وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والمقتصد : هو غير الظالم نفسه كما تقتضيه المقابلة فهم الذين اتقوا الكبار ولم يحرموا أنفسهم من الخيرات المأمور بها وقد يلمون باللمم المعفو عنه من الله ولم يأتوا بمنتهى القربات الرافعة للدرجات فالاقتصاد افتعال من القصد وهو ارتكاب القصد وهو الوسط بين طرفين يبينه المقام فلما ذكر هنا في مقابلة الظالم والسابق علم أنه مرتكب حالة بين تينك الحالتين فهو ليس بظالم لنفسه وليس بسابق .
والسابق أصله : الواصل إلى غاية معينة قبل غيره من الماشين إليها . وهو هنا مجاز لإحراز الفضل لأن السابق يحرز السبق ( بفتح الباء ) أو مجاز في بذل العناية لنوال رضى الله وعلى الاعتبارين في المجاز فهو مكنى عن الإكثار من الخير لأن السبق يستلزم إسراع الخطوات والإسراع إكثار . وفي هذا السبق تفاوت أيضا كخيل الحلبة .
والخيرات : جمع خير على غير قياس والخير : النافع . والمراد بها هنا الطاعات لأنها أعمال صالحة نافعة لعاملها وللناس بآثارها .
والباء للظرفية أي في الخيرات كقوله ( يسارعون في الإثم والعدوان ) .
وفي ذكر الخيرات في القسم الآخر دلالة على أنها مرادة في القسمين الأولين فيؤول إلى معنى ظالم لنفسه في الخيرات ومقتصد في الخيرات أيضا ولك أن تجعل معنى ( ظالم لنفسه ) أنه ناقصها من الخيرات كقوله تعالى ( كلتا الجنتين أتت أكلها ولم تظلم منه شيئا ) أي لم تنقص عن معتادها في الإثمار في سورة الكهف .
A E والإذن مستعمل في التيسير على سبيل المجاز والباء للسببية متعلقة ب ( سابق ) وليس المراد به الأمر لأن الله أمر الناس كلهم بفعل الخير سواء منهم من أتى به ومن قصر فيه .
ولك أن تجعل الباء للملابسة وتجعلها ظرفا مستقرا في موضع الحال من ( سابق ) أي متلبسا بإذن الله ويكون الإذن مصدرا بمعنى المفعول أي سابق ملابس لما أذن الله به أي لم يخالفه .
وعلى الوجه الأول هو تنويه بالسابقين بأن سبقهم كان بعون من الله وتيسير منه .
وفيما رأيت من تفسير هذه المراتب الثلاث في الآية المأخوذ من كلام الأئمة مع ضميمة لا بد منها . تستغني عن التيه في مهامه أقوال كثيرة في تفسيرها تجاوزت الأربعين قولا .
والإشارة في قوله ( ذلك هو الفضل الكبير ) إلى الاصطفاء المفهوم من ( اصطفينا ) أو إلى المذكور من الاصطفاء وإيراث الكتاب .
والفضل : الزيادة في الخير والكبير مراد به ذو العظم المعنوي وهو الشرف وهو فضل الخروج من الكفر إلى الإيمان والإسلام . وهذا الفضل مراتب في الشرف كما أشار إليه تقسيم أصحابه إلى : ظالم ومقتصد وسابق . وضمير الفصل لتأكيد القصر الحاصل من تعريف الجزأين وهو حقيقي لأن الفضل الكبير منحصر في المشار إليه بذلك لأن كل فضل هو غير كبير إلا ذلك الفضل .
ووجه هذا الانحصار أن هذا الاصطفاء وإيراث الكتاب جمع فضيلة الدنيا وفضل الآخرة قال تعالى ( من عمل صالحا من ذكر وأنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) وقال ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا ) .
( جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير [ 33 ] ) الأظهر أنه بدل اشتمال من قوله ( ذلك هو الفضل الكبير ) فإن ما يشتمل عليه الفضل دخولهم الجنة كما علمت وتخصيص هذا الفضل من بين أصنافه لأنه أعظم الفضل ولأنه أمارة على رضوان الله عنهم حين إدخالهم الجنة ( ورضوان من الله أكبر ) .
ويجوز أن يكون استئنافا بيانيا لبيان الفضل الكبير وقد بين بأعظم أصنافه . والمعنى واحد