وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وموقع الاستدراك لرفع توهم أن التأخر عن إبان الطعام أفضل فأرشد الناس إلى أن تأخر الحضور عن إبان الطعام لا ينبغي بل التأخر ليس من الأدب لأنه يجعل صاحب الطعام في انتظار وكذلك البقاء بعد انقضاء الطعام فإنه تجاوز لحد الدعوة لأن الدعوة لحضور شيء تقتضي مفارقة المكان عند انتهائه لأن تقييد الدعوة بالغرض المخصوص يتضمن تحديدها بانتهاء ما دعي لأجله وكذلك الشأن في كل دخول لغرض من مشاورة أو محادثة أو سمر أو نحو ذلك وكل ذلك يتحدد بالعرف وما لا يثقل على صاحب المحل فإن كان محل لا يختص به أحد كدار الشورى والنادي فلا تحديد فيه .
و ( طعمتم ) معناه أكلتم يقال : طعم فلان فهو طاعم إذا أكل .
والانتشار : افتعال من النشر وهو إبداء ما كان مطويا أطلق على الخروج مجازا وتقدم في قوله ( وجعل النهار نشورا ) في سورة الفرقان .
والواو في ( ولا مستأنسين ) عطف على ( ناظرين ) وما بينهما من الاستدراك وما تفرع عليه اعتراض بين المتعاطفين . وزيادة حرف النفي قبل ( مستأنسين ) لتأكيد النفي كما هو الغالب في العطف على المنفي وفي تصدير المنفي نحو قوله ( فلا وربك لا يؤمنون ) الآية وقوله ( لا يسخر قوم من قوم ) ثم قوله ( ولا نساء من نساء ) .
والاستئناس : طلب الأنس مع الغير . واللام في ( لحديث ) للعلة أي ولا مستأنسين لأجل حديث يجري بينكم .
والحديث : الخبر عن أمر حدث فهو في الأصل صفة حذف موصوفها ثم غلبت على معنى الموصوف فصار بمعنى الإخبار عن أمر حدث وتوسع فيه فصار الإخبار عن شيء ولو كان أمرا قد مضى . ومنه سمي ما يروى عن النبي A حديثا كما يسمى خبرا ثم توسع فيه فصار يطلق على كلام يجري بين الجلساء في جد أو فكاهة و منه قولهم : حديث خرافة وقول كثير : .
" أخذنا باكتراث الأحاديث تبيينا ... البيت A E واستئناس الحديث : تسمعه والعناية بالإصغاء قال النابغة : .
كأن رحلي وقد زال النهار بنا ... يوم الجليل على مستأنس وحد أي كأني راكب ثورا وحشيا منفردا تسمع صوت الصائد فأسرع الهروب .
وإضافة ( بيوت النبي ) على معنى لام الملك لأن تلك البيوت ملك له ملكها بالعطية من الذين كانت ساحة المسجد ملكا لهم من الأنصار و بالفيء لقبور المشركين التي كانت ثمة فإن المدينة فتحت بكلمة الإسلام فأصبحت دارا للمسلمين . ومصير تلك البيوت بعد وفاة النبي A مصير تركته كلها فإنه لا يورث وما تركته ينتفع منه أزواجه وآله بكفايتهم حياتهم ثم يرجع ذلك للمسلمين كما قضى به عمر بين علي والعباس فيما كان للنبي A من فدك ونخل بني النضير فكان لأزواج النبي A حق السكنى في بيوتهن بعده حتى توفاهن الله من عند آخرتهن فلذلك أدخلها الخلفاء في المسجد حين توسعته في زمن الوليد ابن عبد الملك وأمير المدينة يومئذ عمر بن عبد العزيز . ولم ينكر ذلك أحد من الصحابة ولم يعط ورثتهن شيئا ولا سألوه . وإضافتها إلى ضميرهن في قوله ( ما يتلى في بيوتكن ) على معنى لام الاختصاص لا لام الملك .
قال حماد بن زيد و إسماعيل بن أبي حكيم : هذه الآية أدب أدب الله به الثقلاء . وقال ابن أبي عائشة : حسبك من الثقلاء أن الشرع لم يحتملهم .
ومعنى الثقل فيه هو إدخال أحد القلق والغم على غيره من جراء عمل لفائدة العامل أو لعدم الشعور بما يلحق غيره من الحرج من جراء ذلك العمل . وهو من مساوي الخلق لأنه إن كان من عمد كان ضرا بالناس وهو منهي عنه لأنه من الأذى وهو ذريعة للتباغض عند نفاذ صبر المضرور فإن النفوس متفاوتة في مقدار تحمل الأذى ولأن المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه فعليه إذا أحس بان قولة أو فعله يدخل الغم على غيره أن يكف عن ذلك ولو كان يجتني منه منفعة لنفسه إذ لا يضر بأحد لينتفع غيره إلا أن يكون لمن يأتي بالعمل حق على الآخر فإن له طلبه مع أن مأمور بحسن التقاضي وإن كان إدخاله الغم على غيره عن غباوة وقلة تفطن له فإن مذموم في ذاته وهو يصل إلى حد يكون الشعور به بديهيا