وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" أتانيأبيت اللعنأنك لمتني وقوله : A E .
فليأتينك قصائد وليدفعن ... جيشا إليك قوادم الأكوار يريد قصائد الهجاء . وقول الملائكة للوط ( وأتيناك بالحق ) أي عذاب قومه ولذلك قالوا له في المجيء الحقيقي ( بل جئناك بما كانوا فيه يمترون ) . وتقدم في سورة الحجر وقال الله تعالى ( أتاها أمرنا ليلا أو نهارا ) ( أتى أمر الله فلا تستعجلوه ) ( فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا ) . بخلاف فعل المجيء إذا استعمل في مجازه فأكثر ما يستعمل في وصول الخير والوعد والنصر والشيء العظيم قال تعالى ( قد جاءكم برهان من ربكم ) ( وجاء ربك والملك صفا صفا ) ( إذا جاء نصر الله ) وفي حديث الإسراء : " . . مرحبا به ونعم المجيء جاء " ( وقل جاء الحق وزهق الباطل ) وقد يكون متعلق الفعل ذا وجهين باختلاف الاعتبار فيطلق كلا الفعلين نحو ( حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور ) فإن الأمر هنا منظور فيه إلى كونه تأييدا نافعا لنوح .
والتفسير : البيان والكشف عن المعنى وقد تقدم ما يتعلق به مفصلا في المقدمة الأولى من مقدمات هذا الكتاب والمراد هنا كشف الحجة والدليل .
ومعنى كونه أحسن أنه أحق في الاستدلال فالتفضيل للمبالغة إذ ليس في حجتهم حسن أو يراد بالحسن ما يبدو من بهرجة سفسطتهم وشبههم فيجيء الكشف عن الحق أحسن وقعا في نفوس السامعين من مغالطاتهم فيكون التفضيل بهذا الوجه على حقيقته فهذه نكتة من دقائق الاستعمال ودقائق التنزيل .
( الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا وأضل سبيلا [ 34 ] ) .
استئناف ابتدائي لتسلية الرسول A ولوعيد المشركين وذمهم .
والموصول واقع موقع الضمير كأنه قيل : هم يحشرون على وجوههم فيكون الضمير عائدا إلى الذين كفروا من قوله ( وقال الذين كفروا لو لا نزل عليه القرآن جملة واحدة ) إظهار في مقام الإضمار لتحصيل فائدة أن أصحاب الضمير ثبت لهم مضمون الصلة وليبني على الصلة موقع اسم الإشارة ومقتضى ظاهر النظم أن يقال : ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا هم شر مكانا وأضل سبيلا ونحشرهم على وجوههم إلى جهنم كما قال في سورة الإسراء ( ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم ) عقب قوله ( وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا ) ويعلم من السياق بطريق التعريض أن الذين يحشرون على وجوههم هم الذين يأتون بالأمثال تكذيبا للنبي A . وإذ كان قصدهم مما يأتون به من الأمثال تنقيص شأن النبي ذكروا بأنهم أهل شر المكان وضلال السبيل دون النبي A . فالموصول مبتدأ واسم الإشارة خبر عنه .
وقد تقدم معنى ( يحشرون على وجوههم ) في سورة الإسراء عند قوله ( ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم ) . وتقدم ذكر الحديث في السؤال عن كيف يمشون على وجوههم .
وشر : اسم تفضيل . وأصله أشر وصيغتا التفضيل في قوله ( شر وأضل ) مستعملتان للمبالغة في الاتصاف بالشر والضلال كقوله ( قال أنتم شر مكانا ) في جواب قوله اخوة يوسف ( إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل ) .
وتعريف جزأي الجملة يفيد القصر وهو قصر للمبالغة بتنزيلهم منزلة من انحصر الشر والضلال فيهم . وروي عن مقاتل أن الكفار قالوا للمسلمين : هم شر الخلق فنزلت هذه الآية فيكون القصر قصر قلب أي هم شر مكانا وأضل سبيلا لا المسلمون وصيغتا التفضيل مسلوبتا المفاضلة على كلا الوجهين .
والمكان : المقر . والسبيل : الطريق مكانهم جهنم وطريقهم الطريق الموصول إليها وهو الذي يحشرون فيه على وجوههم .
والإتيان باسم الإشارة عقب ما تقدم للتنبيه على أن المشار إليهم أحرياء بالمكان الأشر والسبيل الأضل لأجل ما سبق من أحوالهم التي منها قولهم ( لو لا نزل عليه القرآن جملة واحدة ) .
و ( سبيلا ) تمييز محول عن الفاعل فأصله : وضل سبيلهم . وإسناد الضلال إلى السبيل في التركيب المحول عنه مجاز عقلي لأن السبيل سبب ضلالهم .
( ولقد آتينا موسى الكتب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا [ 35 ) ] فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا فدمرنهم تدميرا [ 36 ] )