وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وجعل جزاء الذين آمنوا مغفرة أي تجاوزوا عن آثامهم ورزقا كريما وهو ما يرزقون من النعيم على اختلاف درجاتهم في النعيم وابتداء مدته فإنهم آيلون إلى المغفرة والرزق الكريم .
ووصف بالكريم أي النفيس في نوعه كما تقدم عند قوله تعالى ( كتاب كريم ) في سورة النمل .
وقوبل ( الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) ب ( الذين سعوا في آياته ) لأن السعي في آيات الله يساوي معنى كفروا بها وبذلك يشمل عمل السيئات وهو سيئة من السيئات ألا ترى أنه عبر عنهم بعد ذلك بقوله ( وقال الذين كفروا هل ندلكم عل رجل ) الخ .
ومعنى ( سعوا في آياتنا ) اجتهدوا بالصد عنها ومحاولة إبطالها : فالسعي مستعار للجد في فعل ما وقد تقدم بيانه عند قوله تعالى ( والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك أصحاب الجحيم ) في سورة الحج . وآيات الله هنا : القرآن كما يدل عليه قوله بعد ( الذي أنزل إليك كن ربك هو الحق ) .
و ( معاجزين ) مبالغة في معجزين وهو تمثيل : شبهت حالهم في مكرهم بالنبي A بحال من يمشي مشيا سريعا ليسبق غيه ويعجزه . العذاب : عذاب جهنم . والرجز : أسوأ العذاب وتقدم في قوله تعالى ( فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون ) في سورة البقرة . و ( من ) بيانيه فإن العذاب نفسه رجز .
وقرأ الجمهور ( معاجزين ) بصيغة المفاعلة تمثيل لحالا لحل ضنهم النجاة والانفلات من تعذيب الله إياهم بإنكارهم البعث والرسالة بحال من يسابق غيره ويعاجزه أي يحاول عجزه عن لحاقه .
وقرأه ابن كثير وأبو عمرو وحده ( معجزين ) بصيغة اسم الفاعل عن عجز بتشديد الجيم ومعناه : مثبطين الناس عن اتباع آيات الله أو معجزين من آمن بآيات الله بالطعن والجدال .
وقرأ الجمهور ( أليم ) بالجر صفة ل ( رجز ) . وقرأه ابن كثير وحفص ويعقوب بالرفع صفة ل ( عذاب ) وهما سواء في المعنى .
( ويرى الذين أوتوا العلم الذي انزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد [ 6 ] ) عطف على ( ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) وهو مقابل جزاء الذين آمنوا وعملوا الصالحات فالمراد بالذين سعوا في الآيات الذين كفروا عدل عن جعل اسم الموصول ( كفروا ) لتصلح الجملة أن تكون تمهيدا لإبطال قول المشركين في الرسول A ( افترى على الله كذبا أم به جنة ) لأن قولهم ذلك كناية عن بطلان ما جاءهم به من القرآن في زعمهم فكان جديرا بأن يمهد لإبطاله بشهادة أهل العلم بأن ما جاء به الرسول هو الحق دون غيره من باطل أهل الشرك الجاهلين فعطف هذه الجملة من عطف الأغراض وهذه طريقة في إبطال شبه أهل الضلالة والملاحدة بأن يقدم قبل ذكر الشبه ما يقابلها من إبطالها وربما سلك أهل الجدل طريقه أخرى هي تقديم الشبه ثم الكرور عليها بالإبطال وهي طريقة عضد الدين في كتاب ( المواقف ) وقد كان بعض أشياخنا يحكي انتقاد كثير من أهل العلم طريقته فلذلك خالفها التفتزاني في كتاب ( المقاصد ) .
والحق أن الطريقتين جادتان وقد سلكتا في القرآن .
ويجوز أن تكون جملة ( ويرى الذين أوتوا العلم ) عطفا على جملة ( والذين سعوا في آياتنا معاجزين ) فبعد أن أوردت جملة والذين سعوا ) لمقابلة جملة ( والذين سعوا ) لمقابلة جملة ( ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) الخ اعتبرت مقصودا من جهة أخرى فكانت بحاجة إلى رد مضمونها بجملة ( ويرى الذين أوتوا العلم ) للإشارة إلى أن الذين سعوا في الآيات أهل جهالة فيكون ذكرها بعدها تعقيبا للشبهة بما يبطلها وهي الطريقة الأخرى .
والرؤية علمية . واختير فعل الرؤية هنا دون ( ويعلم ) للتنبيه على أنه علم يقيني بمنزلة العلم بالمرئيات التي علمها ضروري ومفعولا ( يرى ) ( الذي أنزل ) ( والحق ) . وضمير ( هو ) فصل يفيد حصر الحق في القرآن حصرا إضافيا أي لا ما يقوله المشركون مما يعرضون به القرآن ويجوز أيضا أن يفيد قصرا حقيقيا ادعائيا أي قصر الحقية المحض عليه لأن غيره من الكتب خلط حقها بباطل .
A E