وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وتقديم الظرف في قوله ( فيه مواخر ) على عكس آية سورة النحل لأن هذه الآية مسوقة مساق الاستدلال على دقيق صنع الله تعالى في المخلوقات وأدمج فيه الامتنان بقوله ( يأكلون...وتستخرجون حلية ) وقوله ( لتبتغوا من فضله ) فكان المقصد الأول من سياقها الاستدلال على عظيم الصنع فهو الأهم هنا . ولما كان طفو الفلك على الماء حتى لا يغرق فيه أظهر في الاستدلال على عظيم الصنع من الذي ذكر من النعمة والامتنان قدم ما يدل عليه وهو الظرفية في البحر . والمخر في البحر أية صنع الله أيضا بخلق وسائل ذلك والإلهام له إلا أن خطور السفر من ذلك الوصف أو ما يتبادر إلى الفهم فأخر هنا لأنه من مستتبعات الغرض لا من مقصده فهو يستتبع نعمة تيسير الأسفار لقطع المسافات التي لو قطعت بسير القوافل لطالب مدة الأسفار .
ومن هنا يلمع بارق الفرق بين هذه الآية وآية سورة النحل في كون فعل ( لتبتغوا ) غير معطوف بالواو هنا ومعطوفا نظيره في أية النحل لأن الابتغاء علق هنا ب ( مواخر ) إيقافا على الغرض من تقديم الظرف وفي أية النحل ذكر المخرفي عداد الامتنان لأن به تيسير الأسفار ثم فصل بين ( مواخر ) وعلته بظرف ( فيه ) فصارما يومئ إليه الظرف فصلا بغرض أدمج إدماجا وهو الاستدلال على عظيم الصنع بطفو الفلك على الماء فلما أريد الانتقال منه إلى غرض أخر وهو العود إلى الامتنان بالمخر لنعمة التجارة في البحر عطف المغاير في الغرض .
( يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ) استدلال عليهم بما في مظاهر السماوات من الدلائل على بديع صنع الله في أعظم المخلوقات ليتذكروا بذلك أنه الإله الواحد .
وتقدم الكلام على نظير هذه الآية في سورة لقمان سوى أن هذه الآية جاء فيها ( كل يجري لأجل ) فعدي فعل ( يجري ) باللام وجيء في آية سورة لقمان تعدية فعل ( يجري ) بحرف ( إلى ) فقيل اللام تكون بمعنى ( إلى ) في الدلالة على الانتهاء فالمخالفة بين الآيتين تفنن في النظم . وهذا أباه الزمخشري في سورة لقمان وردة أغلظ رد فقال : ليس ذلك من تعاقب الحرفين ولا يسلك هذه الطريقة إلا بليد الطبع ضيق العطن ولكن المعنيين أعنى الانتهاء والاختصاص كل واحد منهما ملائم لصحة الغرض لأن قولك : يجري إلى أجل مسمى معناه يبلغه وقوله ( يجري لأجل ) تريد لإدراك أجل اه . وجعل اللام للاختصاص أي ويجري لأجل أجل أي لبلوغه واستيفائه والانتهاء والاختصاص كل منهما ملائم للغرض أي فمآل المعنيين واحد وإن كان طريقه مختلفا يعني فلا يعد الانتهاء معنى للام كما فعل ابن مالك وابن هشام وهو وإن كان يرمي إلى تحقيق الفرق بين معاني الحروف وهو ما نميل إليه إلا أننا لا نستطيع أن ننكر كثرة ورود اللام في مقام معنى الانتهاء كثرة جعلت استعارة حرف التخصيص لمعنى الانتهاء من الكثرة إلى مساويه للحقيقة اللهم إلا أن يكون الزمخشري يريد أن الأجل هنا هو أجل كل إنسان أي عمره وأن الأجل في سورة لقمان هو أجل بقاء هذا العالم .
وهو على الاعتبارين إدماج للتذكير في خلال الاستدلال ففي هذه الآية ذكرهم بأن لأعمارهم نهاية تذكيرا مرادا به الإنذار والوعيد على نحو قوله تعالى في سورة الأنعام ( ثم يبعثكم فيه ليقضي أجل مسمى ) . واقتلاع الطغيان والكبرياء من نفوسهم .
A E ويريد ذلك أن معظم الخطاب في هذه الآية موجه إلى المشركين ألا ترى إلى قوله بعدها ( والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ) وفي سورة لقمان الخطاب للرسول A أو عام لكل مخاطب من مؤمن وكافر فكان إدماج التذكير فيه بأن لهذا العالم انتهاء أنسب بالجميع ليستعد له الذين آمنوا وليرغم الذين كفروا على العلم بوجود البعث لأن نهاية هذا العالم ابتداء لعالم آخر .
( ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير [ 13 ] إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيمة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير [ 14 ] ) استئناف موقعه موقع النتيجة من الأدلة بعد تفصيلها