وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والحمل : مجاز تمثيلي لحال الملتزم بمشقة غيره بحال من يحمل متاع غيره فيؤول إلى معنى الحمالة والضمان .
ودل قوله ( خطاياكم ) على العموم لأنه جمع مضاف وهو من صيغ العموم .
وقوله ( وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء ) إبطال لقولهم ( ولنحمل خطاياكم ) نقض العموم في الإثبات بعموم في النفي لأن ( شيء ) في سياق النفي يفيد العموم لأنه نكرة وزيادة حرف ( من ) تنصيص على العموم .
والحمل المنفي هو ما كان المقصود منه دفع التبعة عن الغير وتبرئته من جناياته فلا ينافيه إثبات حمل آخر عليهم هو حمل المؤاخذة على التضليل في قوله ( وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم ) .
والكذب المخبر به عنهم هو الكذب فيما اقتضاه أمرهم أنفسهم بأن يحملوا عن المسلمين خطاياهم حسب زعمهم والوفاء بذلك كما كانوا في الدنيا فهو كذب لا شك فيه لأنه مخالف للواقع ولاعتقادهم .
ولذلك فجملة ( إنهم لكاذبون ) بدل اشتمال من جملة ( وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء ) لأن جملة ( وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء ) تضمنت عرو قولهم ( ولنحمل خطاياكم ) عن مطابقته للواقع في شيء وذلك يشتمل على أن مضمونها كذب صريح فكان مضمون جملة ( إنهم لكاذبون ) مما اشتمل عليه مضمون جملة ( وما هم بحاملين ) . وليس مضمون الثانية عين مضمون الأولى بل الثانية أوفى بالدلالة على أن كذبهم محقق وانه صفة لهم في خبرهم هذا وفي غيره ووزان هذه الجملة وزان بيت علم المعاني : .
" أقول له ارحل لا تقيمن عندنا إذ جعل الأئمة جملة ( لا تقيمن عندنا ) بدل اشتمال من جملة ( ارحل ) لأن جملة ( لا تقيمن ) أوفى بالدلالة على كراهيته وطلب ارتحاله ولهذا لم تعطف جملة ( إنهم لكاذبون ) لكمال الاتصال بينهما وبين ( وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء ) .
( وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسئلن يوم القيامة عما كانوا يفترون [ 13 ] ) A E بعد أن كذبهم في قولهم ( ولنحمل خطاياكم ) وكشف كيدهم بالمسلمين عطف عليه ما أفاد أنهم غير ناجين من حمل تبعات لأقوام آخرين وهم الأقوام الذين أضلوهم وسولوا لهم الشرك والبهتان على وجه التأكيد بحملهم ذلك . فذكر الحمل تمثيل والأثقال مجاز عن الذنوب والتبعات . وهو تمثيل للشقاء والعناء يوم القيامة بحال الذي يحمل متاعه وهو موقر به فيزاد حمل أمتعة أناس آخرين .
وقد علم من قام المقابلة أن هذا حمل تثقيل وزيادة في العذاب وليس حملا يدفع التبعة عن المحمول عنه وأن الأثقال المحمولة مع أثقالهم هي ذنوب الذين أضلوهم وليس من بينها شيء من ذنوب المسلمين لأن المسلمين سالمون من تضليل المشركين بما كشف الله لهم من بهتانهم .
وجملة ( وليسألن يوم القيامة عما يفترون ) تذييل جامع لمؤاخذتهم بجميع ما اختلقوه من الإفك والتضليل سواء ما أضلوا به أتباعهم وما حاولوا به بتضليل المسلمين فلم يقعوا في أشراكهم وقد شمل ذلك كله لفظ الافتراء كما عبر عن محاولتهم تغرير المسلمين بأنهم فيه كاذبون .
( ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون [ 14 ] فأنجيناه وأصحاب السفينة وجعلناها آية للعالمين [ 15 ] ) سيقت هذه القصة واللاتي بعدها شواهد على ما لقي الرسل والذين آمنوا معهم من تكذيب المشركين كما صرح به قوله عقب القصتين ( وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم ) على أحد الوجهين الآتيين .
وابتدئت القصص بقصة أول رسول بعثه الله لأهل الأرض فإن لأوليات الحوادث وقعا في نفوس المتأملين في التاريخ وقد تقدم تفصيل قصته في سورة هود .
وزادت هذه الآية أنه لبث في قومه تسعمائة وخمسين سنة . وظاهر الآية أن هذه مدة رسالته إلى قومه ولا غرض في معرفة عمره يوم بعثه الله إلى قومه وفي ذلك اختلاف بين المفسرين وفائدة ذكر هذه المدة للدلالة على شدة مصابرته على أذى قومه ودوامه على إبلاغ الدعوة تثبيتا للنبي A . وأوثر تمييز ( ألف ) ب ( سنة ) لطلب الخفة بلفظ ( سنة ) وميز ( خمسين ) بلفظ ( عاما ) لئلا يكر لفظ ( سنة )