركون إلا صيحة واحدة وهذا كقوله تعالى ( فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم ) .
والمتبادر من الآية أنها تهديد بصيحة صاعقة ونحوها كصيحة ثمود أو صيحة النفخ في الصور التي يقع عندها البعث للجزاء ولكن ما سبق ذكره آنفا من أن قوله تعالى ( جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب ) إيماء إلى بشارة لرسول الله A بأن معانديه سيهزمون ويعمل فيهم السيف يوم بدر يقتضي أن الصيحة صيحة القتال وهي أن يصيح النذير : يا صباحاه كما صاح الصاروخ بمكة حين تعرض المسلمون لعير قريش ببدر .
ووصفها ب ( واحدة ) إشارة إلى أن الصاعقة عظيمة مهلكة أو أن النفخة واحدة وهي نفخة الصعق وفي خفي المعنى إيماء إلى أن القوم يبتدرون إلى السلاح ويخرجون مسرعين لإنقاذ غيرهم فكانت الوقعة العظيمة وقعة يوم بدر أو صيحة المبارزين للقتال يومئذ