وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وفي التوراة أنه كانت معه زوجه ( سارة ) وزوج لوط واسمها ( ملكة ) . ولوط هو ابن ( هارون ) أخي إبراهيم فلوط يومئذ من أمة إبراهيم عليهما السلام .
( وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم [ 26 ] ) عطف على جملة ( فأنجاه الله من النار ) .
فضمير ( قال ) عائد إلى إبراهيم أي أعلن أنه مهاجر ديار قومه وذلك لأن الله أمره بمفارقة أهل الكفر .
وهذه أول هجرة لأجل الدين ولذلك جعلها هجرة إلى ربه . والمهاجرة مفاعلة من الهجر : وهو ترك شيء كان ملازما له والمفاعلة للمبالغة أو لأن الذي يهجر قومه يكونون هم قد هجروه أيضا .
وحرف ( إلى ) في قوله ( إلى ربي ) للانتهاء المجازي إذ جعل هجرته إلى الأرض التي أمره الله بأن يهاجر إليها كأنها هجرة إلى ذات الله تعالى فتكون ( إلى ) تخييلا لاستعارة مكنية ؛ أو جعل هجرته من المكان الذي لا يعبد أهله الله لطلب مكان ليس فيه مشركون بالله كأنه هجرة إلى الله فتكون ( إلى ) على هذا الوجه مستعارة لمعنى لام التعليل استعارة تبعية .
ورشحت هذه الاستعارة على كلا الوجهين بقوله ( إنه هو العزيز الحكيم ) . وهي جملة واقعة موقع التعليل لمضمون ( إني مهاجر إلى ربي ) لأن من كان عزيزا يعتز به جاره ونزيله .
وإتباع وصف ( العزيز ) ب ( الحكيم ) لإفادة أن عزته محكمة واقعة موقعها المحمود عند العقلاء مثل نصر المظلوم ونصر الداعي إلى الحق ويجوز أن يكون ( الحكيم ) بمعنى الحاكم فيكون زيادة تأكيد معنى ( العزيز ) .
وقد مضت قصة إبراهيم وقومه وبلادهم مفصلة في سورة الأنبياء .
( ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب ) هذا الكلام عقبت به قصة إبراهيم تبيانا لفضله إذ لا علاقة له بالقصة . والظاهر أن يكون المراد ب ( وهبنا وجعلنا ) الإعلام بذلك فيكون من تمام القصة كما في سورة هود . وتقدم نظير هذه الآية في الأنعام في ذكر فضائل إبراهيم . والكتاب مراد به الجنس فالتوراة والإنجيل والزبور والقرآن كتب نزلت في ذرية إبراهيم .
( وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين [ 27 ] ) جمع الله له أجرين : أجرا في الدنيا بنصره على أعدائه وبحسن السمعة وبث التوحيد ووفرة النسل وأجرا في الآخرة وهو كونه في زمرة الصالحين والتعريف للكمال أي من كمل الصالحين .
A E ( ولوطا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين [ 28 ] أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر ) الانتقال من رسالة إبراهيم إلى قومه إلى رسالة لوط لمناسبة أنه شابه إبراهيم في أن أنجاه الله من عذاب الرجز . والقول في صدر هذه الآية كالقول في آية ( وإبراهيم إذ قال لقومه ) المتقدم آنفا . وتقدم نظيرها في سورة النمل وفي سورة الشعراء .
وما بين الآيات من تفاوت هو تفنن في حكاية القصة للغرض الذي ذكرته في المقدمة السابعة إلا قوله هنا ( إنكم لتأتون الفاحشة ) فإنه لم يقع له نظير فيما مضى .
وقوم لوط من الكنعانيين وتقدم ذكرهم في سورة الأعراف .
وتوكيد الجملة ب ( إن ) واللام توكيد لتعلق النسبة بالمفعول لا تأكيد للنسبة فالمقصود تحقيق أن الذي يفعلونه فاحشة أي عمل قبيح بالغ الغاية في القبح لأن الفحش بلوغ الغاية في شيء قبيح لأنهم كانوا غير شاعرين بشناعة عملهم وقبحه .
وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وحفص عن عاصم وأبو جعفر ( إنكم لتأتون الفاحشة ) بهمزة واحدة على الإخبار المستعمل في التوبيخ . وقرأه أبو عمرو وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم ويعقوب وخلف بهمزتين : همزة الاستفهام وهمزة ( إن ) . وقرأ الجميع ( أإنكم لتأتون الرجال ) بهمزتين . وفي الكشاف : قال أبو عبيد وجدت الأول ( أي إنكم لتأتون الفاحشة ) في الإمام بحرف واحد بغير ياء أي بغير الياء التي تكتب الهمزة المكسورة على صورتها ورأيت الثاني " أي ( أينكم لتأتون الرجال ) " بحرفي الياء والنون اه . " يعني الياء بعد همزة الاستفهام والنون نون إن " . ولعله يعني بالإمام مصحف البصرة أو الكوفة فتكون قراءة قرائهما رواية مخالفة لصورة الرسم