وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وعبر فيها ب ( مولود ) دون " ولد " لإشعار ( مولود ) بالمعنى الاشقاقي دون " ولد " الذي هو اسم بمنزلة الجوامد لقصد التنبيه على أن تلك الصلة الرقيقة لا تخول صاحبها التعرض لنفع أبيه المشرك في الآخرة وفاء له بما تومئ إليه المولودية من تجشم المشقة من تربيته فلعله يتجشم الإلحاح في الجزاء عنه في الآخرة حسما لطمعه في الجزاء عنه فهذا تعكيس للترقيق الدنيوي في قوله تعالى ( وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ) وقوله ( وصاحبهما في الدنيا معروفا ) .
وجملة ( إن وعد الله حق ) علة لجملتي ( اتقوا ربكم واخشوا يوما ) . ووعد الله : هو البعث قال تعالى ( ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون ) .
وأكد الخبر ب ( إن ) مراعاة المنكري البعث وإذ قد كانت شبهتهم في إنكاره مشاهدة الناس يموتون ويخلقهم أجيال آخرون ولم يرجع أحد ممن مات منهم ( وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر ) وقالوا ( إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين ) .
فرع على هذا التأكيد إبطال شبهتهم بقوله ( فلا تغرنكم الحياة الدنيا ) أي لا تغرنكم حالة الحياة الدنيا بأن تتوهموا الباطل حقا والضر نفعا فإسناد التغرير إلى الحياة الدنيا مجاز عقلي لأن الدنيا ظرف الغرور أو شبهته وفاعل التغرير حقيقة هم الذين يضلونهم بالأقيسة الباطلة فيشبهون عليهم إبطاء الشيء باستحالته فذكرت هنا وسيلة التغرير وشبهته ثم ذكر بعده الفاعل الحقيقي للتغرير وهو الغرور . والغرور بفتح الغين : من يكثر منه التغرير والمراد به الشيطان بوسوسته وما يليه في نفوس دعاة الضلالة من شبه التمويه للباطل في صورة وما يلقيه في نفوس أتباعهم من قبول تغريرهم .
A E وعطف ( ولا يغرنكم بالله الغرور ) لأنه أدخل في تحذيرهم ممن يلقون إليهم الشبه أو من أوهام أنفسهم التي تخيل لهم الباطل حقا ليهموا آراءهم . وإذا أريد بالغرور الشيطان أو ما يشمله فذلك أشد في التحذير لما تقرر من عداوة الشيطان للإنسان كما قال تعالى ( يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ) وقال ( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ) ففي التحذير شوب من التنفير .
والباء في قوله ( ولا يغرنكم بالله ) هي كالباء في قوله تعالى ( يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم ) . وقرر في الكشاف في سورة الانفطار معنى الباء بما يقتضي أنها للسببية وبالضرورة يكون السبب شأنا من شؤون الله يناسب المقام لا ذات الله تعالى . والذي يناسب عنا أن يكون النهي عن الاغترار بما يسوله الغرور للمشركين كنوهم أن الأصنام شفعاء لهم عند الله في الدنيا واقتناعهم بأنه إذا ثبت البعث عن احتمال مرجوح عندهم شفعت لهم يومئذ أصنامهم أو يغرهم بأن الله لو أراد البعث كما يقول الرسول A لبعث آباءهم وهم ينظرون أو أن يغرهم بأن الله لو أراد بعث الناس لعجل لهم ذلك وهو ما حكى الله عنهم ( ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ) فذلك كله غرور لهم مسبب يشؤون الله تعالى ففي هذا ما يوضح معنى الباء في قوله ( ولا يغرنكم بالله الغرور ) . وقد جاء مثله في سورة الحديد . وهذا الاستعمال في تعدية فعل الغرور بالباء قريب من تعديته ب ( من ) الابتدائية في قول امرئ القيس : .
" أغرك مني أن حبك قاتلي أي لا يغرنك من معاملتي معك أن حبك قاتلي .
( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير [ 34 ] ) كان من جملة غرورهم في نفي البعث أنهم يجعلون عدم إعلام الناس بتعيين وقته أمارة على أنه غير واقع قال تعالى ( ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ) وقال ( وما يدريك لعل الساعة قريب يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها ) فلما جرى في الآيات قبلها ذكر يوم القيامة أعقبت بأن وقت الساعة لا يعلمه إلا الله