وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقرأ الجمهور ( تشقق ) بتشديد الشين . وقرأه أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف بتخفيف الشين .
والغمام : السحاب الرقيق . وهو ما يغشى مكان الحساب قال تعالى ( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر ) تقدم في سورة البقرة .
والباء في قوله ( بالغمام ) قيل بمعنى ( عن ) أي تشقق عن غمام يحف بالملائكة . وقيل للسببية أي يكون غمام يخلقه الله فيه قوة تنشق بها السماء لينزل الملائكة مثل قوة البرق التي تشق السحاب . وقيل الباء للملابسة أي تشقق ملابسة لغمام يظهر حينئذ . وليس في الآية ما يقتضي مقارنة التشقق لنزول الملائكة ولا مقارنة الغمام للملائكة فدع الفهم يذهب في ترتيب ذلك كل مذهب ممكن .
وأكد ( نزل الملائكة ) بالمفعول المطلق لإفادة أنه نزول بالذات لا بمجرد الاتصال النوراني مثل الخواطر الملكية التي تشعشع في نفوس أهل الكمال .
وقرأ الجمهور ( ونزل الملائكة ) بنون واحدة وتشديد الزاي وفتح اللام ورفع ( الملائكة ) مبنيا للنائب . وقراه ابن كثير ( وننزل ) بنونين أولاهما مضمومة والثانية ساكنة وبضم اللام ونصب ( الملائكة ) .
وقوله ( الملك يومئذ ) هو صدر الجملة المعطوفة فيتعلق به ( يوم تشقق السماء بالغمام ) وإنما قدم عليه للوجه المذكور في تقديم قوله ( يوم يرون الملائكة ) وكذلك القول في تكرير ( يومئذ ) .
والحق : الخالص كقولك : هذا ذهب حقا . وهو الملك الظاهر أنه لا يماثله ملك لأن حالة الملك في الدنيا متفاوتة . والملك الكامل إنما هو لله ولكن العقول قد لا تلتفت إلى ما في الملوك من نقص وعجز وتبهرهم بهرجة تصرفاتهم وعطاياهم فينسون الحقائق فأما في ذلك اليوم فالحقائق منكشفة وليس ثمة من يدعي شيئا من التصرف وفي الحديث " ثم يقول الله : أنا الملك أين ملوك الأرض " .
ووصف اليوم بعسير باعتبار ما فيه من أمور عسيرة على المشركين .
وتقديم ( على الكافرين ) للحصر . وهو قصر إضافي أي دون المؤمنين .
( ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا [ 27 ] يا ويلتى ليتنى لم أتخذ فلنا خليلا [ 28 ] لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا [ 29 ] ) .
هذا هو ذلك اليوم أعيد الكلام عليه باعتبار حال آخر من أحوال المشركين فيه أو باعتبار حال بعض المشركين المقصود من الآية .
والتعريف في ( الظالم ) يجوز أن يكون للاستغراق . والمراد بالظلم الشرك فيعم جميع المشركين الذين أشركوا بعد ظهور الدعوة المحمدية بقرينة قوله ( يقول : يا ليتني أتخذت مع الرسول سبيلا ) ويكون قوله ( ليتني لم أتخذ فلانا خليلا ) إعلاما بما لا تخلو عنه صحبة بعضهم مع بعض وإغراء بعضهم بعضا على مناواة الإسلام .
A E ويجوز أن يكون للعهد المخصوص . والمراد بالظلم الاعتداء الخاص المعهود من قصة معينة وهي قصة عقبة بن أبي معيط وما أغراه به أبي بن خلف . قال الواحدي وغيره عن الشعبي وغيره : كان عقبة بن أبي معيط خليلا لأمية بن خلف وكان عقبة لا يقدم من سفر إلا صنع طعاما ودعا إليه أشراف قومه وكان يكثر مجالسة النبي A فقدم من بعض أسفاره فصنع طعاما ودعا رسول الله فلما قربوا الطعام قال رسول الله : ما أنا بآكل من طعامك حتى تشهد أن لا اله إلا الله فقال عقبة : أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله فأكل رسول الله من طعامه . وكان أبي بن خلف غائبا فلما قدم أخبر بقضيته فقال : صبأت يا عقبة . قال : والله ما صبأت ولكن دخل علي رجل فأبي أن يأكل من طعامي حتى أشهد له فاستحييت أن يخرج من بيتي ولم يطعم فشهدت له فطعم فقال أبي : ما أنا بالذي أرضى عنك أبدا إلا أن تأتيه فتبصق في وجهه فكفر عقبة وأخذ في امتثال ما امره به أمية بن خلف فيكون المراد ب ( فلان ) الكناية عن أبي بن خلف فخصوصه يقتضي لحاق أمثاله من المشركين الذين أطاعوا أخلتهم في الشرك ولم يتبعوا سبيل الرسول ولا يخلو أحد من المشركين عن خليل مشرك مثله يصده عن متابعة الإسلام إذا هم بها ويثبته على دين الشرك فيتندم يوم الجزاء على طاعته ويذكره باسمه