وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والرجاء : الترقب واعتقاد الوقوع في المستقبل . وأمره إياهم بترقب اليوم الآخر دل على أنهم كانوا لا يؤمنون بالبعث وتقدم الكلام على نظير قوله ( ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) عند قوله تعالى ( كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) في سورة البقرة . وتقدمت قصة شعيب في سورة هود .
( فكذبوه فأخذتهم الرجفة فاصبحوا في دارهم جاثمين [ 37 ] ) الأخذ : الإعدام والإهلاك ؛ شبه الإعدام بالأخذ بجامع الإزالة .
والرجفة : الزلزال الشديد الذي ترتجف منه الأرض وفي سورة هود سميت بالصيحة لأن لتلك الرجفة صوتا شديدا كالصيحة . وتقدم تفسير ذلك .
وقد أشير في قصة إبراهيم ولوط إلى ما له تعلق بالغرض المسوق فيه وهو المصابرة على إبلاغ الرسالة والصبر على أذى الكافرين ونصر الله إياهم وتعذيب الكافرين وإنجاء المؤمنين .
( وعادا وثمودا وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين [ 38 ] ) لما جرى ذكر أهل مدين وقوم لوط أكملت القصص بالإشارة إلى عاد وثمود إذ قد عرف القرآن اقتران هذه الأمم في نسق القصص .
والواو عاطفة قصة على قصة .
وانتصاب ( عادا ) يجوز أن يكون بفعل مقدر يدل عليه السياق تقديره : وأهلكنا عادا لأن قوله تعالى آنفا ( فأخذتهم الرجفة ) يدل على معنى الإهلاك قاله الزجاج وتبعه الزمخشري . ومعلوم أنه إهلاك خاص من بطش الله تعالى فظهر تقدير : وأهلكنا عادا .
ويجوز أن يقدر فعل ( واذكر ) كما هو ظاهر ومقدر في كثير من قصص القرآن .
ويجوز أن يكون معطوفا على ضمير ( فأخذتهم الرجفة ) والتقدير : وأخذت عادا وثمودا . وعن الكسائي أنه منصوب بالعطف على ( الذين من قبلهم ) من قوله تعالى ( ولقد فتنا الذين من قبلهم ) . وهذا بعيد لطول بعد المعطوف عليه . والأظهر أن نجعله منصوبا بفعل تقديره ( وأخذنا ) يفسره قوله ( فكلا أخذنا بذنبه ) لأن ( كلا ) اسم يعم المذكورين فلما جاء منتصبا ب ( أخذنا ) تعين أن ما قبله منصوب بمثله وتنوين العوض الذي لحق ( كلا ) هو الرابط وأصل نسج الكلام : وعادا وثمودا وقارون وفرعون الخ... كلهم أخذنا بذنبه .
وجملة ( وقد تبين لكم من مساكنهم ) في موضع الحال أو هي معترضة . والمعنى : تبين لكم من مشاهدة مساكنهم أنهم كانوا فيها فأهلكوا عن بكرة أبيهم .
ومساكن عاد وثمود معروفة عند العرب ومنقولة بينهم أخبارها وأحوالها ويمرون عليها في أسفارهم إلى اليمن وإلى الشام .
A E والضمير المستتر في ( تبين ) عائد على المصدر المأخوذ من الفعل المقدر أي يتبين لكم إهلاكهم أو أخذنا إياهم .
وجملة ( وزين لهم الشيطان أعمالهم ) معطوفة على جملة ( وعادا وثمودا ) .
والتزيين : التحسين . والمراد : زين لهم أعمالهم الشنيعة فأوهمهم بوسوسته أنها حسنة . وقد تقدم عند قوله تعالى ( كذلك زينا لكل أمة عملهم ) في سورة الأنعام .
والصد : المنع عن عمل . والسبيل : هنا ما يوصل إلى المطلوب الحق وهو السعادة الدائمة فإن الشيطان بتسويله لهم كفرهم قد حرمهم من السعادة الأخروية فكأنه منعهم من سلوك طريق يبلغهم إلى المقر النافع .
والاستبصار : البصارة بالأمور والسين والتاء للتأكيد مثل : استجاب واستمسك واستكبر . والمعنى : أنهم كانوا أهل بصائر أي عقول فلا عذر لهم في صدهم عن السبيل . وفي هذه الجملة اقتضاء أن ضلال عاد كان ضلالا ناشئا عن فساد اعتقادهم وكفرهم المتأصل فيهم والموروث عن آبائهم وأنهم لم ينجوا من عذاب الله لأنهم كانوا يستطيعون النظر في دلائل الوحدانية وصدق رسلهم .
( وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين [ 39 ] ) كما ضرب الله المثل لقريش بالأمم التي كذبت رسلها فانتقم الله منها كذلك ضرب المثل لصناديد قريش مثل أبي جهل وأمية بن خلف والوليد بن المغيرة وأبي لهب بصناديد بعض الأمم السالفة كانوا سبب مصاب أنفسهم ومصاب قومهم الذين اتبعوهم إنذارا لقريش بما عسى أن يصيبهم من جراء تغرير قادتهم بهم وإلقائهم في خطر سوء العاقبة . وهؤلاء الثلاثة جاءهم موسى بالبينات . وتقدمت قصصهم وقصة قارون في سورة القصص