وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ويعرف ذلك بلقمان صاحب النسور وهو الذي له ابن اسمه " لقيم " وبعضهم ذكر أن اسم أبيه باعوراء فسبق إلى أوهام بعض المؤلفين أنه المسمى في كتب اليهود بلعام بن باعوراء المذكور خبره في الإصحاحين 22 و23 من سفر العدد ولعل ذلك وهم لأن بلعام ذلك رجل من أهل مدين كان نبيا في زمن موسى عليه السلام فلعل التوهم جاء من اتحاد اسم الأب أو من ظن أن بلعام يرادغ معنى لقمان لأن بلعام من البلع ولقمان من اللقم فيكون العرب سموه بما يرادف اسمه في العبرانية .
وقد اختلف السلف في أن لقمان المذكور في القرآن كان حكيما أو نبيا . فالجمهور قالوا : كان حكيما صالحا . واعتمد مالك في الموطأ على الثاني فذكره في جامع الموطأ مرتين بوصف لقمان الحكيم وذلك يقتضي أنه اشتهر بذلك بين علماء المدينة . وذكر ابن عطية : أن ابن عمر قال : سمعت رسول الله A يقول " لم يكن لقمان نبيا ولكن كان عبدا كثير التفكر حسن اليقين أحب الله تعالى فأحبه فمن عليه بالحكمة " ويظهر من الآيات المذكورة في قصته هذه أنه لم يكن نبيا لأنه لم يمتن عليه بوحي ولا بكلام الملائكة . والاقتصار على أنه أوتي الحكمة يومئ إلى أنه ألهم الحكمة ونطق بها ولأنه لما ذكر تعليمه لابنه قال تعالى ( وهو يعظه ) وذلك مؤذن بأنه تعليم لا تبليغ تشريع .
وذهب عكرمة والشعبي : أن لقمان نبي ولفظ الحكمة يسمح بهذا القول لأن الحكمة أطلقت على النبوءة في كثير من القرآن كقوله في داود ( وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب ) . وقد فسرت الحكمة في قوله تعالى ( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ) بما يشمل النبوءة . وإن الحكمة " معرفة حقائق الأشياء على ما هي عليه " وأعلاها النبوءة لأنها علم بالحقائق مأمون من أن يكون مخالفا لما هي عليه في نفس الأمر إذ النبوءة متلقاة من الله الذي لا يعزب عن عمله شيء . وسيأتي أن إيراد قوله تعالى ( ووصينا الإنسان بوالديه ) في أثناء كلام لقمان يساعد هذا القول .
وذكر أهل التفسير والتاريخ أنه كان في زمن داود . وبعضهم يقول إنه كان ابن أخت أيوب أو ابن خالته فتعين أنه عاش في بلاد إسرائيل . وذكر بعضهم أنه كان عبدا فأعتقه سيده وذكر ابن كثير عن مجاهد : أن لقمان كان قاضيا في بني إسرائيل في زمان داود عليه السلام ولا يوجد ذكر ذلك في كتب الإسرائيليين . قيل كان راعيا لغنم وقيل كان نجارا وقيل خياطا . وفي تفسير ابن كثير عن ابن وهب أن لقمان كان عبدا لبني الحسحاس وبنو الحسحاس من العرب وكان من عبيدهم سحيم العبد الشاعر المخضرم الذي قتل في مدة عثمان .
وحكمة لقمان مأثورة في أقواله الناطقة عن حقائق الأحوال والمقربة للخفيات بأحسن الأمثال . وقد عني بها أهل التربية وأهل الخير وذكر القرآن منها ما في هذه السورة وذكر منها مالك في الموطأ بلاغين في كتاب الجامع وذكر حكمة له في كتاب جامع العتبية وذكر منها أحمد بن حنبل في مسنده ولا نعرف كتابا جمع حكمة لقمان .
A E وفي تفسير القرطبي قال وهب بن منبه : قرأت من حكمة لقمان أرجح من عشرة آلاف باب . ولعل هذا إن صح عن وهب بن منبه كان مبالغة في الكثرة .
وكان لقمان معروفا عند خاصة العرب . قال ابن إسحاق في السيرة : قدم سويد ابن الصامت أخو بني عمرو بن عوف مكة حاجا أو معتمرا فتصدى له رسول الله A فدعاه إلى الإسلام فقال له سويد : فلعل الذي معك مثل الذي معي فقال له رسول الله A : وما معك ؟ قال : مجلة لقمان . فقال له رسول الله A : اعرضها علي فعرضها عليه فقال : إن هذا الكلام حسن والذي معي أفضل من هذا قرآن أنزله الله . قال ابن إسحاق : فقدم المدينة فلم يلبث أن قتلته الخزرج وكان قتله قيل يوم بعاث . وكان رجال من قومه يقولون : إنا لنراه قد قتل وهو مسلم وكان قومه يدعونه الكامل اه . وفي الاستيعاب لبن عبد البر : أنا شاك في إسلامه كما شك غيري .
وقد تقدم في صدر الكلام على هذه السورة أن قريشا سألوا رسول الله A عن لقمان وابنه وذلك يقتضي أنه كان معروفا للعرب .
وقد انتهى الي حين كتابة هذا التفسير من حكم لقمان المأثورة ثمان وثلاثون حكمة غير ما ذكر في هذه الآية وسنذكرها عند الفراغ من تفسير هذه الآيات .
والإيتاء : الإعطاء وهو مستعار هنا للإلهام أو الوحي