وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والآية تشير إلى شيء من أشراط حلول الوعيد الذي أنذروا به وهو الوعيد الأكبر يعني وعيد البعث فتشير إلى شيء من أشراط الساعة وهو من خوارق العادات . والتعبير عن وقوعه بصيغة الماضي لتقريب زمن الحال من المضي أي أشرف وقوعه على أن فعل المضي مع ( إذا ) ينقلب إلى الاستقبال .
والدابة : اسم للحي من الإنسان مشتق من الدبيب وهو المشي على الأرض وهو من خصائص الأحياء . وتقدم الكلام على لفظ ( دابة ) في سورة الأنعام . وقد رويت في وصف هذه الدابة ووقت خروجها ومكانه أخبار مضطربة ضعيفة الأسانيد فأنظرها في تفسير القرطبي وغيره إذ لا طائل في جلبها ونقدها .
وإخراج الدابة من الأرض ليرهم كيف يحي الله الموتى إذ كانوا قد أنكروا البعث . ولا شك أن كلامها لهم خطاب لهم بحلول الحشر . وإنما خلق الله الكلام لهم على لسان دابة تحقيرا لهم وتنديما على إعراضهم عن قبول أبلغ كلام وأوقعه من أشرف إنسان وأفصحه ليكون لهم خزيا في آخر الدهر يعيرون به في المحشر . فيقال : هؤلاء الذين أعرضوا عن كلام رسول كريم فخوطبوا على لسان حيوان بهيم . على نحو ما قيل : استفادة القابل من المبدإ تتوقف على المناسبة بينهما .
وجملة ( إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ) تعليل لإظهار هذا الخارق للعادة حيث لم يوقن المشركون بآيات القرآن فجعل ذلك إلجاء لهم حين لا ينفعهم .
وقرأ الجمهور ( إن الناس ) بكسر همزة ( إن ) وموقع ( إن ) في مثل هذا التعليل . وقرأ عاصم وحمزة والكسائي ( أن الناس ) بفتح الهمزة وهي أيضا للتعليل لأن فتح همزة ( أن ) يؤذن بتقدير حرف جر وهو باء السببية أي تكلمهم بحاصل هذا وهو المصدر . والمعنى : أنها تسجل على الناس وهم المشركون عدم تصديقهم بآيات الله . وهو تسجيل توبيخ وتنديم لأنهم حينئذ قد وقع القول عليهم ( لا ينفع نفسا إيمانهم لم تكن آمنت من قبل ) . وحمل هذه الجملة على أن تكون حكاية لما تكلمهم به الدابة بعيد .
( ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون [ 83 ] حتى إذا جاءوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أماذا كنتم تعملون [ 84 ] ) انتصب ( يوم ) على تقدير ( اذكر ) فهو مفعول به أو على أنه ظرف متعلق بقوله ( قال أكذبتم ) مقدم عليه الاهتمام به . وهذا حشر خاص بعد حشر جميع الخلق المذكور في قوله تعالى بعد هذا ( ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض ) وهو في معنى قوله تعالى ( وامتازوا اليوم أيها المجرمون ) فيحشر من كل أمة مكذبو رسولها .
والفوج : الجماعة من الناس . و ( من ) الداخلة على ( كل أمة ) تبعيضية . وأما ( من ) الداخلة على ( من يكذب ) فيجوز جعلها بيانية فيكون فوج كل أمة . وهذا الفوج هو زعماء المكذبين وأئمتهم فيكونون في الرعيل الأول إلى العذاب .
وهذا قول أبن عباس إذ قال : مثل أبي جهل والوليد بن المغيرة وشيبة بن ربيعة يساقون بين يدي أهل مكة وكذلك يساق أمام كل طائفة زعماؤها . وتقدم تفسير ( فهم يوزعون ) في قصة سليمان من هذه السورة .
والمعنى هنا : أنهم يزجرون إغلاظا عليهم كما يفعل بالأسرى .
والقول في ( حتى إذا جاءوا ) كالقول في ( حتى إذا أتوا على واد النمل ) ولم يذكر الموضع الذي جاءوه لظهوره وهو مكان العذاب أي جهنم كما قال في الآية ( حتى إذا ما جاءوها ) في سورة فصلت .
و ( حتى ) في ( حتى إذا جاءوا ) ابتدائية . و ( إذا ) الواقعة بعد ( حتى ) ظرفية والمعنى : حتى حين جاءوا .
وفعل ( قال أكذبتم بآياتي ) هو صدر الجملة في التقدير وما قبله مقدم من تأخير للاهتمام . والتقدير : وقال أكذبتم بآياتي يوم نحشر من كل أمة فوجا وحين جاءوا . وفي ( قال ) التفات من التكلم إلى الغيبة .
وقوله ( أكذبتم بآياتي ) قول صادر من جانب الله تعالى يسمعونه أو يبلغهم إياه الملائكة .
A E