وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ولم تقع ( أن ) المؤكدة في آية سورة هود لأن في تلك السورة تفصيلا لسبب إساءته وضيق ذرعه فكان ذلك مغنيا عن التنبيه عليه في هذه الآية فكان التأكيد هنا ضربا من الإطناب . وقد تقدم تفصيل ذلك في سورة هود وتفسيرها هناك .
وبناء فعل ( سيئ ) للمجهول لأن المقصود حصول المفعول دون فاعله .
وعطف عليه جملة ( وقالوا لا تخف ) لأنها من جملة ما وقع عقب مجيء الرسل لوطا . وقد طويت جمل دل عليها قوله ( إنا منجوك وأهلك ) وهي الجمل التي ذكرت معانيها في قوله ( وجاءه قومه يهرعون إليه ) إلى قوله ( قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك ) في سورة هود . وقدموا تأمينه قبل إعلامه بأنهم منزلون العذاب على أهل القرية تعجيلا بتطمينه .
وعطف ( ولا تحزن ) على ( لا تخف ) جمع بين تأمينه من ضر العذاب وبين إعلامه بأن الذين سيهلكون ليسوا أهلا لأن يحزن عليهم ومن أولئك امرأته لأنه لا يحزن على من ليس بمؤمن به .
وجملة ( إنا منجوك ) تعليل للنهي عن الأمرين .
واستثناء امرأته من عموم أهله استثناء من التعليل لا من النهي ففي ذلك معذرة له بما عسى أن يحصل له من الحزن على هلاك امرأته مع أنه كان يحسبها مخلصة له وقد بينا وجه ذلك في تفسير سورة هود .
وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي ( منجوك ) بسكون النون . وقرأ الباقون بفتح النون وتشديد الجيم .
( إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء بما كانوا يفسقون [ 34 ] ) جملة مستأنفة وقعت بيانا لما في جملة ( لا تخف ولا تحزن ) من الإيذان بأن ثمة حادثا يخاف منه ويحزن له .
والرجز : العذاب المؤلم . ومعنى كونه من السماء أنه أنزل عليهم من الأفق وقد مضى بيانه في سورة هود .
( ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون [ 35 ] ) عطف على جملة ( ولوطا إذ قال لقومه ) الخ عطف آية على آية لأن قصة لوط آية بما تضمنته من الخبر وآثار قرية قومه آية أخرى بما يمكن مشاهدته لأهل البصر . ويجوز أن تكون جملة معترضة في آخر القصة . وعلى كلا الوجهين فهو من كلام الله . ونون المتكلم المعظم ضمير الجلالة وليست ضمير الملائكة . والآية : العلامة الدالة على أمر .
ومفعول ( تركنا ) يجوز أن يكون ( آية ) فيجعل ( من ) حرف جر وهو مجرور وصفا ل ( آية ) قدم على موصوفه للاهتمام فيجعل حالا من ( آية ) .
A E ويجوز أن تكون ( من ) للابتداء أي تركنا صادرة من آثارها ومعرفة خبرها وهي آية واضحة دائمة على طول الزمان إلى الآن ولذلك وصفت ب ( بينة ) ولم توصف آية السفينة ب ( بينة ) في قوله ( وجعلناها آية للعالمين ) لأن السفينة قد بليت ألواحها وحديدها أو بقي منها لا يظهر إلا بعد تفتيش إن كان .
ويجوز جعل ( من ) اسما بمعنى بعض على رأي من رأى ذلك من المحققين فتكون ( من ) مفعولا مضافا إلى ضمير ( قرية ) . وتقدم بيان ذلك عند قوله تعالى ( ومن الناس من يقول آمنا بالله ) الآية في سورة البقرة . والمعنى : ولقد تركنا من القرية آثارا دالة لقوم يستعملون عقولهم في الاستدلال بالآثار على أحوال أهلها . وهذه العلامة هي بقايا قريتهم مغمورة بماء بحيرة لوط تلوح من تحت المياه شواهد القرية وبقايا لون الكبريت والمعدن التي رجمت بها قريتهم وفي ذلك عدة أدلة باختلاف مدارك المستدلين .
ويتعلق قوله ( لقوم يعقلون ) بقوله ( تركنا ) أو يجعل ظرفا مستقرا صفة ل ( آية ) .
( وإلى مدين أخاهم شعيبا فقال يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر ولا تعثوا في الأرض مفسدين [ 36 ] ) عطف على ( ولوطا ) المعطوف على ( نوحا ) المعمول ل ( أرسلنا ) . فالتقدير : وأرسلنا إلى مدين أخاهم شعيبا .
والمناسبة في الانتقال من قصة لوط وقومه إلى قصة مدين ورسولهم أن مدين كان من أبناء إبراهيم وأن الله أنجاه من العذاب كما أنجى لوطا .
وتقديم المجرور في قوله ( إلى مدين ) ليتأتى الإيجاز في وصف شعيب بأنه أخوهم لأن هذا الوصف غير موجود في نوح وإبراهيم ولوط . وتقدم معنى كونه أخا لهم في سورة هود .
وقوله ( فقال ) عطف على الفعل المقدر أي أرسلناه فعقب إرساله بأن قال