وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والتعريف في ( الدين ) للعهد وهو دينهم الذي هم عليه وهو دين الإسلام . و ( حنيفا ) يجوز أن يكون حالا من الضمير المستتر في فعل ( أقم ) فيكون حالا للنبي صلى الله عليه وسلم كما كان وصفا لإبراهيم عليه السلام في قوله تعالى ( إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ) وهذا هو الأظهر في تفسيره . ويجوز كونه حالا من الدين على ما فسر به الزجاج فيكون استعارة بتشبيه الدين برجل حنيف في خلوه من شوائب الشرك فيكون الحنيف تمثيلية وفي إثباته للدين استعارة تصريحية .
وحنيف : صيغة مبالغة في الاتصاف بالحنف وهو الميل وغلب استعمال هذا الوصف في الميل عن الباطل أي العدول عنه بالتوجه إلى الحق أي عادلا ومنقطعا عن الشرك كقوله تعالى ( قل بل ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين ) وقد مضى في سورة البقرة .
و ( فطرة الله ) بدل من ( حنيفا ) بدل اشتمال فهو في معنى الحال من ( الدين ) أيضا وهو حال ثانية فإن الحال كالخبر تتعدد بدون عطف على التحقيق عند النحاة . وهذا أحسن لأنه أصرح في إفادة أن هذا الدين مختص بوصفين هما : التبرؤ من الإشراك وموافقته الفطرة فيفيد أنه دين سمح سهل لا عنت فيه . ونظيره قوله تعالى ( ولم يجعل له عوجا قيما ) أي الدين الذي هو فطرة الله لأن التوحيد هو الفطرة والإشراك تبديل للفطرة .
والفطرة أصله اسم هيئة من الفطر وهو الخلق مثل الخلقة كما بينه قوله ( التي فطر الناس عليها ) أي جبل الناس وخلقهم عليها أي متمكنين منها .
A E فحرف الاستعلاء مستعار لتمكن ملابسة الصفة بالموصوف تمكنا يشبه تمكن المعتلي على شيء وقد تقدم نظيره في قوله تعالى ( أولئك على هدى من ربهم ) في سورة البقرة وحقيقة المعنى : التي فطر الناس بها .
ومعنى فطر الناس على الدين الحنيف أن الله خلق الناس قابلين لأحكام هذا الدين وجعل تعاليمه مناسبة لخلقتهم غير مجافية لها غير نائين عنه ولا منكرين له مثل إثبات الوحدانية لله لأن التوحيد هو الذي يساوق العقل والنظر الصحيح حتى لو ترك الإنسان وتفكيره ولم يلقن اعتقادا ضالا لاهتدى إلى التوحيد بفطرته . قال ابن عطية : والذي يعتمد عليه في تفسير هذه اللفظة " أي الفطرة " أنها الخلقة والهيئة التي في نفس الإنسان التي هي معدة ومهيئة لأن يميز بها مصنوعات الله ويستدل بها على ربه ويعرف شرائعه . اه .
وإن لم أر من أتقن الإفصاح عن معنى كون الإسلام هو الفطرة فأبينه : بأن الفطرة هي النظام الذي أوجده الله في كل مخلوق والفطرة التي تخص نوع الإنسان هي ما خلقه الله عليه جسدا وعقلا فمشي الإنسان برجليه فطرة جسدية ومحاولته أن يتناول الأشياء برجليه خلاف الفطرة الجسدية واستنتاج المسببات من أسبابها والنتائج من مقدماتها فطرة عقلية ومحاولة استنتاج أمر من غير سببه خلاف الفطرة العقلية وهو المسمى في علم الاستدلال بفساد الوضع وجزمنا بأن ما نبصره من الأشياء هو حقائق ثابتة في الوجود ونفس الأمر فطرة عقلية وإنكار السوفسطائية ثبوت المحسوسات في نفس الأمر خلاف الفطرة العقلية