وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فإن تفق الأنام وأنت منهم ... فإن المسك بعض دم الغزال A E وضمائر الجمع عائدة إلى أكثرهم باعتبار معنى لفظه كما عاد عليه ضمير ( يسمعون ) .
وانتقل في صفة حالهم إلى ما هو أشد من حال الأنعام بأنهم أضل سبيلا من الأنعام . وضلال السبيل عدم الاهتداء للمقصود لأن الأنعام تفقه بعض ما تسمعه من أصوات الزجر ونحوها من رعاتها وسائقيها وهؤلاء لا يفقهون شيئا من أصوات مرشدهم وسائسهم وهو الرسول E . وهذا كقوله تعالى ( فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار ) الآية .
( ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا [ 45 ] ثم قبضنه إلينا قبضا يسيرا [ 46 ] ) .
استئناف ابتدائي فيه انتقال من إثبات صدق الرسول A وإثبات ان القرآن من عند الله أنزله على رسوله وصفات الرسل وما تخلل ذلك من الوعيد وهو من هذا الاعتبار متصل بقوله ( وقال الذين كفروا لو لا نزل عليه القرآن جملة واحدة ) الآية .
وفيه انتقال إلى الاستدلال على بطلان شركهم وإثبات الوحدانية لله وهو من هذه الجهة متصل بقوله في أول السورة ( واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا ) الآية .
وتوجيه الخطاب إلى النبي A يقتضي أن الكلام متصل بنظيره من قوله تعالى ( قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض ) . وما عطف عليه ( قل أذلك خير ) ( وما أرسلنا قبلك من المرسلين ) ( وكفى بربك هاديا ) فكلها مخاطبات للنبي A . وقد جعل مد الظل وقبضه تمثيلا لحكمه التدريج في التكوينات الإلهية والعدول بها عن الطفرة في الإيجاد ليكون هذا التمثيل بمنزلة كبرى القياس للتدليل على أن تنزيل القرآن منجما جار على حكمة التدرج لأنه أمكن في حصول المقصود وذلك ما دل عليه قوله سابقا ( كذلك لنثبت به فؤادك ) . فكان في قوله ( ألم تر إلى ربك كيف مد الظل . . ) الآية زيادة في التعليل على ما في قوله ( كذلك لنثبت به فؤادك ) .
ويستتبع هذا إيماء إلى تمثيل نزول القرآن بظهور شمس في المواضع التي كانت مظللة إذ قال تعالى ( ثم جعلنا الشمس عليه دليلا ) فإن حال الناس في الضلالة قبل نزول القرآن تشبه بحال امتداد ظلمة الظل وصار ما كان مظللا ضاحيا بالشمس وكان زوال ذلك الظل تدريجا حتى ينعدم الفيء .
فنظم الآية بما اشتمل عليه من التمثيل أفاد تمثيل هيئة تنزيل القرآن منجما بهيئة مد الظل مدرجا ولو شاء لجعله ساكنا .
وكان نظمها بجمله على حقيقة تركيبه مفيدا العبرة بمد الظل وقبضة في إثبات دقائق قدرة الله تعالى وهذان المفادان من قبيل استعمال اللفظ في حقيقته ومجازه الذي ذكرناه في المقدمة التاسعة . وكان نظم الكلام بمعنى ما فيه من الاستعارة التصريحية من تشبيه الهداية بنور الشمس . وبهذا النكتة عطف قوله ( ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا ) إلى قوله ( وجعل النهار نشورا ) .
والاستفهام تقرير فهو صالح لطبقات السامعين : من غافل يسأل عن غفلته ليقر بها تحريضا على النظر ومن جاحد ينكر عليه إهماله النظر ومن موفق يحث على زيادة النظر .
والرؤية بصرية وقد ضمن الفعل معنى النظر فعدي إلى المرئي بحرف ( إلى ) . والمد : بسط الشيء المنقبض المتداخل يقال : مد الحبل ومد يده ويطلق المد على الزيادة في الشيء وهو استعارة شائعة وهو هنا الزيادة في مقدار الظل .
ثم إذا كان المقصود بفعل الرؤية حالة من أحوال الذات تصح رؤيتها فلك تعدية الفعل إلى الحالة كقوله تعالى ( ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ) ( ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا ) وصح تعديته إلى اسم الذات مقيدة بالحالة المقصودة بحال أو ظرف صلة نحو ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ) ( ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه ) ( ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا ) .
A E