وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والجواب جار على الأسلوب الحكيم بحمل استفهام على حقيقة الاستفهام تنبيها على أن حقهم أن يسألوا عن وقت العيد ليقدموه بالإيمان .
و ( عسى ) للرجاء وهو مستعمل في التقريب مع التحقيق .
و ( ردف ) تبع بقرب . وعدي باللام هنا مع أنه صالح للتعدية بنفسه لتضمينه معنى ( اقترب ) أو اللام للتوكيد مثل شكر له . والمعنى : رجاء أن يكون ذلك قريب الزمن . وهذا إشارة إلى ما سيحل بهم يوم بدر .
وحذف متعلق ( تستعجلون ) أي تستعجلون به .
( وإن ربك لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون [ 73 ] ) موقع هذا موقع الاستدراك على قوله ( عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون ) أي أن تأخير العذاب عنهم هو من فضل الله عليهم . وهذا خبر خاص بالنبي A تنبيها على أن تأخير الوعيد أثر من آثار رحمة الله لأن أزمنة التأخير أزمنة إمهال فهم فيها بنعمة لأن الله ذو فضل على الناس كلهم . وقد كنا قدمنا مسألة أن نعمة الكافر نعمة حقيقية أو ليست نعمة والخلاف في ذلك بين الأشعري ولما تريدي .
والتعبير ب ( ذو فضل ) يدل على أن الفضل من شؤونه . وتنكير ( فضل ) للتعظيم . والتأكيد ب ( إن ) واللام منظور فيه إلى حال الناس لا إلى حال النبي A فالتأكيد واقع موقع التعويض بهم بقرينة قوله ( ولكن أكثرهم لا يشكرون ) .
و ( لكن ) استدراك ناشئ عن عموم الفضل منه تعالى فإن عمومه وتكرره يستحق بأن يعلمه الناس فيشكروه ولكن أكثر الناس لا يشكرون كهؤلاء الذين قالوا ( متى هذا الوعد ) فإنهم يستعجلون العذاب تهكما وتعجيزا في زعمهم غير قادرين قدر نعمة الإهمال .
( وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون [ 74 ] ) موقع هذا موقع الاستئناف البياني لأن قوله ( وإن ربك لذو فضل على الناس ) يثير سؤالا في نفوس المؤمنين أن يقولوا : إن هؤلاء المكذبين قد أضمروا المكر وأعلنوا الاستهزاء فحالهم لا يقتضي إمهالهم ؟ فيجاب بأن الذي أمهلهم مطلع على ما في صدورهم وما أعلنوه وأنه أمهلهم مطلع على ما في صدورهم وما أعلنوه وأنه أمهلهم مع علمه بهم لحكمة يعلمها .
وفيه إشارة إلى أنهم يكنون أشياء للنبي A وللمؤمنين منها : أنهم يتربصون بهم الدوائر وأنهم تخامر نفوسهم خواطر إخراجه وإخراج المؤمنين . وهذا الاستئناف لما كان ذا جهة من معنى وصف الله بإحاطة العلم عطف جملته على جملة وصف الله بالفضل فحصل بالعطف غرض ثان مهم وحصل معنى الاستئناف البياني من مضمون الجملة .
وأما التوكيد ب ( إن ) فهو على نحو توكيد الجملة التي قبله . ولك أن تجعله لتنزيل السائل منزلة المتردد وذلك تلويح بالعتاب .
و ( تكن ) تخفي وهو من ( أكن ) إذا جعل شيء كانا أي حاصلا في كن . والكن : المسكن . وإسناد ( تكن ) إلى الصدور مجاز عقلي باعتبار أن الصدور مكانه . والإعلان : الإظهار .
( وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين [ 75 ] ) عطف على جملة ( وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون ) . وهو في معنى التذييل للجملة المذكورة لأنها منها علم الله بضمائرهم فذيل ذلك بأن الله يعلم كل غائبة في السماء والأرض .
وإنما جاء معطوفا لأنه جدير بالاستقلال بذاته من حيث إنه تعليم لصفة علم الله تعالى وتنبيه لهم من غفلتهم عن إحاطة علم الله لما تكن صدورهم وما يعلنون . والغائبة : اسم للشيء الغائب والتاء فيه للنقل من الوصفية إلى الاسمية كالتاء في العافية والعاقبة والفاتحة . وهو اسم مشتق من الغيب وهو ضد الحضور والمراد : الغائبة عن علم الناس . استعمل الغيب في الخفاء مجازا مرسلا .
A E والكتاب يعبر به عن علم الله استعبر له الكتاب لما فيه من التحقق وعدم قبول التغيير . ويجوز أن يكون مخلوقا غيبيا يسجل فيه ما سيحدث .
والمبين : المفصل لأن الشيء المفصل يكون بينا واضحا . والمعنى : أن الله لا يعزب عن علمه حقيقة شيء مما خفي على العالمين . وذلك يقتضي أن كل ما يتلقاه الرسل من جانب الله تعالى فهو حق لا يحتمل أن يكون الأمر بخلافه . ومن ذلك ما كان الحديث فيه من أمر البعث الذي أنكره وكذبوا بما جاء فيه .
( إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون [ 76 ] )