وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وجملة ( أينكم لتأتون الرجال ) الخ بدل اشتمال من مضمون جملة ( لتأتون الفاحشة ) باعتبار ما عطف على جملة ( أئنكم لتأتون الرجال ) من قوله ( وتقطعون السبيل ) الخ لأن قطع السبيل وإتيان المنكر في ناديهم مما يشتمل عليه إتيان الفاحشة .
وأدخل استفهام الإنكار على جميع التفصيل وأعيد حرف التأكيد لتتطابق جملة البدل مع الجملة المبدل منها لأنها الجزء الأول من هذه الجملة المبدلة عند قطع النظر عما عطف عليها تكون من الجملة المبدل منها بمنزلة البدل المطابق .
وقطع السبيل : قطع الطريق أي التصدي للمارين فيه بأخذ أموالهم أو قتل أنفسهم أو إكراههم على الفاحشة . وكان قوم لوط يقعدون بالطرق ليأخذوا من المارة من يختارونه .
فقطع السبيل فساد في ذاته وهو أفسد في هذا المقصد . وأما إتيان المنكر في ناديهم فإنهم جعلوا ناديهم للحديث في ذكر هذه الفاحشة والاستعداد لها ومقدماتها كالتغازل برمي الحصى اقتراعا بينهم على من يرمونه والتظاهر بتزيين الفاحشة زيادة في فسادها وقبحها لأنه معين على نبذ التستر منها ومعين على شيوعها في الناس .
وفي قوله ( ما سبقكم بها من أحد من العالمين ) تشديد في الإنكار عليهم في أنهم الذين سنوا هذه الفاحشة السيئة للناس وكانت لا تخطر لأحد ببال وإن كثيرا من المفاسد تكون الناس في غفلة عن ارتكابها لعدم الاعتياد بها حتى إذا أقدم أحد على فعلها وشوهد ذلك منه تنبهت الأذهان إليها وتعلقت الشهوات بها .
والنادي : المكان الذي ينتدي فيه الناس أي يجتمعون نهارا للمحادثة والمشاورة وهو مشتق من الندو بوزن العفو وهو الاجتماع نهارا . وأما مكان الاجتماع ليلا فهو السامر ولا يقال للمجلس ناد إلا ما دام فيه أهله فإذا قاموا عنه لم يسم ناديا .
( فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين [ 29 ] قال رب انصرني على القوم المفسدين [ 30 ] ) الكلام فيه كالقول في نظيره المتقدم آنفا في قوله ( فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه ) الآية والأمر في ( ائتنا بعذاب الله ) للتعجيز وهو يقتضي أنه أنذرهم العذاب في أثناء دعوته . ولم يتقدم ذكر ذلك في قصة لوط فيما مضى لكن الإنذار من شؤون دعوة الرسل .
وأراد بالنصر عقاب المكذبين ليريهم صدق ما أبلغهم من رسالة الله .
A E ووصفهم ب ( المفسدين ) لأنهم يفسدون أنفسهم بشناعات أعمالهم ويفسدون الناس بحملهم على الفواحش وتدريبهم بها وفي هذا الوصف تمهيد للإجابة بالنصر لأن الله لا يحب المفسدين .
( ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكوا أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين [ 31 ] قال إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين [ 32 ] ) ( لما ) أداة تدل على التوقيت والأصل أنها ظرف ملازم الإضافة إلى جملة . ومدلولها وجود لوجود أي وجود مضمون الجملة التي تضاف إليها عند وجود الجملة التي تتعلق بها فهي تستلزم جملتين : أولاهما فعلية ماضوية وتضاف إليها ( لما ) والثانية فعلية أو اسمية مشتملة على ما يصلح لأن يتعلق به الظرف من فعل أو اسم مشتق ويطلق على الجملة الثانية الواقعة بعد ( لما ) اسم الجزاء تسامحا .
ولما كانت ( لما ) ظرفا مبهما تعين أن يكون مضمون الجملة التي تضاف إليها ( لما ) معلوما للسامع إذ التوقيت الإعلام بمقارنة زمن مجهول بزمن معلوم . فوجود ( لما ) هنا يقتضي أن مجيء الملائكة بالبشرى أمر معلوم للسامع مع أنه لم يتقدم ذكر للبشرى فتعين أن يكون التعريف في البشرى تعريف العهد لاقتضاء ( لما ) أن تكون معلومة فالبشرى هي ما دل عليه قوله تعالى آنفا ( ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب ) كما تقدم بيانه .
والبشرى : اسم للبشارة وهي الإخبار بما فيه مسرة للمخبر - بفتح الباء - وتقدم ذكر البشارة عند قوله تعالى ( إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ) في سورة البقرة .
ومن لطف الله بإبراهيم أن قدم له البشرى قبل إعلامه بإهلاك قوم لوط لعلمه تعالى بحلم إبراهيم . والمعنى : قالوا لإبراهيم إنا مهلكو أهل هذه القرية الخ