وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و ( عين القطر ) ليست عينا حقيقية ولكنها مستعارة لمصب ما يصهر في مصانعه من النحاس حتى يكون النحاس المذاب سائلا خارجا من فساقي ونحوها من الأنابيب كما يخرج الماء من العين لشدة أصهار النحاس وتوالي إصهاره فلا يزال يسيل ليصنع له آنية وأسلحة ودرقا وما ذلك إلا بإذابة وإصهار خارقين للمعتاد بقوة إلهية شبه الإصهار بالكهرباء أو بالأسنة النارية الزرقاء وذلك ما لم يؤته ملك من ملوك زمانه .
ويجوز أن يكون السيلان مستعارا لكثرة القطر كثرة تشبه كثرة ماء العيون والأنهار كقول كثير : .
" وسألت بأعناق المطي الأباطح ويكون ( أسلنا ) أيضا ترشيحا لاستعارة اسم العين لمعنى مذاب القطر ووجه الشبه الكثرة .
A E وقوله ( ومن الجن من يعمل بين يديه ) يجوز أن يكون عطفا على جملة ( وأسلنا له عين القطر ) فقوله ( من يعمل بين يديه ) مبتدأ وقوله ( بإذن ربه ) خبر . و ( من ) في قوله ( من الجن ) بيان لإبهام ( من ) قدم على المبيت للاهتمام به لغرابته وهو في موضع الحال . ولك أن تجعل ( من يعمل ) عطفا على ( الريح ) في قوله ( ولسليمان الريح ) أي سخرنا له من يعمل بين يديه من الجن وتجعل جملة ( وأسلنا له عين القطر ) معترضة بين المعطوف والمعطوف عليه .
ومعنى ( يعمل بين يديه ) يخدمه ويطيعه . يقال : أنا بين يديك أي مطيع .
ولا يقضي هذا أن يكون عملته الجن وحدهم بل يقتضي أن منهم عملة وفي آية النمل ( من الجن ولإنس والطير ) .
والزيغ : تجاوز الحد والطريق . والمعنى : من يعص أمرنا الجاري على لسان سليمان .
وذكر الجن في جند سليمان عليه السلام تقدم في سورة النمل .
و ( عذاب السعير ) : عذاب النار تشبيه أي عذاب كعذاب جهنم وأما عذاب جهنم فإنما يكون حقيقة يوم الحساب .
( يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور [ 13 ] ) و ( يعملون له ما يشاء ) جملة مبين لجملة ( يعمل بين يديه ) .
و ( من محاريب ) بيان ل ( ما يشاء ) .
والمحاريب : جمع محراب وهو الحصن الذي يحارب منه العدو والمهاجم للمدينة أو لأنه يرمي شرفاته بالحراب ثم أطلق على القصر الحصين . وقد سموا قصور غمدان في اليمن محاريب غمدان . وهذا المعنى هو المراد في هذه الآية . ثم أطلق المحراب على الذي يختلي فيه للعبادة فهوا بمنزلة المسجد الخاص قال تعالى ( فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب ) وتقدم في سورة آل عمران . وكان لداود محراب يجلس فيه للعبادة قال تعالى ( وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب ) في سورة ص .
وأما إطلاق المحراب على الموضع من المسجد الذي يقف فيه الإمام الذي يؤم الناس يجعل مثل كوة غير نافذة واصلة إلى ارض المسجد في حائط القبلة يقف الأمام تحته فتسميه ذلك محرابا تسمية حديثة ولم أقف على تعيين الزمن الذي ابتدئ فيه إطلاق اسم المحراب على هذا الموقف . واتخاذ المحاريب في المساجد حدث في المائة الثانية والمظنون أنه حدث في أولها قي حياة أنس بن مالك لأنه روي عنه أنه تنزه عن الجلوس في المحاريب وكانوا يسمونه الطاق أو الطاقة وربما سموه المذبح ولم أر أنهم سموه أيامئذ محرابا وإنما كانوا يسمون بالمحراب موضع ذبح القربان في الكنيسة قال عمر بن أبي ربيعة : .
دمية عند راهب قسيس ... صوروها في مذابح المحراب والمذبح والمحراب مقتبسة من اليهود لما لا يخفى من تفرع النصرانية عن دين اليهودية .
وما حكي عن أنس بن مالك إن صح فإنما يعني بيت للصلاة خاص .
ورأيت إطلاق المحراب على الطاقة التي في المسجد في كلام الفراء أي في منتصف القرن الثاني نقل الجوهري عنه أنه قال : المحاريب صدور المجالس ومنه سمي محراب المسجد لأن المحراب لم يبق حينئذ مطلقا على مكان العبادة .
ومن الغلط أن جعلوا في المسجد النبوي في الموضع الذي يقرب النبي A يصلي فيه صورة محراب منفصل يسمونه محراب النبي A وإنما هو علامة على تحري موقفه