وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وضمير الجماعة في ( يدخلونها ) راجع إلى ( الذين اصطفينا ) المقسم إلى ثلاثة أقسام : ظالم ومقتصد وسابق أي هؤلاء كلهم يدخلون الجنة لأن المؤمنين كلهم مآلهم الجنة كما دلت عليه الأخبار التي تكاثرت . وقد روى الترمذي بسند فيه مجهولان عن أبي سعيد الخدري " أن النبي A قال في هذه الآية ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ) قال : هؤلاء كلهم بمنزلة واحدة وكلهم في الجنة " . قال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه . قال أبو بكر بن العربي في العارضة : من الناس من قال : إن هذه الأصناف الثلاثة هم الذين في سورة الواقعة : أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة والسابقون . وهذا فاسد لأن أصحاب المشأمة في النار الحامية وأصحاب سورة فاطر في جنة عالية لأن الله ذكرهم بين فاتحة وخاتمة فأما الفاتحة فهي قوله ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ) فجعلهم مصطفين . ثم قال في آخرهم ( جنات عدن يدخلونها ) ولا يصطفى إلا من يدخل الجنة ولكن أهل الجنة ظالم لنفسه فقال ( فمنهم ظالم لنفسه ) وهو العاصي والظالم المطلق هو الكافر وقيل عنه : الظالم لنفسه رفقا به وقيل للآخر السابق بإذن الله إنباء أن ذلك بنعمة الله وفضله لا من حال العبد اه .
وفي الإخبار بالمسند الفعلي عن المسند إليه إفادة تقوي الحكم وصوغ الفعل بصيغة المضارع لأنه مستقبل وكذلك صوغ ( يحلون ) وهو خبر ثان عن ( جنات عدن ) . وتقدم نظيرها في سورة الحج فانظره .
وقرأ نافع وعاصم وأبو جعفر ( ولؤلؤا ) بالنصب عطفا على محل ( أساور ) لأنه لما جر بحرف الجر الزائد كان في موضع نصب على المفعول الثاني لفعل ( يحلون ) فجاز في المعطوف أن ينصب على مراعاة محل المعطوف عليه . وقرأه الباقون بالجر على مراعاة اللفظ وهما وجهان .
( وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور [ 34 ] الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب [ 35 ] ) A E الأظهر أن جملة ( وقالوا ) في موضع الحال من ضمير ( يحلون ) لئلا يلزم تأويل الماضي بتحقيق الوقوع مع أنه لم يقصد في قوله ( يدخلونها ) . وتلك المقالة مقارنة للتحلية واللباس وهو كلام يجري بينهم ساعتئذ لإنشاء الثناء على الله على ما خولهم من دخول الجنة ولما فيه من الكرامة .
وإذهاب الحزن مجاز في الإنجاء منه فتصدق بإزالته بعد حصوله ويصدق بعدم حصوله .
والحزن : الأسف . والمراد : أنهم لما أعطوا ما أعطوه زال عنهم ما كانوا فيه قبل من هول الموقف ومن خشية العقاب بالنسبة للسابقين والمقتصدين ومما كانوا فيه من عقاب بالنسبة لظالمي أنفسهم .
وجملة ( إن ربنا لغفور شكور ) استئناف ثناء على الله شكروا به نعمة السلامة أثنوا عليه بالمغفرة لما تجاوز عما اقترفوه من اللمم وحديث الأنفس ونحو ذلك مما تجاوز الله عنه بالنسبة للمقتصدين والسابقين ولما تجاوز عنه من تطويل العذاب وقبول الشفاعة بالنسبة لمختلف أحوال الظالمين أنفسهم وأثنوا على الله بأنه شكور لما رأوا من إفاضته الخيرات عليهم ومضاعفة الحسنات مما هو أكثر من صالحات أعمالهم . وهذا على نحو ما تقدم في قوله ( ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور ) .
والمقامة : مصدر ميمي من أقام بالمكان إذا قطنه . والمراد : دار الخلود . وانتصب ( دار المقامة ) على المفعول الثاني ل ( أحلنا ) أي أسكننا .
و ( من ) في قوله ( من فضله ) ابتدائية في موضع الحال من ( دار المقامة ) .
والفضل : العطاء وهو أخو التفضل في أنه عطاء منه وكرم .
ومن فضل الله أن جعل لهم الجنة جزاء على الأعمال الصالحة لأنه لو شاء لما جعل للصالحات عطاء ولكان جزاؤها مجرد السلامة من العقاب وكان أمر من لم يستحق الخلود في النار كفافا أي لا عقاب ولا ثواب فيبقى كالسوائم وإنما أرادوا من هذا تمام الشكر والمبالغة في التأدب .
وجملة ( لا يمسنا فيها نصب ) حال ثانية .
والمس : الإصابة في ابتداء أمرها والنصب : التعب من نحو شدة حر وشدة برد . واللغوب : الإعياء من جراء عمل أو جري .
وإعادة الفعل المنفي في قوله ( ولا يمسنا فيها لغوب ) لتأكيد انتفاء المس