وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والبور : جمع بائر كالعوذ جمع عائذ والبائر : هو الذي أصابه البوار أي الهلاك . وتقدم في قوله تعالى ( وأحلوا قومهم دار البوار ) أي الموت . وقد استعير البور لشدة سوء الحالة بناء على العرف الذي يعد الهلاك آخر ما يبلغ إليه الحي من سوء الحال كما قال تعالى ( يهلكون أنفسهم ) أي سوء حالهم في نفس الأمر وهم عنه غافلون . وقيل : البوار الفساد في لغة الأزد وأنه وما اشتق منه مما جاء في القرآن بغير لغة مضر .
واجتلاب فعل ( كان ) وبناء ( بورا ) على ( قوما ) دون أن يقال : حتى نسوا الذكر وباروا للدلالة على تمكن البوار منهم بما تقتضيه ( كان ) من تمكن معنى الخبر وما يقتضيه ( قوما ) من كون البوار من مقومات قوميتهم كما تقدم عند قوله تعالى ( لآيات لقوم يعقلون ) في سورة البقرة .
( فقد كذبوكم بما تقولون فما يستطيعون صرفا ولا نصرا ) .
الفاء فصيحة أي إفصاح عن حجة بعد تهيئة ما يقتضيها وهو إفصاح رائع وزاده الالتفات في قوله ( كذبوكم ) .
وفي الكلام حذف فعل قول يدل عليه المقام . والتقدير : إن قلتم هؤلاء آلهتنا فقد كذبوكم وقد جاء التصريح بما يدل على القول المحذوف في قول عباس بن الأحنف .
قالوا خراسان أقصى ما يراد بنا ... ثم القفول فقد جئنا خراسانا أي إن قلتم ذلك فقد جئنا خراسان . وفي حذف فعل القول في هذه الآية استحضار لصورة المقام كأنه مشاهد غير محكي وكأن السامع آخر الآية قد سمع لهذه المحاورة مباشرة دون حكاية فقرع سمعه شهادة الأصنام عليهم ثم قرع سمعه توجه خطاب التكذيب إلى المشهود عليهم وهو تفنن بديع في الحكاية يعتمد على تخييل المحكي واقعا ومنه قوله تعالى ( يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر ) . فجملة ( فقد كذبوكم ) الخ مستأنفة ابتدائية هو إقبال على خطاب الحاضرين وهو ضرب من الالتفات مثل قوله تعالى ( واستغفري لذنبك ) بعد قوله ( يوسف أعرض عن هذا ) .
والباء في قوله ( بما تقولون ) يجوز أن تكون بمعنى ( في ) للظرفية المجازية أي كذبوكم تكذيبا واقعا فيما تقولون ويجوز أن تكون للسببية أي كذبوكم بسبب ما تقولون .
و ( ما ) موصولة . والذي قالوه هو ما يستفاد من السؤال والجواب وهو أنهم قالوا إنهم دعوهم إلى أن يعبدوهم .
وفرع على الإعلان بتكذيبهم إياهم تأييسهم من الانتفاع بهم في ذلك الموقف إذ بين لهم أنهم لا يستطيعون صرفا أي صرف ضر عنهم ولا نصرا أي إلحاق ضر بمن يغلبهم . ووجه التفريع ما دل عليه قولهم ( سبحانك ) الذي يقتضي أنهم في موقف العبودية والخضوع .
وقرأ الجمهور ( يستطيعون ) بياء الغائب وقرأه حفص بتاء الخطاب على أنه خطاب للمشركين الذين عبدوا الأصنام من دون الله .
( ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا [ 19 ] ) .
تذييل للكلام يشمل عمومه جميع الناس ويكون خطاب ( منكم ) لجميع المكلفين . ويفيد ذلك أن المشركين المتحدث عنهم معذبون عذابا كبيرا : والعذاب الكبير هو عذاب جهنم .
( وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق ) .
A E وهذا رد على قولهم ( ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ) بعد أن رد عليهم قولهم ( أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها ) بقوله ( تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك ) ولكن لما كان قولهم ( أو يلقى إليه كنز ) حالة لم تعط للرسل في الدنيا كان رد قولهم فيها بأن الله أعطاه خيرا من ذلك في الآخرة .
وأما قولهم ( ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ) فقد توسلوا به إلى إبطال رسالته بثبوت صفات البشر له فكان الرد عليهم بأن جميع الرسل كانوا متصفين بصفات البشر ولم يكن المشركون منكرين وجود رسل قبل محمد A فقد قالوا ( فليأتنا بآية كما أرسل الأولون ) وإذ كانوا موجودين فبالضرورة كانوا يأكلون الطعام إذ هم من البشر ويمشون في أسواق المدن والبادية لأن الدعوة تكون في مجامع الناس . وقد قال موسى ( موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى ) . وكان النبي A يدعوا قريشا في مجامعهم ونواديهم ويدعوا سائر العرب في عكاظ وفي أيام الموسم