وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والتعمير : تطويل العمر . وقد تقدم غير مرة منه عند قوله تعالى ( يود أحدهم لو يعمر ألف سنة ) في سورة البقرة وقوله ( وما يعمر من معمر ) في هذه السورة .
و ( ما ) ظرفية مصدرية أي زمان تعمير معمر .
وجملة ( يتذكر فيه من تذكر ) صفة ل ( ما ) أي زمانا كافيا بامتداده للتذكر والتبصير .
والنذير : الرسول محمد A وجملة ( وجاءكم النذير ) عطف على جملة ( ألم نعمركم ) لأن معناها الخبر فعطف عليها الخبر على أن عطف الخبر على الإنشاء جائز على التحقيق وهو هنا حسن .
ووصف الرسول بالنذير لأن الأهم من شأنه بالنسبة إليهم هو النذارة .
والفاء في ( فذوقوا ) للتفريع وحذف مفعول ( ذوقوا ) لدلالة المقام عليه أي ذوقوا العذاب .
والأمر في قوله ( فذوقوا ) مستعمل في معنى الدوام وهو كناية عن عدم الخلاص من العذاب .
وقوله ( فما للظالمين من نصير ) تفريع على ما سبق من الحكاية . فيجوز أن يكون من جملة الكلام الذي وبخهم الله به فهو تذييل له وتفريع عليه لتأييسهم من الخلاص يعني : فأين الذين زعمتم أنهم أولياؤكم ونصراؤكم فما لكم من نصير .
وعدل عن ضمير الخطاب أن يقال : فما لكم من نصير إلى الاسم الظاهر بوصف ( الظالمين ) لإفادة سبب انتفاء النصير عنهم ففي الكلام إيجاز أي لأنكم ظالمون وما للظالمين من نصير فالمقصود ابتداء نفي النصير عنهم ويتبعه التعميم بنفي النصير عن كل من كان مثلهم من المشركين .
ويجوز أن يكون كلاما مستقلا مفرعا على القصة ذيلت بها للسامعين من قوله ( والذين كفروا لهم نار جهنم ) فليس فيه عدول عن الإضمار إلى الإظهار لأن المقصود إفادة شمول هذا الحكم لكل ظالم فيدخل الذين كفروا المتحدث عنهم في العموم .
والظلم : هو الاعتداء على حق صاحب حق وأعظمه الشرك لأنه اعتداء على الله بإنكار صفته النفسية وهو الوحدانية واعتداء المشرك على نفسه إذ أقحمها في العذاب قال تعالى ( إن الشرك لظلم عظيم ) .
وتعميم ( الظالمين ) وتعميم ( النصير ) يقتضي أن نصر الظالم تجاوز للحق لأن الحق أن لا يكون للظالم نصير إذ واجب الحكمة والحق أن يأخذ المقتدر على يد كل ظالم لأن الأمة مكلفة بدفع الفساد عن جماعتها .
A E وفي هذا إبطال لخلق أهل الجاهلية القائلين في أمثالهم " انصر أخاك ظالما أو مظلوما " . وقد ألقى النبي A على أصحابه إبطال ذلك فساق لهم هذا المثل حتى سألوا عنه ثم أصلح معناه مع بقاء لفظه ( إذ كان ظالما تنصره على نفسه فتكفه عن ظلمه ) .
( إن الله عالم غيب السماوات والأرض إنه عليم بذات لصدور [ 38 ] هو الذي جعلكم خلف في الأرض فمن كفر فعليه كفر ولا يزيد الكفرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا ولا يزيد الكفرين كفرهم إلا خسارا [ 39 ] ) جملة ( إن الله عالم غيب السماوات والأرض ) استئناف واصل بين جملة ( إن الله بعباده لخبير بصير ) وبين جملة ( قل أرأيتم شركاءكم الذين تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا في الأرض ) الآية فتسلسلت معانيه فعاد إلى فذلكة الغرض السالف المنتقل عنه من قوله ( وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم ) إلى قوله ( إن الله بعباده لخبير بصير ) فكانت جملة ( إن الله عالم غيب السماوات والأرض ) كالتذييل لجملة ( إن الله بعباده لخبير بصير ) .
وفي هذا إيماء إلى أن الله يجازي كل ذي نية على حسب ما أضمره ليزداد النبي A يقينا بأن الله غير عالم بما يكنه المشركون .
وجملة ( إنه عليم بذات الصدور ) مستأنفة هي كالنتيجة لجملة ( إن الله عالم غيب السماوات والأرض ) لأن ما في الصدور من الأمور المغيبة فيلزم من علم الله بغيب السماوات والأرض علمه بما في صدور الناس .
و ( ذات الصدور ) ضمائر الناس ونياتهم وتقدم عند قوله تعالى ( إنه عليم بذات الصدور ) في سورة الأنفال .
وجيء في الإخبار بعلم الله بالغيب بصيغة اسم الفاعل وفي الإخبار بعلمه بذات الصدور بصيغة المبالغة لأن المقصود من إخبار المخاطبين تنبيههم على أنه كناية عن انتفاء أن يفوت علمه تعالى شيء . وذلك كناية عن الجزاء عليه فهي كناية رمزية