وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ومواقع تلك الأجزاء في السماوات وفي الأرض وعلمه بها تفصيلا يستلزم القدرة في على تسخيرها للتجمع والتحاق كل منها بعديله حتى تلتئم الأجسام من الذرات التي كانت مركبة منها في آخر لحظات حياتها التي عقبها الموت وتوقف الجسد بسبب الموت عن اكتساب أجزاء جديدة . فإذا عدت الأرض على أجزاء ذلك الجسد ومزقته كل ممزق كان الله عالم بكل جزء فإن الكائنات لا تضمحل ذراتها فتمكن إعادة أجسام جديدة تنبثق من ذرات الأجسام الأولى وتنفخ فيها أرواحها . فالله قادر على تسخيرها للاجتماع بقوى يحدثها الله تعالى لجمع المتفرقات أو تسخير ملائكة لجمعها من أقاصي الجهات في الأرض والجو أو السماء على حسب تفرقها أو تكون ذرات منها صالحة لأن تتفتق عن أجسام كما تتفتق الحبة عن عرق الشجرة أو بخلق جاذبية خاصة بجذب تلك الذرات بعضها إلى بعض ثم يصور منها جسدها وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى ( وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ) ثم تنمو تلك الأجسام سريعا فتصبح في صور أصولها التي كانت في الحياة الدنيا .
وانظر قوله تعالى ( يوم يدع الداعي إلى شيء نكر خشعا أبصارهم يخرجكن من الأجداث كأنهم جراد منتشر ) في سورة القارعة فإن الفراش وهو فراخ الجراد تنشأ من البيض مثل الدود ثم لا تلبث إلا قليلا حتى تصير جرادا وتطير . ولهذا سمك الله ذلك البعث نشأة لأن فيه إنشاء جديدا وخلقا معادا وهو تصوير تلك الأجزاء بالصورة التي كانت ملتئمة بها حين الموت ثم إرجاع روح كل جسد إليه بعد تصويره بما سمي بالنفخ فقال ( وان عليه النشأة الأخرى ) وقال ( أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد ولقد خلقنا الإنسان ) الآية . أي فذلك يشبه خلق آدم من تراب الأرض وتسويته ونفخ الروح فيه وذلك بيان مقنع للمتأمل لو نصبو أنفسهم للتأمل .
وأشار بقوله ( ولا أصغر من ذلك ولا أكبر ) إلى ما لا يعلمه إلا الله من العناصر والقوى الدقيقة أجزاؤها الجليلة آثارها وتسييرها بما يشمل الأرواح التي تحل في الأجسام والقوى التي تودعها فيها .
( ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة ورزق كريم [ 4 ] والذين سعوا في آياتنا معجزين أولئك لهم عذاب من رجز أليم [ 5 ] ) لام التعليل تتعلق بفعل ( لتأتينكم ) دون تقييد الإتيان بخصوص المخاطبين بل المراد ما شملهم وغيرهم لأن جزاء الذين آمنوا لا علاقة له بالمخاطبين فكأنه قيل : لتأتين الساعة ليجزي الذين آمنوا ويجزي الذين سعوا في لآياتنا معجزين وهم المخاطبون وضمير ( يجزي ) عائد إلى ( عالم الغيب ) .
والمعنى : أن الحكمة في إيجاد الساعة للبعث والحشر هي جزاء الصالحين على صلاح اعتقادهم وأعمالهم أي جزاء صالحا مماثلا وجزاء المفسدين جزاء سيئا وعلم نوع الجزاء من وصف الفريقين من أصحابه .
والإتيان باسم الإشارة لكل فريق للتنبيه على أن المشار إلية جدير بما سيرد بعد اسم الإشارة من الحكم لأجل ما قبل أسم الإشارة من الأوصاف .
فجملة ( أولئك لهم مغفرة ) ابتدائية معترضة بين المتعاطفين .
وجملة ( أولئك لهم عذاب من رجز ) ابتدائية أيضا .
وقوله ( والذين سعوا ) عطف على ( الذين آمنوا ) وتقدير الكلام . ليجزى الذين آمنوا والذين سعوا بما يليق بكل فريق .
والمعنى : أن عالم الإنسان يحتوي على صالحين متفاوت صلاحهم وفاسدين متفاوت فسادهم وقد انتفع الناس بصلاح الصالحين واستضروا بفساد المفسدين وربما عطل هؤلاء منافع أولئك وهذب أولئك من إفساد هؤلاء وانقضى كل فريق بما عمل لم يلق المحسن جزاء على إحسانه ولا المفسد جزاء إفساده فكانت حكمة خالق الناس مقتضية إعلامهم بما أراد منهم وتكليفهم أن يسعوا في الأرض صلاحا ومقتضية ادخار جزاء الفريقين كليهما فكان من مقتضاها إحضار الفريقين للجزاء على أعمالهم . وإذ قد شوهد أن لم يحصل في هذه الحياة عامنا أنت بعد هذه الحياة حياة أبدية يقارنها الجزاء العادل لأن ذلك هو اللائق بحكمة مرشد الحكماء تعالى فهذا مما يدل عليه العقل السليم وقد أعلمنا خالق الخلق على ذلك بلسان رسوله ورسله A فتوافق العقل والنقل وبطل الدجل والدخل .
A E