وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ومعنى ( آتيتم ) : آتى بعضكم بعضا لأن الإيتاء يقتضي معطيا وآخذا .
وقوله ( لتربوا في أموال الناس ) خطاب للفريق الآخذ .
و ( لتربوا ) لتزيدوا أي لأنفسكم أموالا على أموالكم . وقوله ( في أموال الناس ) ( في ) للظرفية المجازية بمعنى ( من ) الابتدائية أي لتنالوا زيادة وأرباحا تحصل لكم من أموال الناس فحرف ( في ) هنا كالذي في قول سبرة الفقعسي : .
" ونشرب في أثمانها ونقامر أي نشرب ونقامر من أثمان إبلنا . وتقدم بيانه عند قوله تعالى ( وارزقوهم فيها واكسوهم ) في سورة النساء .
و ( من ) في قوله ( من ربا ) وقوله ( من زكاة ) بيانية مبينة لإبهام ( ما ) الشرطية في الموضعين . وتقدم الربا في سورة البقرة .
وقوله ( فلا يربوا عند الله ) جواب الشرط . ومعنى ( فلا يربو عند الله ) أنه عمل ناقص عند الله غير ذاك عنده والنقص يكنى به عن المذمة والتحقير .
وهذا التفسير هو المناسب لمحمل لفظ الربا على حقيقته المشهورة ولموافقة معنى قوله تعالى ( يمحق الله الربا ويربي الصدقات ) ولمناسبة ذكر الإضعاف في قوله هنا ( فأولئك هم المضعفون ) وقوله ( لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة ) في سورة آل عمران . وهذا المعنى مروي عن السدي والحسن . وقد استقام بتوجيهه المعنى من جهة العربية في معنى ( في ) من قوله ( في أموال الناس ) .
ويجوز أن يكون لفظ ( ربا ) في الآية أطلق على الزيادة في مال لغيره أي إعطاء المال لذوي الأموال قصد الزيادة في أموالهم تقربا إليهم فيشمل هبة الثواب والهبة للزلفى والملق . ويكون الغرض من الآية التنبيه على أن ما كانوا يفعلونه من ذلك لا يغني عنهم من موافقة مرضاة الله تعالى شيئا وإنما نفعه لأنفسهم . ودرج على هذا المعنى جم غفير من المفسرين فيصير المعنى : وما أعطيتم من زيادة لتزيدوا في أموال الناس وتصير كلمة ( لتربوا ) توكيدا لفظيا ليعلق به قوله ( في أموال الناس ) .
وقوله ( وما آتيتم من زكاة ) الخ رجوع إلى قوله ( فئات ذا القربى حقه ) الآية لأن ذلك الحق هو المسمى بالزكاة .
وجملة ( فأولئك هم المضعفون ) جواب ( وما آتيتم من زكاة ) أي فمؤتوه المضعفون أي أولئك الذين حصل لهم الإضعاف وهو إضعاف الثواب . وضمير الفصل جنس المضعفين على هؤلاء وهو قصر ادعائي للمبالغة لعدم الاعتداد بإضعاف من عداهم لأن إضعاف من عداهم إضعاف دنيوي زائل .
واسم الإشارة في قوله ( فأولئك هم المضعفون ) للتنويه بهؤلاء والدلالة على أنهم أحرياء بالفلاح . واسم الإشارة إظهار في مقام الإضمار اقتضاه مقام اجتلاب اسم الإشارة .
وقرأ الجمهور ( أتيتم ) بهمزتين أي أعطيتم . وقرأه ابن كثير ( أتيتم ) بهمزة واحدة أي قصدتم أي فعلتم .
وقرأ الجمهور ( ليربو ) بتحتية مفتوحة وفتحة إعراب على واو ( ليربو ) . وكتب في المصاحف بألف بعد الواو وليس واو الجماعة بالاتفاق ورسم المصحف سنة وقرأ نافع ( لتربوا ) بتاء الخطاب مضمومة وواو ساكنة هي واو الجماعة .
( الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء سبحانه وتعالى عما يشركون [ 40 ] ) A E هذا الاستئناف الثاني من الأربعة التي أقيمت عليها دلائل انفراد الله تعالى بالتصرف في الناس وإبطال ما زعموه من الإشراك في الإلهية كما أنبأ عنه قوله ( هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء ) وإدماجا للاستدلال على وقوع البعث .
وقد جاء هذا الاستئناف على طريقة قوله ( الله يبدأ الخلق ثم يعيده ) واطرد الافتتاح بمثله في الآيات التي أريد بها إثبات البعث كما تقدم عند قوله تعالى ( الله يبدأ الخلق ثم يعيده ) وسيأتي في الآيتين بعد هذه .
و ( ثم ) مستعمل في معنيي التراخي الزمني والرتبي .
و ( هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء ) استفهام إنكاري في معنى النفي ولذلك زيدت ( من ) الدالة على تحقيق نفي الجنس كله في قوله ( من شيء ) . والمعنى : ما من شركائكم من يفعل شيئا من ذلكم .
ف ( من ) الأولى بيانية هي بيان للإبهام الذي في ( من يفعل ) فيكون ( من يفعل ) مبتدأ وخبره محذوف دل عليه الاستفهام تقديره : حصل أو وجد أو هي تبعيضية صفة لمقدر أي هل أحد من شركائكم