وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وجملة ( وكان الشيطان للإنسان خذولا ) تذييل من كلام الله تعالى لا من كلام الظالم تنبيها للناس على أن كل هذا الإضلال من عمل الشيطان فهو الذي يسول لخليل الظالم إضلال خليله لأن الشيطان خذول الإنسان أي مجبول على شدة خذله .
والخذل : ترك نصر المستنجد مع القدرة على نصره وقد تقدم عند قوله تعالى ( وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده ) في سورة آل عمران .
فإذا أعان على الهزيمة فهو أشد الخذل وهو المقصود من صيغة المبالغة في وصف الشيطان بخذل الإنسان لأن الشيطان يكيد الإنسان فيورطه في الضر فهو خذول .
( وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا [ 30 ] ) .
عطف على أقوال المشركين ومناسبته لقوله ( لقد أضلني عن الذكر ) أن الذكر هو القرآن فحكيت شكاية الرسول إلى ربه قومه من نبذهم القرآن بتسويل زعمائهم وسادتهم الذين أضلوهم عن القرآن أي عن التأمل فيه بعد أن جاءهم وتمكنوا من النظر وهذا القول واقع في الدنيا والرسول محمد A . وهو خبر مستعمل في الشكاية .
والمقصود من حكاية قول الرسول إنذار قريش بان الرسول توجه إلى ربه في هذا الشأن فهو يستنصر به ويوشك أن ينصره وتأكيده ب ( إن ) للاهتمام به ليكون التشكي أقوى . والتعبير عن قريش ب ( قومي ) لزيادة التذمر من فعلهم معه لأن شأن قوم الرجل أن يوافقوه .
وفعل الاتخاذ إذا قيد بحالة يفيد شدة اعتناء المتخذ بتلك الحالة بحيث ارتكب الفعل لأجلها وجعله لها قصدا . فهذا أشد مبالغة في هجرهم القرآن من أن يقال : إن قومي هجروا القرآن .
واسم الإشارة في ( هذا القرآن ) لتعظيمه وأن مثله لا يتخذ مهجورا بل هو جدير بالإقبال عليه والانتفاع به .
والمهجور : المتروك والمفارق . والمراد هنا ترك الاعتناء به وسماعه .
( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا [ 31 ] ) .
هذه تسلية للنبي A بأن ما لقيه من بعض قومه هو سنة من سنن الأمم مع أنبيائهم . وفيه تنبيه للمشركين ليعرضوا أحوالهم على هذا الحكم التاريخي فيعلموا أن حالهم كحال من كذبوا من قوم نوح وعاد وثمود .
والقول في قوله ( وكذلك ) تقدم في قوله تعالى ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) . والعدو : اسم يقع على المفرد والجمع والمراد هنا الجمع .
ووصف أعداء الأنبياء بأنهم من المجرمين أي من جملة المجرمين فإن الإجرام أعم من عداوة الأنبياء وهو أعظمها . وإنما أريد هنا تحقيق انضواء أعداء الأنبياء في زمرة المجرمين لأن ذلك أبلغ في الوصف من أن يقال : عدوا مجرمين كما تقدم عند قوله تعالى ( قال أعوذ بالله ان أكون من الجاهلين ) في سورة البقرة .
وأعقب التسلية بالوعد بهداية كثير ممن هم يومئذ معرضون عنه كما قال النبي A : ( لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبده ) وبأنه ينصره على الذين يصرون على عداوته لأن قوله ( وكفى بربك هاديا ونصيرا ) تعريض بأن يفوض الأمر إليه فإنه كاف في الهداية والنصر .
والباء في قوله ( بربك ) تأكيد لاتصال الفاعل بالفعل . وأصله : كفى ربك في هذه الحالة .
( وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة وحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلنه ترتيلا [ 32 ] ) .
A E