وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و ( محجورا ) وصف ل ( حجرا ) مشتق من مادته للدلالة على تمكن المعنى المشتق منه كما قالوا : ليل أليل . وذيل ذائل وشعر شاعر .
( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلنه هباء منثورا [ 23 ] ) .
كانوا في الجاهلية يعدون الأعمال الصالحة مجلبة لخير الدنيا لأنها ترضي الله تعالى فيجازيهم بنعم في الدنيا إذا كانوا لا يؤمنون بالبعث وقد قالت خديجة للنبي A حين تحير في أمر ما بدأه من الوحي وقال لها : ( لقد خشيت على نفسي ) فقالت ( والله لا يخزيك الله أبدا . إنك لتصل الرحم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق ) . فالظاهر أن المشركين إذا سمعوا آيات الوعيد يقولون في أنفسهم : لئن كان البعث حقا لنجدن أعمالا عملناها من البر تكون سببا لنجاتنا فعلم الله ما في نفوسهم فأخبر بأن أعمالهم تكون كالعدم يومئذ .
والقدوم مستعمل في معنى العمد والإرادة وأفعال المشي والمجىء تجيء في الاستعمال لمعاني القصد والعزم والشروع مثل : قام يفعل وذهب يقول وأقبل ونحوها . وأصل ذلك ناشئ عن تمثيل حال العامد إلى فعل باهتمام بحال من يمشي إليه فموقعه في الكلام أرشق من أن يقول : وعمدناه أو أردنا إلى ما عملوا .
و ( من ) في قوله ( من عمل ) بيانية لإبهام ( ما ) وتنكير ( عمل ) للنوعية والمراد به عمل الخير أي إلى ما عملوه من جنس عمل الخير .
والهباء : كائنات جسمية دقيقة لا ترى إلا في أشعة الشمس المنحصرة في كوة ونحوها تلوح كأنها سابحة في الهواء وهي أدق من الغبار أي فجعلناه كهباء منثور وهو تشبيه لأعمالهم " في عدم الانتفاع بها مع كونها موجودة " بالهباء في عدم إمساكه مع كونه موجودا وهذا تشبيه بليغ وهو هنا رشيق . ونظيره قوله تعالى ( وبست الجبال بسا فكانت هباء منبثا ) .
والمنثور : غير المنتظم وهو وصف كاشف لأن الهباء لا يكون إلا منثورا فذكر هذا الوصف للإشارة إلى ما في الهباء من الحقارة ومن التفرق .
( أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا [ 24 ] ) .
استئناف ابتدائي جيء به لمقابلة حال المشركين في الآخرة بضدها من حال أصحاب الجنة وهم المؤمنون لأنه لما وصف حال المشركين في الآخرة علم أن لا حظ لهم في الجنة فتعينت الجنة لغير المشركين يومئذ وهم المؤمنون إذ أهل مكة في وقت نزول هذه الآية فريقان مشركون مؤمنون . فمعنى الكلام : المؤمنون يومئذ هم أصحاب الجنة وهم خير مستقرا وأحسن مقيلا .
والخير هنا : تفضيل وهو تهكم بالمشركين وكذلك ( أحسن ) .
والمستقر : مكان الاستقرار .
والمقيل : المكان الذي يؤوى إليه في القيلولة والاستراحة في ذلك الوقت من عادة المترفين .
( ويوم تشقق السماء بالغمم ونزل الملائكة تنزيلا [ 25 ] الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكفرين عسيرا [ 26 ] ) .
عطف على جملة ( يوم يرون الملائكة ) . والمقصود تأييسهم من الانتفاع بأعمالهم وبآلهتهم وعيدهم . وأدمج في ذلك وصف بعض شؤون ذلك اليوم وأنه يوم تنزيل الملائكة بمرأى من الناس .
وأعيد لفظ ( يوم ) على طريقة الإظهار في مقام الإضمار وإن كان ذلك يوما واحدا لبعد ما بين المعاد ومكان الضمير .
والتشقق : التفتح بين أجزاء ملتئمة ومنه ( إذا السماء انشقت ) . ولعله انخراق يحصل في كور تلك العوالم والذين قالوا : السماوات لا تقبل الخرق ثم الالتئام بنوه على تخيلهم إياها كقباب من معادن صلبة والحكماء لم يصلوا إلى حقيقتها حتى الآن .
A E وتشقق السماء حالة عجيبة تظهر يوم القيامة ومعناه زوال الحواجز والحدود التي كانت تمنع الملائكة من مبارحة سماواتهم إلا من يؤذن له بذلك فاللام في الملائكة للاستغراق أي بين جمع الملائكة فهو بمنزلة أن يقال : يوم تفتح أبواب السماء . قال ( وفتحت السماء فكانت أبوابا ) ؛ على أن التشقق يستعمل في معنى انجلاء النور كما قال النابغة .
فانشق عنهاعمود الصبح جافلة ... عدو النحوص تخاف القانص اللحما وحاصل المعنى : أن هنالك انبثاقا وانتفاقا يقارنه نزول الملائكة لأن ذلك الانشقاق إذن للملائكة بالحضور إلى موقع الحشر والحساب .
والتعبير بالتنزيل يقتضي أن السماوات التي تنشق عن الملائكة أعلى من مكان حضور الملائكة