وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و ( من ) الثانية في قوله ( من ذلكم ) تبعيضية في موضع الحال ( من شيء ) . و ( من ) الثالثة زائدة لاستغراق النفي .
وإضافة ( شركاء ) إلى ضمير المخاطبين من المشركين لأن المخاطبين هم الذين خلعوا على الأصنام وصف الشركاء لله فكانوا شركاء بزعم المخاطبين وليسوا شركاء في نفس الأمر وهذا جار مجرى التهكم كقول خالد بن الصعق لعمرو بن معد يكرب في مجمع من مجامع العرب بظاهر الكوفة فجعل عمرو يحدثهم عن غاراته فزعم أنه أغار على نهد فخرجوا إليه يقدمهم خالد بن الصعق وأنه قتله فقال له خالد بن الصعق " مهلا أبا ثور قتيلك يسمع " أي القتيل بزعمك . والقرينة قوله ( يسمع ) كما أن القرينة في هذه الآية هي جملة التنزيه عن الشريك .
والإشارة ب ( ذلكم ) إلى الخلق والرزق والإماتة والإحياء وهي مصادر الأفعال المذكورة . وأفرد اسم الإشارة بتأويل المذكور .
وجملة ( سبحانه وتعالى عما يشركون ) مستأنفة لإنشاء تنزيه الله تعالى عن الشريك في الإلهية . وموقعها بعد الجملتين السابقتين موقع النتيجة بعد القياس فإن حاصل معنى الجملة الأولى أن الإله الحق وهو مسمى اسم الجلالة هو الذي خلق ورزق ويميت ويحيي فهذا في قوة مقدمة هي صغرى قياس وحاصل الجملة الثانية أن لا أحد من الأصنام بفاعل ذلك وهذه في قوة مقدمة هي كبرى قياس وهو من الشكل الثاني وحاصل معنى تنزيه الله عن الشريك أن لا شيء من الأصنام بإله . وهذه نتيجة قياس من الشكل الثاني .
ودليل المقدمة الصغرى إقرار الخصم ودليل المقدمة الكبرى العقل .
وقرأ الجمهور ( تشركون ) بفوقية على الخطاب تبعا للخطاب في ( آتيتم ) . وقرأه حمزة والكسائي وخلف بتحتية على الالتفات من الخطاب إلى الغيبة .
( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون [ 41 ] ) موقع هذه الآية ومعناها صالح لعدة وجوه من الموعظة وهي من جوامع كلم القرآن . والمقصد منها هو الموعظة بالحوادث ماضيها وحاضرها للإقلاع عن الإشراك وعن تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم فأما موقعها فيجوز أن تكون متصلة بقوله قبلها ( أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ) الآيات فلما طولبوا بالإقرار على ما رأوه من آثار الأمم الخالية أو أنكر عليهم عدم النظر في تلك الآثار أتبع ذلك بما أدى إليه طريق الموعظة من قوله ( الله يبدأ الخلق ثم يعيده ) ومن ذكر الإنذار بعذاب الآخرة والتذكير بدلائل الوحدانية ونعم الله تعالى وتفريع استحقاقه تعالى الشكر لذاته ولأجل إنعامه استحقاقا مستقرا إدراكه في الفطرة البشرية وما تخلل ذلك من الإرشاد والموعظة عاد الكلام إلى التذكير بأن ما حل بالأمم الماضية من المصائب ما كان إلا بما كسبت أيديهم أي بأعمالهم فيوشك أن يحل مثل ما حل بهم بالمخاطبين الذين كسبت أيديهم مثل ما كسبت أيدي أولئك .
فموقع هذه الجملة على هذا الوجه موقع النتيجة من مجموع الاستدلال أو موقع الاستئناف البياني بتقدير سؤال عن سبب ما حل بأولئك الأمم .
A E ويجوز أن تقع هذه الآية موقع التكملة لقوله ( وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم ) الآية فهي خبر مستعمل في التنديم على ما حل بالمكذبين المخاطبين من ضر ليعلموا أن ذلك عقاب من الله تعالى فيقلعوا عنه خشية أن يحيط بهم ما هو أشد منه كما يؤذن به قوله عقب ذلك ( لعلهم يرجعون ) . فالإتيان بلفظ الناس في قوله ( بما كسبت أيدي الناس ) إظهار في مقام الإضمار لزيادة إيضاح المقصود ومقتضى الظاهر أن يقال ( بما كسبت أيديهم ) . فالآية تشير إلى مصائب نزلت ببلاد المشركين وعطلت منافعها ولعلها مما نشأ عن الحرب بين الروم وفارس وكان العرب منقسمين بين أنصار هؤلاء وأنصار أولئك فكان من جراء ذلك أن انقطعت سبل الأسفار في البر والبحر فتعطلت التجارة وقلت الأقوات بمكة والحجاز كما يقتضيه سوق هذه الموعظة في هذه السورة المفتتحة ب ( غلبت الروم ) .
فموقع هذه الجملة على هذا الوجه موقع الاستئناف البياني لسبب مس الضر إياهم حتى لجأوا إلى الضراعة إلى الله وما بينها وبين جملة ( وإذا مس الناس ضر ) إلى آخره اعتراض واستطراد تخلل في الاعتراض