وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وجملة ( هذا خلق الله ) إلى آخرها نتيجة الاستدلال بخلق السماء والأرض والجبال والدواب وإنزال المطر . واسم الإشارة إلى ما تضمنه قوله ( خلق السماوات ) إلى قوله ( من كل زوج كريم ) . والإتيان به مفردا بتأويل المذكور والانتقال من التكلم إلى الغيبة في قوله ( خلق الله ) التفاتا لزيادة التصريح بأن الخطاب وارد من جانب الله بقرينة قوله ( هذا خلق الله ) . وكذلك يكون الانتقال من التكلم إلى الغيبة في قوله ( ماذا خلق الذين من دونه ) التفاتا لمراعاة العود إلى الغيبة في قوله ( خلق الله ) .
ويجوز أن تكون الرؤية من قوله ( فأروني ) علمية أي فأنبئوني والفعل معلقا عن العمل بالاستفهام ب ( ماذا ) .
فيتعين أن يكون ( فأروني ) تهكما لأنهم لا يمكن لهم أن يكافحوا الله زيادة على كون الأمر مستعملا في التعجيز لكن التهكم أسبق للقطع بأنهم لا يتمكنون من مكافحة الله قبل أن يقطعوا بعجزهم عن تعيين مخلوق خلقه من دون الله قطعا نظريا .
وصوغ أمر التعجيز من مادة الرؤية البصرية أشد في التعجيز لاقتضائها الاقتناع منهم بأن يحضروا شيئا يدعون أن آلهتهم خلقته . وهذا كقول حطائط بن يعقر النهشلي وقيل حاتم الطائي : .
أريني جوادا مات هزلا لعلني ... أرى ما تزين أو بخيلا مخلدا أي أحضرني جوادا مات من الهزال وأرينيه لعلي أرى مثل ما رأيتيه .
والعرب يقصدون في مثل هذا الغرض الرؤية البصرية ولذلك يكثر أن يقول : ما رأت عيني وانظر هل ترى . وقال امرؤ القيس : .
فلله عينا من رأى من تفوق ... أشت وأنأى من فراق المحصب وإجراء اسم موصول العقلاء على الأصنام مجازاة للمشركين إذ يعدنهم عقلاء . و ( من دونه ) صلة الموصول . و ( دون ) كناية عن الغير و ( من ) جارة لاسم المكان على وجه الزيادة لتأكيد الاتصال بالظرف .
و ( بل ) للإضراب الانتقالي من غرض المجادلة إلى غرض تسجيل ضلالهم أي في اعتقادهم إلهية الأصنام كما يقال في المناظرة : دع عنك هذا وانتقل إلى كذا .
والظالمون : المشركون . والضلال المبين : الكفر الفظيع لأنهم أعرضوا عن دعوة الإسلام للحق وذلك ضلال وأشركوا مع الله غيره في الإلهية فذلك كفر فظيع .
وجيء بحرف الظرفية اكتناف الضلال بهم في سائر أحوالهم أي شدة ملابسته إياهم .
( ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد [ 12 ] ) A E الواو عاطفة قصة لقمان على قصة النضر بن الحارث المتقدمة في قوله تعالى ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله ) باعتبار كونها تضمنت عجيب حاله في الضلالة من عنايته بلهو الحديث ليضل عن سبيل الله ويتخذ سبيل الله هزؤا وباعتبار كون قصة لقمان متضمنة عجيب حال لقمان في الاهتداء والحكمة فهما حالان متضادان ؛ فقطع النظر عن كون قصة النضر سيقت مساق المقدمة والمدخل إلى المقصود لأن الكلام لما طال في المقدمة خرجت عن سنن المقدمات إلى المقصودات بالذات فلذلك عطفت عطف القصص ولم تفصل فصل النتائج عقب مقدماتها . وقد تتعدد الاعتبارات للأسلوب الواحد فيتخير البليغ في رعيها كقوله تعالى ( يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ) في سورة البقرة ( ويذبحون أبناءكم ) في سورة إبراهيم وافتتاح القصة بحر في التوكيد : لام القسم و ( قد ) للإنباء بأنها خبر عن أمر مهم واقع .
و ( لقمان ) اسم رجل حكيم صالح . وأكبر الروايات في شانه التي يعضد بعضها وإن كانت أسانيدها ضعيفة تقتضي أنه كان من السود فقيل هو من بلاد النوبة وقيل من الحبشة .
وليس هو لقمان بن عاد الذي قال المثل المشهور " إحدى حطيات لقمان " والذي ذكره أبو المهوش الأسدي أو يزيد بن عمر يصعق في قوله : .
تراه يطوف الآفاق حرصا ... ليأكل رأس لقمان بن عاد