وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والمنام مصدر ميمي للنوم أو هو اسم مصدر .
وقوله ( بالليل والنهار ) متعلق ب ( منامكم ) . والباء للظرفية بمعنى ( في ) فالناس ينامون بالليل ومنهم من ينام بالنهار في القائلة وبخاصة أهل الأعمال المضنية إذا استراحوا منها في منتصف النهار خصوصا في البلاد الحارة أو في فصل الحر .
والابتغاء من فضل الله : طلب الرزق بالعمل لأن فضل الله الرزق وجعل هذا كناية عن الهبوب إلى العمل لأن الابتغاء يستلزم الهبوب من النوم وذلك آية أخرى لأنه نشاط القوة بعد أن خارت وفشلت . ولكون ابتغاء الرزق من خصائص النهار أطلق هنا فلم يقيد بالليل والنهار . ولك أن تجعل عدم تقييده بمثل ما قيد به ( منامكم ) للاستغناء بدلالة القيد الذي قبله بتقدير : وابتغاؤكم من فضله فيهما . وقد تكلف صاحب الكشاف فجعل الكلام من قبيل اللف والنشر ؛ على أن اللف وقع فيه تفريق ووجهه محشيه القزويني بأن التقديم للاهتمام بآية الليل والنهار .
وقد جعلت دلالات المنام والابتغاء من فضل الله لقوم يسمعون لوجهين : أحدهما : أن هذين حالتان متعاورتان على الناس قد اعتادوهما فقل من يتدبر في دلالتهما على دقيق صنع الله تعالى ؛ فمعظم الناس في حاجة إلى من يوقفهم على هذه الدلالة ويرشدهم إليها .
A E وثانيهما : أن في ما يسمعه الناس من أحوال النوم ما هو أشد دلالة على عظيم صنع الله تعالى مما يشعر به صاحب النوم من أحوال نومه لأن النائم لا يعرف من نومه إلا الاستعداد له وإلا أنه حين يهب من نومه يعلم أنه كان نائما ؛ فأما حالة النائم في حين نومه ومقدار تنبهه لمن يوقظه وشعوره بالأصوات التي تقع بقربه والأضواء التي تنتشر على بصره فتنبهه أو لا تنبهه كل ذلك لا يتلقاه النائم إلا بطريق الخبر من الذين يكونون أيقاظا في وقت نومه . فطريق العلم بتفاصيل أحوال النائمين واختلافها السمع وقد يشاهد المرء حال نوم غيره إلا أن عبرته بنومه الخاص به أشد فطريق السمع هو أعم الطرق لمعرفة تفاصيل أحوال النوم فلذلك قيل ( لقوم يسمعون ) .
وأيضا لأن النوم يحول دون الشعور بالمسموعات بادئ ذي بدء قبل أن يحول دون الشعور بالمبصرات .
وأجريت صفة ( يسمعون ) على ( قوم ) للإيماء إلى أن السمع متمكن منهم حتى كأنه من مقومات قوميتهم كما تقدم في قوله تعالى ( لآيات لقوم يعقلون ) في سورة البقرة .
ووجه جعل ذلك آيات لما ينطوي عليه من تعدد الدلالات بتعدد المستدلين وتولد دقائق تلك الآية بعضها عن بعض كما تقدم آنفا .
ومعنى اللام في قوله ( لقوم يسمعون ) كما تقدم في معناه عند قوله ( إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) .
( ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون [ 24 ] ) تلك آية خامسة وهي متعلقة بالإنسان وليست متصلة به فإن البرق آية من آيات صنع الله وهو من خلق القوى الكهربائية النورانية في الأسحبة وجعلها آثارا مشاهدة وكم من قوى أمثالها منبثة في العوالم العلوية لا تشاهد آثارها .
ومن الحكم الإلهية في كون البرق مرئيا أن ذلك يثير في النفوس خوفا من أن يكون الله سلطه عقابا وطمعا في أن يكون أراد به خيرا للناس فيطمعون في نزول المطر ولذلك أعقبه بقوله ( وينزل من السماء ماء ) فإن نزول المطر مما يخطر بالبال عند ذكر البرق .
وقوله ( من آياته ) جار ومجرور يحتاج إلى تقدير كون إن كان ظرفا مستقرا أو إلى متعلق إن كان ظرفا لغوا . وموقع هذا الجار والمجرور في هذه الآية وارد على مثل مواقع أمثاله في الآيات السابقة واللاحقة الشبيهة بها وذلك مما يدعو إلى اعتبار ما يذكر بعد الجار والمجرور في معنى مبتدأ مخبر عنه بالجار والمجرور المقدم عليه حملا على نظائره فيكون المعنى : ومن آياته إرادته إياكم البرق الخ فلذلك قال أئمة النحو : يجوز هنا جعل الفعل المضارع بمعنى المصدر من غير وجود ( أن ) ولا تقديرها أي من غير نصب المضارع بتقدير ( أن ) محذوفة وجعلوا منه قول عروة بن الورد .
وقالوا ما تشاء فقلت ألهو ... إلى الإصباح آثر ذي آثار وقول طرفة : .
" ألا أيهذا الزاجري احضر الوغى