وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ومعنى ( سخر لكم ) لأجلكم لأن من جملة ذلك التسخير ما هو منافع لنا من الأمطار والرياح ونور الشمس والقمر ومواقيت البروج والمنازل والاتجاه بها . والخطاب في ( ألم تروا ) يجوز أن يكون لجميع الناس مؤمنهم ومشركهم لأنه امتنان ويجوز أن يكون لخصوص المشركين باعتبار أنه استدلال .
والاستفهام في ( ألم تروا ) تقرير أو إنكار لعدم الرؤية بتنزيلهم منزلة من لم يروا آثار ذلك التسخير لعدم انتفاعهم بها في إثبات الوحدانية . والرؤية بصرية . ورؤية التسخير رؤية آثاره ودلائله .
ويجوز أن تكون الرؤية علمية كذلك والخطاب للمشركين كما في قوله ( خلق السماوات بغير عمد ترونها ) .
وإسباغ النعم : إكثارها . وأصل الإسباغ : جعل ما يلبس سابغا أي وافيا في الستر . ومنه قولهم : درع سابغة . ثم استعير للإكثار لأن الشيء السابغ كثير فيه ما يتخذ منه من سرد أو شقق أثواب ثم شاع ذلك حتى ساوى الحقيقيى فقيل : سوابغ النعم .
والنعمة : المنفعة التي يقصد بها فاعلها الإحسان إلى غيره .
وقرأ نافع وأبو عمرو وحفص عن عاصم وأبو جعفر ( نعمة ) بصيغة جمع نعمة مضاف إلى ضمير الجلالة وفي الإضافة إلى ضمير الله تنويه بهذه النعم . وقرأ الباقون ( نعمة ) بصيغة المفرد ولما كان المراد الجنس استوى فيه الواحد والجمع .
والتنكير فيها للتعظيم فاستوى القراءتان في إفادة التنويه بما أسبغ الله عليهم .
A E وانتصب ( ظاهرة وباطنة ) على الحال على قراءة نافع ومن معه وعلى الصفة على قراءة البقية .
والظاهرة : الواضحة . والباطنة : الخفية وما لا يعلم إلا بدليل أو لا يعلم أصلا .
وأصل الباطنة المستقرة في باطن الشيء أي داخله قال تعالى ( باطنه فيه الرحمة ) فكم في بدن الإنسان وأحواله من نعم يعلمها الناس أو لا يعلمها بعضهم أو لا يعلمها إلا العلماء أو لا يعلمها أهل عصر ثم تنكشف لمن بعدهم وكلا النوعين أصناف دينية ودنوية .
( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير [ 20 ] وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا أو لو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير [ 21 ] ) الواو في قوله ( ومن الناس من يجادل ) واو الحال . والمعنى : قد رأيتم أن الله سخر لكم ما في السماوات وأنعم عليكم نعما ضافية في حال أن بعضكم يجادل في وحدانية الله ويتعامى عن دلائل وجدانيته . وجملة الحال هنا خبر مستعمل في التعجيب من حال هذا الفريق .
ولك أن تجعل الواو اعتراضية والجملة معترضة بين جملة ( ألم تروا أن الله سخر لكم ) وبين جملة ( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ) .
وقوله ( ومن الناس ) من الإظهار في مقام الإضمار كأنه قيل : ومنكم و ( من ) تبعيضية . والمراد بهذا الفريق : هم المتصدون لمحاجة النبي A والتمويه على قومهم مثل النضر بن الحارث وأمية بن خلف وعبد الله بن الزبعري .
وشمل قوله ( بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ) مراتب اكتساب العلم وهي إما : الاجتهاد والاكتساب أو التلقي من العالم أو مطالعة الكتب الصائبة .
وتقدم تفسير نظير هذه الآية في سورة الحج .
وجملة ( وإذا قيل لهم ) الخ عطف على صلة " من " أي من حالهم هذا وذاك وتقدم نظير هذه الجملة في سورة البقرة .
والضمير المنصوب في قوله ( يدعوهم ) عائد إلى الآباء أي أيتبعون آباءهم ولو كان الشيطان يدعو الآباء إلى العذاب فهم يتبعونهم إلى العذاب ولا يهتدون . و ( لو ) وصلية والواو معه للحال .
والاستفهام تعجيبي من فظاعة ضلالهم وعماهم بحيث يتبعون من يدعوهم إلى النار وهذا ذم لهم . وهو وزان قوله في آية البقرة ( أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ) . والدعاء إلى عذاب السعير : الدعاء إلى أسبابه . والسعير تقدم في قوله تعالى ( كلما خبت زدناهم سعيرا ) في سورة الإسراء .
( ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور [ 22 ] )