وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و ( أن ) تفسيرية لما في ( ألنا له ) من معنى : أشعرناه بتسخير الحديد ليقدم على صنعه فمان في ( ألنا ) معنى : وأوحينا إليه : أن أعمل سابغات .
والحديد : تراب معدني إذا صهر بالنار امتزج بعضه ببعض ولان وأمكن تطريقه وتشكيله فإذا برد تصلب . وتقدم تقدم عند قوله تعالى ( قل كونوا حجارة أو حديدا ) في سورة الإسراء .
و ( سابغات ) صفة لموصوف محذوف لظهوره من المقام إذ شاع وصف الدروع بالسابغات والسوابغ حتى استغنوا عند ذكر هذا الوصف عن ذكر الموصوف .
A E ومعنى ( قدر ) اجعله على تقدير والتقدير : جعل الشيء على مقدار مخصوص .
والسرد : صنع درع الحديد أي تركيب حلقها ومساميرها التي تشد شقق الدرع بعضها ببعض كالخياطة للثوب والدرع توصف بالمسرودة كما توصف بالسابغة . قال أبو ذويب الهذلي : .
وعليهما مسرودتان قضاهما ... داود أو صنع السوابغ تبغ ويقال لناسج الدروس : سرد وزاد بالسين والزاي وقال المعري يصف درعا : .
وداود قين السابغات أذالها ... وتلك أضاة صانها المرء تبع فلما سخر الله له ما أستصعب على غيره أتبعه بأمره بالشكر بأن يعمل صالحا لأن الشكر يكون بالعمل الذي يرضي المشك والمنعم .
وضمير ( اعملوا ) لداود وآله كقوله تعالى ( وأمر أهلك بالصلاة وأصطبر عليها ) أو له وحده على وجه التعظيم .
وقوله ( إني بما تعملون بصير ) موقع ( إن ) فيه موقع فاء التسبب كقول بشار : .
" أن ذاك النجاح في التكير وقد تقدم غير مرة .
والبصير : المطلع العليم وهو هنا كناية عن الجزاء عن العمل الصالح .
( ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير [ 12 ] ) عطف فضيلة سليمان على فضيلة داود للاعتبار بما أوتيه سليمان من فضل كرامة لأبيه على إنابته ولسليمان على نشأته الصالحة عند أبيه فالعطف على ( لقد آتينا داود منا فضلا ) والمناسبة مثل مناسبة ذكر داود فإن سليمان كان موصوفا بالإنابة قال تعالى ( ثم أناب ) في سورة ض .
و ( الريح ) عطف على ( الحديد ) في قوله ( وألنا له الحديد ) بتقدير فعل يدل عليه ( وألنا ) . والتقدير : وسخرنا لسليمان الريح على نحو قول الشاعر : .
" متقلدا سيفا ورمحا أي وحاملا رمحا .
واللام في قوله ( لسليمان ) لام التقوية أنه لما حذف الفعل لدلالة ما تقدم عليه قرن مفعول الأول بلام التقوية لأن الاحتجاج إلى لام التقوية عند حذف الفعل أشد من الاحتجاج إليها عند تأخير الفعل عن المفعول . و ( الريح ) مفعول ثان .
ومعنى تسخيره الريح : خلق ريح تلائم سير سفائنه للغزو أو التجارة فجعل الله لمراسيه في شطوط فلسطين رياحا موسمية تهب شهرا مشرقة لتذهب في ذلك الموسم سفنه وتهب شهرا مغربه لترجع سفنه إلى شواطئ فلسطين كما قال تعالى ( ولسليمان الريح تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها ) في سورة الأنبياء .
فأطلق الغدو على الانصراف والانطلاق من المكان تشبيها بخروج الماشية للرعي في الصباح وهو وقت خروجها أو تشبيها بغدو الناس في الصباح .
وأطلق الرواح على الرجوع من النهمة التي يخرج لها كقول أبي ربيعة .
أمن آل نعم أنت غاد فمبكر ... غداة غد أم رائح فمؤخر لأن عرفهم أن رواح الماشية يكون في المساء فهو مشتق من راح إذا رجع إلى مقره .
وقرأ الجمهور ( ولسليمان الريح ) بلفظ إفراد ( الريح ) وبنصب ( الريح ) على أنه معطوف على ( الحديد ) في قوله ( وألنا له الحديد ) . وقرأ أبو بكر عن عاصم برفع ( الريح ) على أنه من عطف الجمل و ( الريح ) مبتدأ و ( لسليمان ) خبر مقدم . وقرأه أبو جعفر ( الرياح ) بصيغة الجمع منصوبا .
و ( القطر ) " بكسر القاف وسكون الطاء " النحاس المذاب . وتقدم في قوله تعالى ( قال آتوني أفرغ عليه قطرا ) في سورة الكهف .
والإسالة : جعل الشيء سائلا أي منبطحا في الأرض كمسيل الوادي