وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وزعم أبو عبيد القاسم بن سلام أن التاء في ( ولات حين مناص ) متصلة ب ( حين ) وأنه رآها في مصاحف عثمان متصلة ب ( حين ) وزعم أن هذه التاء تدخل على : حين وأوان وآن يريد أن التاء لاحقة لأول الاسم الذي بعد ( لا ) ولكنه لم يفسر لدخولها معنى . وقد اعتذر الأئمة عن وقوع التاء متصلة ب ( حين ) في بعض نسخ المصحف الإمام بأن رسم المصحف قد يخالف القياس على أن ذلك لا يوجد في غير المصحف الذي رآه أبو عبيد من المصاحف المعاصرة لذلك المصحف والمرسومة بعده .
والمناص : النجاء والفوت وهو مصدر ميمي يقال : ناصة إذا فاته .
والمعنى : فنادوا مبتهلين في حال ليس وقت نجاء وفوت أي قد حق عليهم الهلاك كما قال تعالى ( فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده ) .
( وعجبوا أن جاءهم منذر منهم ) عطف على جملة ( الذين كفروا في عزة وشقاق ) فهو من الكلام الواقع الإضراب للانتقال إليه كما وقع في قوله تعالى ( ق والقرءان المجيد بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم ) .
والمعنى : أنه استقر في نفوسهم استحالة بعثة رسول منهم فذلك سبب آخر لانصرافهم عن التذكير بالقرآن .
والعجب حقيقته : انفعال في النفس ينشأ عن علم بأمر غير مترقب وقوعه عن النفس ويطلق عن إنكار شيء نادر على سبيل المجاز بعلاقة اللزوم كما في قوله تعالى ( قالوا أتعجبين من أمر الله ) في سورة هود فإن محل العتاب هو كون امرأة إبراهيم أحالت أن تلد وهي عجوز وكذلك إطلاقه هنا . والمعنى : وأنكروا وأحالوا أن جاءهم منذر منهم .
يشير إلى قول أبي زبيد : .
طلبوا صلحنا ولات أوان ... فأجبنا : أن ليس حين بقاء وإلى قول جميل : A E .
نولي قبل ناي داري جمانا ... وصلينا كما زعمت قلانا والمنذر : الرسول أي منذرهم لهم بعذاب على أفعال متلبسون بها .
وعبر عن الرسول A بوصف المنذر : ووصف بأنه منهم للإشارة إلى سوء نظرهم من عجبهم لأن شأن النذير أن يكون من القوم ممن ينصح لهم فكونه منهم أولى من أن يكون من غيرهم .
ثم إن كان التبعيض المستفاد من حرف ( من ) مرادا به أنه بعض العرب أو بعض قريش فأمر تجهيلهم في عجبهم من هذا النذير بين ؛ وإن كان مرادا به أنه بعض البشر وهو الظاهر فتجهيلهم لأن من كان من جنسهم أجدر بأن ينصح لهم من رسول من جنس آخر كالملائكة وهذه جدارة عرفية .
وهذا العجب تكرر تصريحهم به غير مرة فهو مستقر في قرارة نفوسهم وهو الأصل الداعي لهم إلى الإعراض عن تصديقه فلذلك ابتدئت به حكاية أقوالهم التي قالوها في مجلس شيخ الأباطح كما تقدم في ذكر سبب النزول .
( وقال الكافرون هذا ساحر كذاب [ 4 ] أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب [ 5 ] ) بعد أن كشف ما انطوت عليه نفوسهم من العزة والشقاق وإحالة بعثة رسول للبشر من جنسهم حوسبوا بما صرحوا به من القول في مجلسهم ذلك إشارة بهذا الترتيب إلى أن مقالتهم هذه نتيجة لعقيدتهم تلك .
وفي قوله ( الكافرون ) وضع الظاهر موقع المضمر وكان مقتضى الظاهر أن يقال ( وقالوا هذا ساحر ) الخ وهذا لقصد وصفهم بأنهم كافرون بربهم مقابلة لما وصموا به النبي A فوصفوا بما هو شتم لهم يجمع ضروبا من الشتم تأصيلا وتفريعا وهو الكفر الذي هو جماع فساد التفكير وفاسد الأعمال .
ولفظ ( هذا ) أشاروا به إلى النبي A استعملوا اسم الإشارة لتحقير مثله في قوله ( أهذا الذي يذكر آلهتكم ) وإنما قالوا مقالتهم هذه حين انصرافهم من مجلس أبي طالب المذكور في سبب نزول السورة جعلوا النبي A لقرب عهدهم بمحضره كأنه حاضر حين الإشارة إليه .
وجعلوا حاله سحرا وكذبا لأنهم لما لم تقبل عقولهم ما كلمهم به زعموا ما لا يفهمون منه " مثل كون الإله واحدا أو كونه يعيد الموتى أحياء " سحرا إذ كانوا يألفون من السحر أقوالا غير مفهومة كما تقدم عند قوله تعالى ( يعلمون الناس السحر ) في سورة البقر .
وزعموا ما يفهمونه ويحيلونه مثل ادعاء الرسالة عن الله كذبا .
وبينوا ذلك بجملتين : إحداهما ( أجعل الآلهة إلها واحدا ) والثانية جملة ( أأنزل عليه الذكر من بيننا )