وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

لما بين الله في الآيات السابقة آداب النبي A مع أزواجه فقاه في هذه الآية بآداب الأمة معهن و صدر بالإشارة إلى قصة هي سبب نزول هذه الآية . وهي ما في صحيح البخاري و غيره عن أنس بن مالك قال : لما تزوج رسول الله A زينب ابنة جحش صنع طعاما بخبز ولحم ودعا القوم فطعموا ثم جلسوا يتحدثون وإذا هو كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا فلما رأى ذلك قام فلما قام قام من قام وقعد ثلاثة نفر فجاء النبي ليدخل فإذا القوم جلوس فجعل النبي A يخرج ثم يرجع فانطلق إلى حجرة عائشة...فتقرى حجر نسائه كلهن يسلم عليهن ويسلمن عليه ويدعون له ثم إنهم قاموا فانطلقت فجئت فأخبرت النبي A أنهم قد انطلقوا فجاء حتى دخل فذهبت أدخل فألقى الحجاب بيني وبينه فأنزل الله ( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي ) إلى قوله ( من وراء حجاب ) .
وفي حديث آخر في الصحيح عن أنس أيضا أن عمر بن الخطاب Bه قال له : يا رسول الله يدخل عليك البر و الفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب فأنزل الله آية الحجاب . وليس بين الخبرين تعارض لجواز أن يكون قول عمر كان قبل البناء بزينب بقليل ثم عقبته قصة وليمة زينب فنزلت الآية بإثرها .
وابتدئ شرع الحجاب بالنهي عن دخول بيوت النبي A إلا لطعام دعاهم إليه لأن النبي عليه الصلاة و السلام له مجلس يجلس في المسجد فمن كان له مهم عنده يأتيه هنالك .
A E وليس ذكر الدعوة إلى طعام تقييدا لإباحة دخول بيوت النبي A لا يدخلها إلا المدعو إلى طعام و لكنه مثال للدعوة و تخصيص بالذكر كما جرى في القضية التي هي سبب النزول فيلحق به كل دعوة تكون من النبي A وكل إذن منه بالدخول إلى بيته لغير قصد أن يطعم معه كما كان يقع ذلك كثيرا . ومن ذلك قصة أبي هريرة حين استقرأ من عمر آية من القرآن وهو يطمع أن يدعوه عمر إلى الغداء ففتح عليه الآية فإذا رسول الله قائم على رأس أبي هريرة وقد عرف ما به فانطلق به إلى بيته و أمر له بعس من لبن ثم ثان ثم ثالث وإنما ذكر الطعام إدماجا لتبيين آدابه ولذلك ابتدئ بقوله ( غير ناظرين إناه ) مع إنه لم يقع مثله في قصة سبب النزول .
وقرأ الجمهور ( بيوت ) بكسر الباء . وقرأه أبو عمرو وورش عن نافع وحفص عن عاصم وأبو جعفر بضم الباء وقد تقدم في سورة النساء وغيرها .
و ( إناه ) بكسر الهمزة و بالقصر : إما مصدر أنى الشيء إذا حان يقال : أنى يأني قال تعالى ( ألم يأن للذين آمنوا أن قلوبهم لذكر الله ) . و مقلوبه : آن . وهو بمعناه . والمعنى : غير منتظرين حضور الطعام أي غير سابقين إلى البيوت و قبل تهيئته .
والاستثناء في ( إلا أن يؤذن لكم ) استثناء من عموم الأحوال التي يقتضيها الدخول المنهي عنه أي إلا حال أن يؤذن لكم .
وضمن ( يؤذن ) معنى تدعون فعدي ب ( إلى ) فكأنه قيل : إلا أن تدعوا إلى طعام فيؤذن لكم لأن الطفيلي قد يؤذن له إذا استأذن وهو غير مدعو فهي حالة غير مقصودة من الكلام .
فالكلام متضمن شرطين هما : الدعوة والإذن فإن الدعوة قد تتقدم على الإذن وقد يقترنان كما في حديث أنس بن مالك .
و ( غير ناظرين ) حال من ضمير ( لكم ) فهو قيد في متعلق المستثنى فيكون قيدا في قيد فصارت القيود المشروطة ثلاثة .
و ( ناظرين ) اسم فاعل من نظر بمعنى انتظر كقوله تعالى ( فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم ) الآية .
ومعنى ذلك : لا تحضروا البيوت للطعام قبل تهيئة الطعام للتناول فتقعدوا تنتظرون نضجه . وعن ابن عباس نزلت في ناس من المؤمنين كانوا يتحينون طعام النبي فيدخلون قبل أن يدرك الطعام فيقعدون إلى أن يدرك ثم يأكلون ولا يخرجون اه .
وقد يقتضي أن ذلك تكرر قبل قضية النفر الذين وليمة البناء بزينب فتكون تلك القضية خاتمة القضايا فكني بالانتظار عن مبادرة الحضور قبل إبان الأكل . ونكتة هذه الكناية تشويه السبق بالحضور بجعله نهما وجشعا وإن كانوا قد يحضرون لغير ذلك وبهذا تعلم أن ليس النهي متوجها إلى صريح الانتظار