وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

هذا مقابل قوله ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ) إلى قوله ( يدعوهم إلى عذاب السعير ) فأولئك الذين اتبعوا ما وجدوا آباءهم عليه من الشرك على غير بصيرة فوقعوا في العذاب وهؤلاء الذين لم يتمسكوا بدين آباءهم وأسلموا لله لما دعاهم إلى الإسلام فلم يصدهم عن اتباع الحق إلف ولا تقديس آباء فأولئك تعلقوا بالأوهام واستمسكوا بها لإرضاء أهوائهم وهؤلاء استمسكوا بالحق إرضاء للدليل وأولئك أرضوا الشيطان وهؤلاء اتبعوا رضى الله .
وإسلام الوجه إلى الله تمثيل لإفراده تعالى بالعبادة كأنه لا يقبل بوجهه على غير الله وقد تقدم في قوله تعالى ( بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن ) في سورة البقرة وقوله ( فقل أسلمت وجهي لله ) في سورة آل عمران .
وتعدية فعل ( يسلم ) بحرف ( إلى ) هنا دون اللام كما في آيتي سورة البقرة وسورة آل عمران عند الزمخشري مجاز في الفعل بتشبيه نفس الإنسان بالمتاع الذي يدفعه صاحبه إلى آخر ويكله إليه . وحقيقته أن يعدى بالملام أي وجهه وهو ذاته سالما لله أي خالصا له كما في قوله تعالى ( فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ) في سورة آل عمران .
والإحسان : العمل الصالح والإخلاص في العبادة . وفي الحديث " الإحسان أن تعبد الله كأنه تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) . والمعنى : ومن يسلم إسلاما لا نفاق فيه ولا شك فقد أخذ بما يعتصم به من الهوي أو التزلزل .
وقوله ( فقد استمسك بالعروة الوثقى ) مصي الكلام على نظيره عند قوله تعالى ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى ) في سورة البقرة وهو ثناء على المسلمين .
A E وتذييل هذا بقوله ( وإلى الله عاقبة الأمور ) إيماء إلى وعدهم بلقاء الكرامة عند الله في آخر أمرهم وهو الحياة الآخرة .
والتعريف في ( الأمور ) للاستغراق وهو تعميم يراد به أن أمور المسلمين التي هي من مشمولات عموم الأمور صائرة إلى الله وموكولة إليه فجزاؤهم بالخير مناسب لعظمة الله .
والعاقبة : الحالة الخاتمة والنهاية .
والأمور : جمع أمر وهو الشأن .
وتقديم ( إلى الله ) للاهتمام والتنبيه إلى أن الراجع إليه يلاقي جزاءه وافيا .
( ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور [ 23 ] ) لما خلا ذم الذين كفروا عن الوعيد وانتقل منه إلى مدح المسلمين ووعدهم عطف عنان الكلام إلى تسلية الرسول A بتهوين كفرهم عليه تسلية له وتعريضا بقلة العبء بهم لأن مرجعهم إلى الله فيريهم الجزاء المناسب لكفرهم فهو تعريض لهم بالوعيد .
وأسند النهي إلى كفرهم عن أن يكون محزنا للرسول A مجازا عقليا في نهي الرسول E عن مداومة الفكر بالحزن لأجل كفرهم لأنه إذا قلع ذلك من نفسه انتفى إحزان كفرهم إياه .
وقرأ نافع ( يحزنك ) بضم التحتية وكسر الزاي مضارع أحزنه إذا جعله حزينا . وقرأ البقية ( يحزنك ) بفتح التحتية وضم الزاي مضارع حزنه بذلك المعنى وهما لغتان : الأولى لغة تميم والثانية لغة قريش والأولى أقيس وكلتاهما فصحى ولغة تميم من اللغات التي نزل بها القرآن وهي لغة عليا تميم وهم بنو دارم كما تقدم في المقدمة السادسة . وزعم أبو زيد والزمخشري : أن المستفيض أحزن في الماضي ويحزن في المستقبل يريدان الشائع على ألسنة الناس والقراءة رواية وسنة . وتقدم في سورة يوسف ( إني ليحزنني ) وفي سورة الأنعام ( قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون ) .
وجملة ( إلينا مرجعهم ) واقعة موقع التعليل للنهي وهي أيضا تمهيد لوعد الرسول A بأن الله يتولى الانتقام منهم المدلول عليه بقوله ( فنبئهم ) مفرعا على جملة ( إلينا مرجعهم ) كناية عن المجازاة ؛ استعمل الإنباء وأريد لازمه وهو الإظهار كما تقدم آنفا .
وجملة ( إن الله عليم بذات الصدور ) تعليل لجملة ( فنبئهم بما عملوا ) فموقع حرف " إن " هنا مغن عن فاء التسبب كما في قول بشار : .
" إن ذاك النجاح في التبكير وذات الصدور : هي النوايا وأعراض النفس من نحو الحقد وتدبير المكر والكفر . ومناسبته هنا أن كفر المشركين بعضه إعلان وبعضه إسرار قال تعالى ( وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور ) وتقدم في قوله تعالى ( إنه عليم بذات الصدور ) في سورة الأنفال