وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وإعادة فعل ( ضلوا ) في قوله ( أم هم ضلوا السبيل ) ليجري على ضميرهم مسند فعلي فيفيد التقوي في نسبة الضلال إليهم . والمعنى : أم هم ضلوا من تلقاء أنفسهم دون تضليل منكم . وحق الفعل أن يعدى ب ( عن ) ولكنه عدي بنفسه لتضمنه معنى ( أخطؤوا ) أو على نزع الخافض .
و ( سبحانك ) تعظيم لله تعالى في مقام الاعتراف بأنهم ينزهون الله هن أن يدعوا لأنفسهم مشاركته في الإلهية .
ومعنى ( ما كان ينبغي لنا ) ما يطاوعنا طلب أن نتخذ عبدة لأن ( انبغى ) مطاوع ( بغاه ) إذا طلبه . فالمعنى : لا يمكن لنا اتخاذنا أولياء أي عبادا قال تعالى ( وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي ) . وقد تقدم في قوله تعالى ( وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا ) في سورة مريم . وهو هنا كناية عن انتفاء طلبهم هذا الاتخاذ انتفاء شديدا أي نتبرأ من ذلك لأن نفي ( كان ) وجعل المطلوب نفيه خبرا عن ( كان ) أقوى في النفي ولذلك يسمى جحودا . والخبر مستعمل في لازم فائدته أي نعلم أنه لا ينبغي لنا فكيف نحاوله .
و ( من ) في قوله ( من دونك ) للابتداء لأن أصل ( دون ) أنه اسم للمكان ويقدر مضاف محذوف يضاف إليه ( دون ) نحو : جلست دون أي دون مكانه فموقع ( من ) هنا موقع الحال من ( أولياء ) . وأصلها صفة ل ( أولياء ) فلما قدمت الصفة على الموصوف صارت حالا . والمعنى : لا نتخذ أولياء لنا موصوفين بأنهم من جانب دون جانبك أي أنهم لا يعترفون لك بالوحدانية في الإلهية فهم يشركون معك في الإلهية .
وعن ابن جني : أن ( من ) هنا زائدة . وأجاز زيادة ( من ) في المفعول .
و ( من ) في قوله ( من أولياء ) مزيدة لتأكيد عموم النفي أي استغراقه لأنه نكرة في سياق النفي .
والأولياء : جمع الولي بمعنى التابع في الولاء فإن الولي يرادف المولى فيصدق على كلا طرفي الولاء أي على السيد والعبد أو الناصر والمنصور . والمراد هنا : الولي التابع كما في قوله ( فتكون للشيطان وليا ) في سورة مريم أي لا نطلب من الناس أن يكونوا عابدين لنا .
وقرأ الجمهور ( نتخذ ) بالبناء للفاعل . وقرأه أبو جعفر ( نتخذ ) بضم النون وفتح الخاء على البناء للمفعول أي أن يتخذنا الناس أولياء لهم من دونك . فموقع ( من دونك ) موقع الحال من ضمير ( نتخذ ) . والمعنى عليه : أنهم يتبرؤون من أن يدعوا الناس لعبادتهم وهذا تسفيه للذين عبدوهم ونسبوا إليهم موالاتهم . والمعنى : لا نتخذ من يوالينا دونك أي من يعبدنا دونك .
والاستدراك الذي أفاده ( لكن ) ناشئ عن التبرؤ من أن يكونوا هم المضلين لهم بتعقيبه ببيان سبب ضلالهم لئلا يتوهم أن تبرئة أنفسهم من إضلالهم يرفع تبعة الضلال عن الضالين . والمقصود بالاستدراك ما بعد ( حتى ) وهو ( نسوا الذكر ) وأما ما قبلها فقد أدمج بين حرف الاستدراك ومدخوله ما يسجل عليهم فظاعة ضلالهم بأنهم قابلوا رحمة الله ونعمته عليهم وعلى آبائهم بالكفران فالخبر عن الله بأنه متع الضالين وآباءهم مستعمل في الثناء على الله بسعة الرحمة وفي الإنكار على المشركين مقابلة النعمة بالكفران غضبا عليهم .
وجعل نسيانهم الذكر غاية للتمتع للإيماء إلى أن ذلك التمتع أفضى إلى الكفران لخبث نفوسهم فهو كجود في أرض سبخة قال تعالى ( وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون ) .
A E والتعرض إلى تمتيع آبائهم هنا مع أن نسيان الذكر إنما حصل من المشركين الذين بلغتهم الدعوة المحمدية ونسوا الذكر أي القرآن هو زيادة تعظيم نعمة التمتيع عليهم بأنها نعمة متأثلة تليدة مع الإشارة إلى أن كفران النعمة قد انجر لهم من آبائهم الذين سنوا لهم عبادة الأصنام . ففيه تعريض بشناعة الإشراك ولو قبل مجيء الرسول A .
وبهذا يظهر أن ضمير ( نسوا ) وضمير ( كانوا ) عائدان إلى الظالمين المكذبين بالإسلام دون آبائهم لأن الآباء لم يسمعوا الذكر .
والنسيان مستعمل في الإعراض عن عمد على وجه الاستعارة لأنه إعراض بشبه النسيان في كونه عن غير تأمل ولا بصيرة . وتقدم في قوله تعالى ( وتنسون ما تشركون ) في سورة الأنعام .
والذكر : القرآن لأنه يتذكر به الحق وقد تقدم في قوله تعالى ( وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون ) في سورة الحجر