وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و ( بلى ) حرف جواب مختص بإبطال النفي فهو حرف إيجاب لما نفاه كلام قبله وهو نظير " بل " أو مركب من " بل " وألف زائدة أو هي ألف تأنيث لمجرد تأنيث الكلمة مثل زيادة تاء التأنيث في ثمة وربة لكن ( بلى ) حرف يختص بإيجاب النفي فلا يكون عاطفا و " بل " يجاب به الإثبات والنفي وهو عاطف وتقدم الكلام على " بلى " عند قوله تعالى ( بلى من كسب سيئة ) في سورة البقرة .
وأكد ما اقتضاه ( بلى ) من إثبات إتيان الساعة بالقسم على ذلك للدلالة على ثقة المتكلم بأنها آتية وليس ذلك لإقناع المخاطبين وهو تأكيد يروع السامعين المكذبين .
وعدي إتيانها إلى ضمير المخاطبين من بين جميع الناس دون : لتأتينا ودون أن يجرد عن التعدية لمفعول لأن المراد إتيان الساعة الذي يكون عنده عقابهم كما يقال : وأتاكم العدو وأتاك أتاك اللاحقون فتعلقه بضمير المخاطبين قرينة على أنه كناية عن إتيان مكروه فيه عذاب .
وفعل ( أتى ) يرد كثيرا في معنى حلول المكروه مثل ( أتى أمر الله ) و ( فأتهم العذاب ) و ( يوم يأتي بعض آيات ربك ) وقول النابغة : .
فلتأتينك قصائد وليدفعن ... جيشا إليك قوادم الأكوار وقوله : .
" أتاني أبيت اللعن أنك لمتني ومن هذا ينتقلون إلى تعدية فعل ( أتى ) بحرف على فيقولون : أتى على كذا إذا استأصله . ويكثر في غير ذلك استعمال فعل " جاء " وقد يكون للمكروه نحو ( وجاءهم الموج من كل مكان ) .
( عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتب مبين [ 3 ] ) ( عالم الغيب ) خبر ثان عن ضمير الجلالة في قوله ( وهو الحكيم الخبير ) في قراءة من قرأه بالرفع وصفة ل ( ربي ) المقسم به في قراءة من قرأه بالجر وقد اقتضت ذكره مناسبة تحقيق إتيان الساعة فإن وقتها وأحوالها من الأمور المغيبة في علم الناس .
وفي هذه الصفة إتمام لتبين سعة علمه تعالى فبعد أن ذكرت إحاطة علمه بالكائنات ظاهرها وخفيها جليلها ودقيقها في سورة البقرة أتبع بإحاطة علمه بما سيكون أنه يكون ومتى يكون .
والغيب تقدم في قوله ( الذين يؤمنون بالغيب ) على معان ذكرت هنالك .
وقرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر ورويس عن يعقوب ( عالم الغيب ) بصيغة اسم الفاعل وبرفع ( عالم ) على القطع . وقرأه ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وخلف وروح عن يعقوب بصيغة اسم الفاعل أيضا ومجرورا على الصفة لاسم الجلالة في قوله ( وربي ) .
وقرأ حمزة الكسائي ( علام ) بصيغة المبالغة وبالجر على النعت . وقد تكرر في القرآن إتباع ذكر الساعة بذكر انفراده تعالى بعلمها لأن الكافرين بها جعلوا من عدم العلم بها دليلا سفسطائيا على أنها ليست بواقعة ولذلك سماها القرآن الواقعة في قوله ( إذ وقعت الواقعة ليس لوقعتها كاذبة ) .
والعزوب : الخفاء . ومادته تحوم حول معاني البعد عن النظر وفي مضارعه ضم العين وكسرها . قرأ الجمهور بكسر الزاي وقرأه الكسائي بكسر الزاي ومعنى ( لا يعزب عنه ) : لا يعزب عن علمه . وقد تقدم في سورة يونس ( وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ) .
وتقدم مثقال الحبة في سورة الأنبياء ( وإن كان مثقال حبة من خردل ) .
وأشار بقوله ( مثقال ذرة ) إلى تقريب معنى إمكان الحشر لأن الكافرين أحالوه بعلة أن الأجساد تصير رفاتا وترابا فلا تمكن إعادتها فنبهوا إلى أن علم الله محيط بأجزائها .
A E