وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فجملة ( أجعل الآلهة إلها واحدا ) بيان لجملة ( هذا ساحر كذاب ) أي حيث عدوه مباهتا لهم بقلب الحقائق والأخبار بخلاف الواقع .
الهمزة للاستفهام الإنكاري التعجبي ولذلك أتبعوه بما هو كالعلة لقولهم ( ساحر ) وهو ( إن هذا لشيء عجاب ) أي يتعجب منه كما يتعجب من شعوذة الساحر .
وعجاب : ( وصف الشيء الذي يتعجب منه كثيرا ) لأن وزن فعال بضم أوله يدل على تمكن الوصف مثل : طوال المفرط في الطول وكرام بمعنى الكثير الكرام فهو أبلغ من كريم وقد ابتدأوا الإنكار بأول أصل من أصول كفرهم فإن أصول كفرهم ثلاثة : الإشراك وتكذيب الرسول A وإنكار البعث والجزاء في الآخرة .
( وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد [ 6 ] ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق [ 7 ] ) الانطلاق حقيقته : الانصراف والمشي ويستعمل استعمال أفعال الشروع لأن الشارع ينطلق إليه ونظيره في ذلك : ذهب بفعل كذا كما في قول النبهاني : .
فإن كنت سيدنا سدتنا ... وإن كنت للخال فاذهب فخل وكما في قوله تعالى ( إذ قاموا فقالوا ) في سورة الكهف .
وقيل : إن الانطلاق هنا على حقيقته أي وانصرف الملأ منهم عن مجلس أبي طالب .
A E والملأ : سادة القوم . قال ابن عطية : قائل ذلك عقبة بن أبي معيط . وقال غير ابن عطية : إن من القائلين أبا جهل والعاصي بن وائل والأسود بن عبد يغوث . و ( أن ) تفسيرية لأن الانطلاق إن كان مجازا فهو في الشروع فقد أريد به الشروع في الكلام فكان فيه معنى القول دون حروفه فاحتاج إلى تفسير بكلام مقول وإن كان الانطلاق على حقيقته فقد تضمن انطلاقهم عقب التقاول بينهم بكلامهم الباطل ( هذا ساحر ) إلى قوله ( عجاب ) يقتضي أنهم انطلقوا متحاورين في ماذا يصنعون . ولما أسند الانطلاق إلى الملأ منهم على أنهم ما كانوا لينطلقوا إلا لتدبير في ماذا يصنعون فكان ذلك مقتضيا تحاورا وتقاولا احتيج إلى تفسير بجملة ( أن امشوا واصبروا على إلهتكم ) الخ .
والأمر بالمشي يحتمل أن يكون حقيقة أي انصرفوا عن هذا المكان مكان المجادلة واشتغلوا بالثبات على آلهتكم . ويجوز أن يكون مجازا في الاستمرار على دينهم كما يقال : كما سار الكرام أي اعمل كما عملوا ومنه سميت الأخلاق والأعمال المعتادة سيرة .
والصبر : الثبات والملازمة يقال : صبر الدابة إذا ربطها ومنه سمي الثبات عند حلول الضر صبرا لأنه ملازمة للحلم والأناة بحيث لا يضطرب بالجزع ونظير هذه الآية قوله تعالى ( إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها ) .
وحرف ( على ) يدل على تضمين ( اصبروا ) معنى : اعكفوا وأثبتوا فحرف ( على ) هنا للاستعلاء المجازي وهو المتمكن مثل ( أولئك على هدى من ربهم ) . وليس هو حرف ( على ) المتعارف تعدية فعل الصبر به في نحو قوله ( اصبر على ما يقولون ) فإن ذلك بمعنى ( مع ) ولذلكم يخلفه اللام في مثل ذلك الموقع نحو قوله تعالى ( فاصبر لحكم ربك ) ولا بد هنا من تقدير مضاف أي على عبادة آلهتكم فلا يتعدى إلى مفعول إن كان مجازا فهو في الشروع فقد أريد به في الكلام فكان .
وجملة ( إن هذا لشيء يراد ) تعليل للأمر بالصبر على آلهتهم لقصد تقوية شكهم في صحة دعوة النبي A بأنها شيء أراده لغرض أي ليس صادقا ولكنه مصنوع مراد منه مقصد كما يقال : هذا أمر دبر بليل فالإشارة ب ( هذا ) إلى ما كانوا يسمعونه في المجلس من دعوة النبي A إياهم أن يقولوا : لا إله إلا الله .
وقوله : ( ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة ) من كلام الملأ . والإشارة إلى ما أشير إليه بقولهم : ( إن هذا لشيء يراد ) أي هذا القول وهو ( جعل الآلهة إلها واحدا ) .
والجملة مستأنفة أو مبينة لجملة ( إن هذا لشيء يراد ) لأن عدم سماح مثله يبين أنه شيء مصطنع مبتدع .
وإعادة اسم الإشارة من وضع الظاهر موضع المضمر لقصد زيادة تمييزه . وفي وقوله ( بهذا ) تقدير مضاف أي بمثل هذا الذي يقوله .
ونفي السماع هنا خبر مستعمل كناية عن الاستبعاد والاتهام بالكذب