وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

خص بالذكر فريقان هما ممن شمله عموم قوله ( العالمين ) اهتماما بهاذين الفريقين وحاليهما : فريق الذين آمنوا وفريق المنافقين لأن العلم بما في صدور الفريقين من إيماء ونفاق يترتب عليه الجزاء المناسب لحاليهما في العاجل والآجل فلذلك ترغيب وترهيب .
ووجه تأكيد كلا الفعلين بلام القسم ونون التوكيد أن المقصود من هذا الخبر رد اعتقاد المنافقين أن الله لا يطلع رسوله على ما في نفوسهم فالمقصود من الخبرين هو ثانيهما أعني قوله ( وليعلمن المنافقين ) .
وأما قوله ( وليعلمن الله الذين آمنوا ) فهو تمهيد لما بعده وتنصيص على عدم التباس الإيمان المكذوب بالإيمان الحق .
وفي هذا أيضا إرادة المعنى الكنائي من العلم وهو مجازة كل فريق على حسب ما علم الله من حاله .
وجيء في جانب هاذين بالفعل المضارع المستقبل إذ نون التوكيد لا يؤكد بها الخبر المثبت إلا وهو مستقبل ؛ إما لأن العلم مكنى به عن لازمه وهو مقابلة ك فريق بما يستحقه بحسب ما علم من حاله والمجازاة أمر مستقبل وإما لأن المراد علم بمستقبل وهو اختلاف أحوالهم يوم يجيء النصر فلعل من كانوا منافقين وقت نزول الآية يكونون مؤمنين يوم النصر ويبقى قوم على نفاقهم .
والمخالفة بين المؤمنين والمنافقين في التعبير عن الأولين بطريق الموصول والصلة الماضوية وعن الآخرين بطريق اللام واسم الفاعل لما يؤذن به الموصول من اشتهارهم بالإيمان وما يؤذن به الفعل الماضي من تمكن الإيمان منهم وسابقيته وما يؤذن به التعريف باللام من كونهم عهدوا بالنفاق وطريانه عليهم بعد أن كانوا مؤمنين ففيه تعريف بسوء عاقبتهم مع ما في ذلك من التفنن ورعاية الفاصلة .
( وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون [ 12 ] ) A E هذا غرض آخر من أغراض مخالطة المشركين مع المؤمنين وهو محاولة المشركين ارتداد المسلمين بمحاولات فتنة بالشك والمغالطة للذين لم يقدروا على فتنتهم بالأذى والعذاب : إما لعزتهم وخشية بأسهم مثل عمر بن الخطاب فقد قيل : إن هذه المقالة قيلت له وإما لكثرتهم حين كثر المسلمون وأعيت المشركين حيل الصد عن الإسلام .
والمراد بالذين كفروا طائفة منهم وهم أبو جهل والوليد بن المغيرة وأمية بن خلف وأبو سفيان بن حرب ( قبل أن يسلم ) قالوا للمسلمين ومنهم عمر بن الخطاب ر نبعث نحن ولا أنتم فإن عسى كان ذلك فإنا نحمل عنكم آثامكم . وإنما قالوا ذلك جهلا وغرورا حاولوا بهما ان يحجوا المسلمين في إيمانهم بالبعث توهما منهم بأنهم إن كان البعث واقعا فسيكونون في الحياة الآخرة كما كانوا في الدنيا أهل ذمام وحمالة ونقض وإبرام شأن سادة العرب أنهم إذا شفعوا شفعوا وإن تحملوا حملوا .
وهذا كقول العاصي بن وائل لخباب بن الأرت : لئن بعثني الله ليكونن لي مال فأقضيك دينك وهو الذي نزل فيه قوله تعالى ( أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا ) . وكل هذا من الجدال بالباطل وهو طريقة جدلية إن بنيت على الحق كما ينسب إلى علي بن أبي طالب في ضد هذا : .
زعم المنجم والطبيب كلاهما ... لا تحشر الأجساد قلت إليكما .
إن صح قولكما فليست بخاسر ... أو صح قولي فالخسار عليكما وحكى الله عنهم قولهم ( ولنحمل خطاياكم ) بصيغة الأمر بلام الأمر : إما لأنهم نطقوا بمثل ذلك لبلاغتهم وإما لإفادة ما تضمنته مقالتهم من تأكيد تحملهم بذلك . فصيغة أمرهم أنفسهم بالحمل آكد من الخبر عن أنفسهم بذلك ومن الشرط وما في معناه لأن الأمر يستدعي الامتثال فكانت صيغة الأمر دالة على تحقيق الوفاء بالحمالة .
وواو العطف لجملة ( ولنحمل ) على جملة ( اتبعوا سبيلنا ) مراد منها المعية بين مضمون الجملتين في الأمر وليس المراد منه الجمع في الحصول فالجملتان في قوة جملتي شرط وجزاء والتعويل على القرينة .
فكان هذا القول أدل على تأكيد الالتزام بالحالة إن اتبع المسلمون سبيل المشركين من أن يقال : إن تتبعوا سبيلنا نحمل خطاياكم بصيغة الشرط أو أن يقال : اتبعوا سبيلنا فنحمل خطاياكم بفاء السببية