وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والممزق : مصدر ميمي لمزقه مثل المسرح للتسريح .
A E و ( كل ) على الوجهين مستعملة في معنى الكثرة كقوله تعالى ( ولو جاءتهم كل آية ) وقول النابغة : .
" بها كل ذيال... وقد تقدم غير مرة .
والخلق الجديد : الحديث العهد بالوجود أي في خلق غير الخلق الأول الذي أبلاه الزمان فجديد فعيل من جد بمعنى قطع . فأصل معنى جديد مقطوع وأصله وصف للثوب الذي ينسجه الناسج فإذا أتمه قطعه من المنوال . أريد به أنه بحدثان قطعه فصار كناية عن عدم لبسه ثم شاع ذلك فصار الجديد وصفا بمعنى الحديث العهد وتنوسي معنى المفعولية منه فصار وصفا بمعنى الفاعلية فيقال : جد الثوب بالرقع بمعنى : كان حديث عهد بنسج . ويشبه أن يكون " جد " اللازم مطاوعا ل " جده " المتعدي كما كان " جبر العظم " مطاوعا ل " جبر " كما في قول العجاج : .
" قد جبر الدين إلا له فجبر وبهذا يحق الجمع بين قول البصريين الذين اعتبروا جديدا فعيلا بمعنى فاعل وقول الكوفيين بأنه فعيل بمعنى مفعول وعلى هذين الاعتبارين يجوز أن يقال : ملحفه جديد كما قال ( إن رحمة الله قريب ) .
ووصف الخلق الجديد باعتبار أن المصدر بمنزلة اسم الجنس يكون قديما فهو إذن بمعنى الحاصل بالمصدر ويكون جديدا فهو بمنزلة اسم الفاعل فوصف بالجديد ليتمحض لأحد احتماليه والظرفية من قوله ( في خلق جديد ) مجازية في قوة التلبس بالخلق الجديد تلبسا كتلبس المظروف بالظرف .
وجملة ( أفترى على الله كذبا أم به جنة ) في موضع صفة ثانية ل ( رجل ) أتوا بها استفهامية لتشريك المخاطبين معهم في ترديد الرجل بين هذين الحالين .
وحذفت همزة فعل ( افترى ) لأنها همزة وصل فسقطت لأن همزة الاستفهام وصلت بالفعل فسقطت همزة الوصل في الدرج .
وجعلوا حال الرسول A دائرا بين الكذب والجنون بناء على أنه إن كان ما قاله من البعث قاله عن عمد وسلامة عقل فهو في زعمهم مفتر لأنهم يزعمون ان ذلك لا يطابق الواقع لأنه محال في نظرهم القاصر وإن كان قاله بلسانه لإملاء عقل مختل فهو مجنون وكلام المجنون لا يوصف بالافتراء . وإنما رددوا حاله بين الأمرين بناء على أنه أخبر عن تلقي وحي من الله فلم يبق محتملا لقسم ثالث وهو أن يكون متوهما أو غالطا كما لا يخفى .
وقد استدل الجاحظ بهذه الآية لرأيه في أن الكلام يصفه العرب بالصدق إن كان مطابقا للواقع مع اتقاد المتكلم لذلك وبالكذب أن كان غير مطابق للواقع ولا للاعتقاد وما سوى هذين الصنفين لا يوصف بصدق ولا كذب بل هو واسطة بينهما وهو الذي يخالف الواقع ويوافق اعتقاد المتكلم أو يخالف الاعتقاد الواقع أو يخالفهما معا أو لم يكن لصاحبه اعتقاد ومن هذا الصنف الأخير كلام المجنون .
ولا يصح أن تكون هذه الآية دليلا له لأنها حكت كلام المشركين في مقام تمويههم وضلالهم أو تضليلهم فهو من السفسفطة ثم إن الافتراء أخص من الكذب لأن الافتراء كان من عمد فمقابلته بالجنون لا تقتضي أن كلام المجنون ليس من الكذب بل إنه ليس من الافتراء .
والافتراء : الاختلاق وإيجاد خبر لا مخبر له . وقد تقدم عند قوله تعالى ( ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب ) في سورة العقود .
وقد رد الله عليهم استدلالهم بما أشار إلى أنهم ضالون أو مضلون وواهمون أو موهمون فأبطل قولهم بحذافره بحرف الإضراب ثم بجملة ( الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد ) . فقابل ما وصفوا به الرسول A بوصفين : أنهم في العذاب وذلك مقابل قولهم ( افترى على الله كذبا ) لأن الذي يكذب على الله يسلط الله عليه عذابه وأنهم في الضلال البعيد وذلك مقابل قولهم ( به جنة ) .
وعدل عن أن يقال : بل أنتم في العذاب والضلال إلى ( الذين لا يؤمنون بالآخرة ) إدماجا لتهديدهم .
والضلال : خطأ الطريق الموصل إلى المقصود . والبعيد وصف به الضلال باعتبار كونه وصفا لطريق الضال فإسناد وصفه إلى الضلال مجازي لأنه صفة مكان الضلال وهو الطريق الذي حاد عن المكان المقصود لأن الضال كلما توغل مسافة في الطريق المضلول فيه ازداد بعدا عن المقصود فاشتد ضلاله وعسر خلاصه وهو مع ذلك ترشيح للإسناد المجازي .
وقوله ( في العذاب ) إدماج يصف به حالهم في الآخرة مع وصف حالهم في الدنيا .
والظرفية بمعنى الإعداد لهم فحصل في حرف الظرفية مجازان إذ جعل العذاب