وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وجملة ( هو الذي جعلكم خلائف في الأرض ) معترضة بين جملة ( إن الله عالم غيب السماوات والأرض ) الآية وبين جملة ( فمن كفر فعليه كفره ) .
والخلائف : جمع خليفة وهو الذي يخاف غيره في أمر كان لذلك الغير كما تقدم عند قوله تعالى ( إني جاعل في الأرض خليفة ) في سورة البقرة فيجوز أن يكون بعد أمم مضت كما في قوله ( ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم ) في سورة يونس فيكون هذا بيانا لقوله ( إن الله عالم غيب السماوات والأرض ) أي هو الذي أوجدكم في الأرض فكيف لا يعلم ما غاب في قلوبكم كما قال تعالى ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) ويكون ما صدق ضمير جماعة للمخاطبين شاملا للمؤمنين وغيرهم من الناس .
ويجوز أن يكون المعنى : هو الذي جعلكم متصرفين في الأرض كقوله تعالى ( ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون ) فيكون الكلام بشارة للنبي A بأن الله قدر أن يكون المسلمون أهل سلطان في الأرض بعد أمم تداولت سيادة العالم ويظهر بذلك دين الإسلام على الدين كله .
والجملة الاسمية مفيدة تقوي الحكم الذي هو جعل الله المخاطبين خلائف في الأرض .
وقد تفرع على قوله ( عليم بذات الصدور ) قوله ( فمن كفر فعليه كفره ) وهو شرط مستعمل كناية عن عدم الاهتمام بأمر دوامهم على الكفر .
وجملة ( ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا ) بيان لجملة ( فمن كفر فعليه كفره ) وكان مقتضى ظاهر هذا المعنى أن لا تعطف عليها لأن البيان لا يعطف على المبين وإنما خولف ذلك للدلالة على الاهتمام بهذا البيان فجعل مستقلا بالقصد إلى الإخبار به فعطفت على الجملة المبينة بمضمونها تنبيها على ذلك الاستقلال وهذا مقصد يفوت لو ترك العطف أما ما تفيده من البيان فهو أمر لا يفوت لأنه تقتضيه نسبة معنى الجملة الثانية من معنى الجملة الأولى .
والمقت : البغض مع خزي وصغار وتقدم عند قوله تعالى ( إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا ) في سورة النساء أي يزيدهم مقت الله إياهم ومقت الله مجاز عن لازمه وهو إمساك لطفه عنهم وجزاؤهم بأشد العقاب .
A E وتركيب جملة ( ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا ) تركيب عجيب لأن ظاهره يقتضي أن الكافرين كانوا قبل الكفر ممقوتين عند الله فلما كفروا زادهم كفرهم مقتا عنده في حال أن الكفر هو سبب مقت الله إياهم ولو لم يكفروا لما مقتهم الله . فتأويل الآية : أنهم لما وصفوا بالكفر ابتداء ثم أخبر بأن كفرهم يزيدهم مقتا علم أن المراد بكفرهم الثاني الدوام على الكفر يوما بعد يوم وقد كان المشركون يتكبرون على المسلمين ويشاقونهم ويؤيسونهم من الطماعية في أن يقبلوا الإسلام بأنهم أعظم من أن يتبعوهم وأنهم لا يفارقون دين آبائهم ويحسبون ذلك مقتا منهم للمسلمين فجازاهم الله بزيادة المقت على استمرار الكفر قال تعالى ( إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون ) يعني : ينادون في المحشر وكذلك القول في معنى قوله ( ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا ) .
والخسار : مصدر خسر مثل الخسارة وهو : نقصان التجارة . واستعير لخيبة العمل شبه عملهم في الكفر بعمل التاجر والخاسر أي الذي بارت سلعته فباع بأقل مما اشتراها به فأصابه الخسار فكلما زاد بيعا زادت خسارته حتى تفضي به إلى الإفلاس وقد تقدم ذلك في آيات كثيرة منها ما في سورة البقرة .
( قل أريتم شركاءكم الذين تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات أم آتيناهم كتبا فهم على بينت منه بل إن يعد الظالمون بعضهم بعضا إلا غرورا [ 40 ] ) لم يزل الكلام موجها لخطاب النبي A