وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والجري : المشي السريع ؛ استعير لانتقال الشمس في فلكها وانتقال الأرض حول الشمس وانتقال القمر حول الأرض تشبيها بالمشي السريع لأجل شسوع المسافات التي تقطع في خلال ذلك .
وزيادة قوله ( إلى أجل مسمى ) للإشارة إلى أن لهذا النظام الشمسي أمدا يعلمه الله فإذا انتهى ذلك الأمد بطل ذلك التحرك والتنقل وهو الوقت الذي يؤذن بانقراض العالم ؛ فهذا تذكير بوقت البعث .
فيجوز أن يكون ( إلى أجل ) ظرفا لغوا متعلقا بفعل ( يجري ) أي ينتهي جريه أي سيره عند أجل معين عند الله لانتهاء سيرهما .
ويجوز أن يكون ( إلى أجل ) متعلقا بفعل ( سخر ) أي جعل نظام تسخير الشمس والقمر منتهيا عند أجل مقدر .
وحرف ( إلى ) على التقديرين للانتهاء .
وليست ( إلى ) بمعنى اللام عند صاحب الكشاف هنا خلافا لبن مالك وابن هشام وسيأتي بيان ذلك عند قوله تعالى ( وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ) في سورة فاطر .
( وأن الله بما تعملون خبير ) عطف على ( أن الله يولج الليل في النهار ) فهو داخل في الاستفهام الإنكاري بتنزيل العالم منزلة غيره لعدم جريه على موجب العلم فهم يعلمون أن الله خبير بما يعملون ولا يجرون على ما يقتضيه هذا العلم في شيء من أحوالهم .
( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما تدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير [ 30 ] ) A E كاف الخطاب المتصل باسم الإشارة موجه إلى غير معين والمقصود به المشركون بقرينة قوله ( وأن ما تدعون من دونه الباطل ) بتاء الخطاب في قراءة نافع وابن كثير وابن عامر وأبي بكر عن عاصم . والمشار إليه هو المذكور آنفا وهو الإيلاج والتسخير .
وموقع هذه الجملة موقع النتيجة من الدليل فلها حكم بدل الاشتمال ولذلك فصلت ولم تعطف فإنهم معترفون بأن الله هو فاعل ذلك فلزمهم الدليل ونتيجته .
والمعنى : أن إيلاج الليل في النهار وعكسه وتسخير الشمس والقمر مسبب عن انفراد الله تعالى بالإلهية فلباء للسببية وهو ظرف مستقر خبر عن اسم الإشارة .
وضمير الفصل مفيد للاختصاص أي هو الحق لا أصنامكم ولا غيرها مما يدعي إلهية غيره تعالى .
والحق : هنا بمعنى الثابت ويفهم أن المراد حقية ثبوت إلهية بقرينة السياق ولمقابلته بقوله ( وأن ما تدعون من دونه الباطل ) والمعنى : لما كان ذلك الصنع البديع مسببا عن انفراد الله بالإلهية كان ذلك أيضا دليلا على انفراد الله بالإلهية للتلازم بين السبب والمسبب . والتعريف في ( الحق ) و ( الباطل ) تعريف الجنس . وإنما لم يؤت بضمير الفصل في الشق الثاني لأن ما يدعونه من دون الله من أصنامهم يشترك معها في أنه باطل . وذكر ضمير الفصل في نظيره من سورة الحج لاقتضاء المقام ذلك كما تقدم .
والظاهر أنا إذا جعلنا الباء في ( بأن الله هو الحق ) باء السببية أن يكون قوله ( وأن ما تدعون من دونه الباطل ) عطفا على الخبر وهو مجموع ( بأن الله ) . فالتقدير : ذلك أن ما تدعون من دونه الباطل . ويقدر حرف جر مناسب للمعنى حذف قبل ( أن ) وهو حرف ( على ) أي ذلك دال . وهذا كما قدر حرف " عن " في قوله تعالى ( وترغبون أن تنكحوهن ) ولا يكون عطفا على مدخول باء السببية إذ ليس لبطلان آلهتهم أثر في إيلاج الليل في النهار وتسخير الشمس والقمر أو تقدر لام العلة أي ذلك لأن ما تدعونه باطل فلذلك لم يكن لها حظ في إيلاج الليل والنهار وتسخير الشمس والقمر باعتراف المشركين .
وقوله ( وأن الله هو العلي الكبير ) واقع موقع الفذلكة لما تقدم من دلالة إيلاج الليل والنهار وتسخير الشمس والقمر لأنه إذا استقر أن ما ذكر دال على أن الله هو الحق بالإلهية ودال على أن ما يدعونه باطل ثبت أنه العلي الكبير دون أصنامهم . وقد أجتلب ضمير الفصل هنا للدلالة على الاختصاص وسلب العلو والعظمة عن أصنامهم .
والأحسن أن نجعل الباء للملابسة أو المصاحبة وهي ظرف مستقر خبر عن اسم الإشارة فإن شأن الباء التي للملابسة أن تكون ظرفا مستقرا بل قال الرضي : إنها لا تكون إلا كذلك أي أنها لا تتعلق إلا بنحو الخبر أو الحال كما قال : .
" وما لي بحمد الله لحم ولا دم أي حالة كوني ملابسا حمد الله أي غير ساخط من قضائه ويقال : أنت بخير النظرين أي مستقر